في الامس القريب كان لنا شرف اللقاء بأن نجلس بمعية سيد البلاد حفظه الله خلال رعايته الكريمة لعيد الجلوس الملكي ويوم الجيش ، وكما تعودنا دائما ان نحظى بالاحترام والتقدير كمتقاعدين عسكريين قدموا الغالي والنفيس من اجل وطنهم والذود عن حماه.

ليس الامر بغريب بان ندعى الى زيارة ملكية كهذه ، ولكن استذكرت الماضي حين وجدت دعوة مقدمة لي من مدير عام مؤسسة المتقاعدين العسكريين و المحاربين القدماء اللواء الركن عبد السلام الحسنات لحضور الحقل الكريم والتشرف بالجلوس على المنصة الرئيسة، شعرت بالسعادة تغمرني بعد ان اعتقدت بان المتقاعد لا مكان له في حسابات الوطن ، الا انني عرفت بمكانتي ومكانة زملائي المتقاعدين من مختلف الرتب ، ولمسة الاهتمام بهذه الفئة التي ضحت من اجل وطنها ومقدراته لتضع بصمات واضحة يشهد لها القاصي والداني بحبها واخلاصها للوطن ومليكه.

كان لقاء الامس تلفه الحفاوة البالغة سواء على مستوى التنظيم او الاستقبال او الترحيب ، كنا بالماضي لا نشعر بقيمة هذه الحفاوة لاننا كنا في السلطة واصحاب قرار ، لكن الامر الذي تضاهي به دول العالم هو احترامك وتقديرك بعد خروجك من الخدمة والسلطة ، مثمنين دورك وجهدك على ما قدمت اثناء خدمتك.

بالامس كان المتقاعدون العسكريين يؤكدون على عادتهم حبهم والتفافهم حول الراية الهاشمية التي غرست فيهم معاني الحب والوفاء ، فيبادلون الحب بالحب والوفاء بالوفاء، فهم جند اوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، انهم الجند الغر الميامين ابناء الجيش المصطفوي حاملوا راية الثورة العربية الكبرى.

وبكلام واضح لا يقبل الشك ولا يحتمل التأويل وتسنده الافعال والاجراءات على واقع الارض ، يؤكد جلالة الملك دوما بدعمه المستمر لابناءه المتقاعدين العسكريين من خلال مؤسساتهم وجمعياتهم الدور الريادي لبناء المستقبل والنهوض بالوطن الاغلى للوصول الى الحياة الوارفة الظلال ، ليبقي لهم كرامتهم وعزهم الذين تأًصلوا بهما وورثوه كابرا عن كابر.

واليوم وكمتقاعدين عسكريين نثمن هدا الاهتمام من مؤسستنا العتيدة ودورها البناء في اشراكنا ومساهمتنا للتفاعل بايجابية مع مناسبات الوطن وتعزيز حبه فينا ، ودورها الريادي للم شملنا والتواصل فيما بيننا ، ويجب علينا نحن كمتفاعدين عسكريين ان نسهم في تعزيز هذه الانجازات وتعظيمها ودعمها في كافة السبل ،فمؤسسة المتقاعدين العسكريين صرح عظيم نكن له كل التقدير والاحترام وهو لنا جميعا.

واننا نعاهد الله عز وجل ان نكون اوفياء الى وطننا ومليكنا ، نحافظ على ترابه ومقدراته، ونسير على نفس الخطا التي سار عليها مطلق الرصاصة الاولى الشريف الحسين بن علي ومن بعده الملك المؤسس عبدالله الاول ونستكمل المسيرة التي ارسى قواعدها الملك الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه لنعززها مع القائد والملك المعزز عبد الله الثاني فهو الذي يسعى جاهدا يواصل الليل بالنهار من اجل توفير الحياه الكريمة والرغدة للمواطن الاردني ، فنقول له كمتقاعدين عسكريين.. اعبر بنا البر انا معك نعبره وعبر بنا البحر نغدوا فيه امواجا.. وسنبقى دوما في خندق الوطن رديفا لقواتنا المسلحة الباسلة نذود وندافع عن حمانا الهاشمي الطهور.

حمى الله الاردن وملك الاردن وكل عام والوطن وقائد الوطن بالف خير .