الأنظمة البائدة وحجم الخراب
د.رحيل الغرايبة
12-06-2012 04:08 AM
لا تستطيع أن تتصور حجم الخراب الذي أحدثه نظام القذافي إلا عندما تشاهد بعينيك وتسمع بأذنيك وتصغي بأحاسيسك الداخلية لأنّات الشعب المقهور طوال أربعة عقود من الكبت والسكوت على مضض تحت وابل من الخطابات الثورية وشعارات محاربة الاستعمار التي أتقنت فيها هذه الأنظمة التي مثلت الاستعمار الداخلي المقيت الذي استطاع إلحاق الضرر بالشعوب والأوطان بطريقة أشد فتكا و أعظم أثراً.
لقد تم اضعاف الجيش الوطني لحساب مليشيات القذافي الخاصة التي تشكلت بإمرة أبنائه لحماية مصالح العائلة، وتأديب المعارضين مما جعل الدولة بلا حماية و جعل الحدود محلاً للفوضى، وشعر الجيش بالانتكاسة النفسانية بعد سقوط النظام.
كما تمّ تغييب مؤسسات المجتمع المدني، ومحاربة التجمعات السياسية وتشريد المعارضين وحرمان المجتمع من العمل الطوعي والخيري ومحاربة كل مظاهر التعاون الأهلي.
لقد تمت رعاية الفقر و التخلف بشكل ممنهج بحيث تم هدر عوائد النفط في الانفاق على حركات التمرد العالمية، وتمّ استئثار النظام وحاشيته من الفاسدين بمعظم مقدرات الدولة فأحد أبنائه استولى على شركات الاتصال واحتكر عالم الخلويات وآخر احتكر الكهرباء وثالث احتكر الغذاء وغيره احتكر شركات السيارات والمعدات.
لقد حارب النظام أي نوع من أنواع الظهور والتميز الشخصي لأي فرد سواء كان معارضا أو غير معارض و في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والعلمية، ولذلك منع ذكر أسماء الوزراء في الاعلام، فيقال وزير الاعلام أو وزير الثقافة من دون ذكر اسمه و شهرته، و حتى التعليق في المباريات الرياضية يتم بذكر الارقام فقط من دون الاسماء!!.
لقد تعمد النظام اهمال الجانب الصحي فلا توجد بنية تحتية، لا مستشفيات ولا مراكز صحية ولا مؤسسات علاجية، والشوارع مدمرة والشواطئ خالية بلا فنادق، كما تم اهمال الاثار التاريخية. ومن أغرب الغرائب أنه أنشأ مستشفىً صغيراً تحت قصره كان يتم فيه اجهاض الفتيات اللواتي يحملن منه سفاحا بعد مرور ستة أشهر، من أجل أخذ حقنة من النخاع العظمي للجنين الساقط بهدف تطبيق نظرية الحياة الابدية وتجنب الموت حسب أقوال بعض السحرة والمشعوذين الذين أشاروا عليه بذلك !!.
العجيب والغريب أنه مازال هناك عرب على وجه الارض يدافعون عن القذافي ونظامه تحت شعار القومية العربية.
rohileghrb@yahoo.com
العرب اليوم