اعتصام الفنانين والشعور بالخيبة
12-06-2012 04:05 AM
ما دور الفنانين في الانتقال الديمقراطي، وكيف يمكن تفسير مهرجانهم الاعتصامي التضامني أول من أمس الأحد؟ وهل مطالب الفنانين كلها معقولة وممكنة التحقق أم أن النقابة تحتاج أيضا لتفعيل و»شغل» يستثمر برأس مالها البشري؟.
كثيرة هي الأسئلة، حين تقرأ الوجوه التي كانت موجودة، تسأل عن مصائرها الوطن والمسئولين والشارع. محمود الزيودي الفنان المعتق وصلاح أبو هنود الركن المهم في تاريخ الدراما، وعروة زريقات ومحمد عواد وموسى حجازين وجميل عواد وآخرون، حين شاهدتهم في خيمة نقابة الفنانين، وهم يرددون ذات الأسئلة عن الذين سرقوا أحلامهم وفوتوا الفرصة عليهم كي يكونوا في حالة أفضل؟ تدرك حينها أن ثمة إثما ارتكب بحقهم، وهم أيضا يشعرون بالخيبة والخذلان.
الفنان والمثقف هو من يسهم بفاعلية في صياغة وجدان الوطن وهويته، والعناية به وحماية قطاعه جزء من الأولويات التي يجب الالتفات لها، لكن للأسف في السنوات الماضية همشت الثقافة من العملية الإصلاحية برمتها، واستثني المثقفون غالبا ومنهم أهل الفن من جميع مبادرات الحوار السياسي، وكان تمثيل النقيب في بعض الجلسات هو مما تفرضه البرتوكولات.
تحدث نقيب الفنانين في خيمة الاعتصام بانفعال، وأراد عروة الزريقات تهدئته بنقل النقاش إلى حالة حوار عن سبب التراجع في قطاع الفن، وأراد الحصول على إجابات من النواب، لكن حتى هؤلاء كانت إجاباتهم بائسة في تفسير الواقع المر.
مطالب أهل الفن واضحة، ومنها: إقرار إخراج الشركة الأردنية للانتاج، والاسراع باستقطاب المستمرين في الانتاج الدرامي، وشمول الفنان الأردني وأسرته في التأمين الصحي بالدرجة الأولى..الخ.
وبعض المطالب يعمل عليها -فيما علمت- داخل الديوان الملكي وهناك جدية في متابعتها، لكن هناك مطالب لا يمكن حلها بسهولة، فمثلا إذا كان ثلثي العدد المشارك بالاعتصام مشترك بالنقابة، ودفع اشتراكه، وإذا كان هناك رسوم تحصل من الأعمال الدرامية والتراخيص المختلفة لصالح النقابة، فإنه يمكن تحصيل عقد تأمين طبي للنقابة مثلها مثل أي نقابة أو شركة، فاستاذة الجامعات الخاصة وهم قطاع مهم لا يقل عن أهمية الفنانين ليس لديهم تأمين طبي إلا من خلال شركات تعمل عقدا مع جامعاتهم، وكذلك الحال في الصحف. فلماذا تؤمن الدولة الفنان ولا تؤمن أستاذ الجامعة والصحفي؟ هناك حلقة مفقودة، وهناك أسئلة عن عدم وجود استثمار للنقابة، مثلها مثل غيرها، ومع إقرارنا بأهمية منح الدولة مشروع إسكان لهم، وما دامت الدولة منحت الصحفيين قطع أراضٍ فلا ضير من مساواة الفنان وكذلك عضو رابطة الكتاب بذات الأمر.
التلفزيون الأردني لم يقصر أيضا في دعم قطاع الدراما لكن كلفة الإنتاج تحول دون تحوله إليه بشكل فاعل، والحديث في مطالب المعتصمين دعم الاستثمار بالقطاع الانتاجي وجلب المستثمرين، كان يجب أن يعيد المطالبة بإنهاء ملف تلفزيون atv والذي كان يمكن أن يساعد بتنشيط هذا القطاع، ولم نشهد أي إشارة على الأقل فيما سمعته من جزيئة المهرجان وفي ورقة المطالب أي دعم من الفنانين لزميل لهم تعثر استثماره في الإنتاج والخروج بباقة قنوات كان يمكن أن تشكل مجالا حيويا لتنشط الحركة الفنية.
في الختام، جل المطالب التي عرضتها وثيقة مطالب الفنانين معقولة، وبعضها يحتاج لنقاش وعمل من داخل النقابة أيضا التي تملك ثروة كبيرة هي العنصر البشري، الذي كان حاضرا ومشرقا في الذاكرة الدرامية والفنية، ومن المهم ليس فقط الاصغاء للفنانين بل الشروع بتنفيذ الممكن من مطالبهم ويمكن البدء بأربعة مطالب أساسية من أصل عشرة، مع وضع برنامج لتنفيذها، ومشاركة قطاعات أخرى في تحقيقها.
Mohannad974@yahoo.com
الدستور