الأستاذ المحترم ناهض حتر:
اسمح لي أن أحييك على نشاطك ونضالك الصحفي واحيي بك روح المغامرة الصحفية التي لا يجرؤ عليها إلا القليل!
ولكن اسمح لي يا أستاذ ناهض أن أقول لك انك لم تكن موفقا هذه المرة بتناولك لطرح وتحليل للشعار الانتخابي " الوطن للجميع " الذي طرحه مرشح الدائرة الثالثة الدكتور ممدوح العبادي حيث يلمس القارئ من خلال تحليلاتك أن هدفا ما وراء كل ما تناولت وحللت !فقد غاب عن وعيك أن تلزم قلمك بحيادية الطرح والابتعاد عن تفريغ شحنات كانت على شكل طاقة وضع أي أنها جاهزة للتفريغ في أي وقت.تختار فاخترت هذا الوقت لتخدم به "انتخابيا" صديقك الدكتور ممدوح العبادي!
"الوطن للجميع" الشعار الذي حولته بتفسيراتك وتأويلاتك كحلقات ألف ليلة وليلة وكأنك توجه خطابا قوميا في اللغة العربية وآدابها لتقول ضمنا أن لا احد يفهم اللغة العربية ومفرداتها سوى" محسوبكم" ناهض حتر !
فليس هكذا يكون الطرح يا عزيزي فالوطن للجميع عبارة مطروحة أمام عقول الجميع باختلاف مخزونهم العلمي والثقافي, وليس مطلوبا من أساتذة الفلسفة وعلماء اللغة وجهابذة الأدب أن يقفوا أمام هذا الشعار لتحليله وتشريحه وإقامة الندوات وعقد الاجتماعات وإلقاء المحاضرات لبيان أبعاده المعلنة وغير المعلنة !
الشعار المطروح واضح ولا يحتاج لأكثر من ذلك وإذا رأى الأستاذ حتر أن الدكتور بهذا الشعار يغازل فئة المطالبين بالحقوق المنقوصة فله ذلك ولهم أن يجدوا من يغازلهم ولو بالشعار على الأقل بعد أن بات الخوض بهذا " الحق" جرما انتمائيا والحديث بتفاصيله يعد انتهاكا لحقوق الإنسان الأردني الأصل والمنبت عند فئة ما من أبناء الوطن وليس عند الجميع.
الدكتور ممدوح عند من يعرفه لم يعهد به اقوالا بعيدة عن منطق الفعل او المحاولة على الأقل بترجمة هذه الأقوال لأفعال .
وبالعودة إلى الشعار موضوع الحديث فإن الشعار كان قد قرئ في مناسبات عدة وأوضح صاحب الشعار مكنون الشعار المطروح في أكثر من بيان وأكثر من مكان وكانت إحداها بمناسبة عيد الإستقلال التي طرح بها كانت بحضور جلالة الملك في المركز الثقافي الملكي بتاريخ 25/0/2005 وكان حينها د. ألعبادي رئيساً لمجلس النواب بالإنابة فلو كان لهذا الشعار ما يقرأ بين السطور لما تضمنته الكلمة التي ألقاها أمام جلالة الملك آنذاك حيث يفترض الحديث أمام جلالته أن يكون جليا واضحا لا يقبل التأويل أو الضبابية ولا يحمل في طياته معان والغاز لا ترى إلا بالأشعة تحت الحمراء .
هذا الشعار الذي حملته يا أستاذ ناهض مالا يطاق من التأويلات من وطن بديل إلى وطن للبيع !!! أجد بطرح هذا الشعار أريحية كما يجد غيري ذلك وأنا بهذا الصدد أجدك تناقض يا ناهض نفسك حين تدعي صداقتك للدكتور فليس مطلوبا منك أن تدافع بقلمك عن الدكتور فالدكتور ليس متهماً و ليس بحاجة إلى من يدافع عنه ولكن حيث يفترض بك آن تكون موضوعيا فينبغي ان تكون قد تناولت هذا الشعار للمناقشة معه منذ وقت طويل لأنه شعاره المطروح منذ خوضه للمعركة الانتخابية الأولى عام 1989 فلماذا إذن السكوت عن هذا الشعار الانتخابي طيلة هذه المدة ولم تتناوله إلاَ الآن ؟
و أن كان هناك من يرى بهذا الطرح انه لا يتعدى أن يكون صيدا في الماء العكر! وإلا :
فلماذا لم تتناول هذا الشعار القديم الجديد في تأويلاتك إلا الآن؟
ألا يفهم يا عزيزي أن ما يقرا بين السطور بتناولك الآن لهذا الطرح وبهذا الوقت بالذات أكثر مما يقرأ ما على السطور؟
عزيزي الأستاذ حتر:
الوطن من المواطنة والمواطنة انتماء للمكان وإذا كان الوطن بمفهومك اللغوي غير الذي نعرف فدعنا وما نفهم وتحية للدكتور ممدوح العبادي الذي ينادي بتكافؤ الفرص و بتوزيع ثمار الوطن لكل أبناءه باختلاف الأصول والمنابت.
فأهلا بالكوري واليوناني والباكستاني الذي يحمل انتماءً لهذا البلد! وأهلاً بكل من ربى وترعرع على تراب هذا البلد وأخلص له!
هذا البلد الصغير بحجمه الكبير بقلبه وبعقلاءه وبالطيبين من أفراد شعبه . ولتكن يا أستاذ حتر موضوعيا أكثر بتحليلاتك لكي لا يقال بأنها مغرضة أو أنها كلمة حق يراد بها باطل فربما يراها البعض بأنها كلمة باطل يراد بها باطلاً !
تحياتي لك.