facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رفقا بالاردن .. بقلم : عزيز الحاج


11-06-2012 03:56 AM

تدفعني لكتابة هذا المقال، من جهة، سلسلة متواصلة من مقالات تحامل متشنج على النظام الأردني وقيادته على مدى أسابيع وشهور؛ ومن جهة أخرى، مقال الأستاذ عبد الرحمن الراشد منذ أيام، في عتاب ودي وإيجابي للأردن على ما يصفه بالصمت عن الوضع السوري الدموي، أو "الامتناع الأردني".
في البداية، ثمة فرق جوهري وحاسم بين المعالجتين ومحاورهما. فأما سلسة مقالات بعض المثقفين المعروفين، تشريحا متواصلا لسياسات وخطوات الأردن الداخلية، فإنها لا تدخل في باب النقد البناء برغم أنها تكتب بعنوان المطالبة بإصلاحات ديمقراطية داخلية. وأما مقال الراشد، فهي تخص الوضع المأساوي السوري حصرا، وهي أقرب للعتاب الأخوي، ومن منطلق الحرص على الشعب السوري الذبيح.
ما يعاتب الراشد الأردن عليه في الموقف من سوريا هو عدم اتخاذ موقف إدانة واضحة لما يجري من مجازر، وعدم اتخاذ خطوات ل"دعم الشعب السوري عند حدوده معه،" دون توضيح ما هو مطلوب بالضبط. وهذا كما يقول لا يعني "أن عليه أن يفعل عما امتنعت عن فعله تركيا، أو ينخرط في اشتباك مع النظام السوري." إذن ماذا؟؟
بصراحة، لا أفهم ما يجب على الأردن اتخاذه بالنسبة للحالة السورية المأساوية؟ وكيف نقارن الأردن بتركيا العضو في الأطلسي، والتي لها جيش قوي وإمكانات طبيعية واقتصادية كبرى، فضلا عن حدودها الواسعة مع سوريا؟
الأردن بلد صغير، وكثيرا ما كان- وباعتراف الراشد- موضع تخريب النظام السوري وحليفه الإيراني. والأردن بلد فقير بإمكاناته الطبيعية والمالية، وهو يعاني من سلسلة أزمات اقتصادية ومالية، وقد استقبل حوالي نصف مليون مهاجر عراقي معظمهم من المسيحيين الذين يعرضوا لحملات اضطهاد في العراق. والأردن مجاور للعراق، الذي تحكمه حكومة موالية لإيران، وهي تساند النظام السوري بكل الطرق الممكنة. والأردن ليس بعيدا عن خطر تخريب حزب الله وحماس. وهو في دائرة الصراع العربي والفلسطيني مع إسرائيل، وعنده جالية فلسطينية كبرى يتعاطف بينها من يتعاطفون مع حماس. ومع ذلك، فقد استقبل الأردن أعدادا كبيرة من النازحين السوريين، وما يترتب على ذلك من تبعات وواجبات وإجراءات. والنظام الأردني يعاني من التحركات الفوضوية والمتشنجة المستمرة للإخوان المسلمين وبعض "المياسرين" والقومانيين، وذلك باسم الإصلاحات مع أن الإخوان الأردنيين، وكبقية زملائهم في المنطقة، هم أعداء الديمقراطية وهم دعاة فرض أحكام الشريعة والدولة الدينية برغم قبولهم بالمشاركة في الانتخابات.
نعم، إن الأردن في حاجة إلى مزيد من الإصلاحات الديمقراطية والانفتاح، وهو الذي يمتلك نخبة متميزة من الساسة المعتدلين ومن الجامعيين والمثقفين ولديه جامعات راقية.
الأردن ليس بالتأكيد ملكية دستورية على النمط الذي تحكمه الملكة أليزابيث، أو ملوك السويد وهولندا وبلجيكا وأسبانيا مثلا. ولا تزال أمام الأردن خطوات لابد منها لتعميق وتوسيع الإصلاحات الدستورية في السير المتدرج نحو ملكية دستورية. ولكن الوضع الأردني يتميز، في الوقت نفسه، بمساحة واسعة من الحريات العامة والشخصية، وانتخابات برلمانية متقدمة وإن لم تكن مثالية، وإن نظامه معتدل ومنفتح ومرن، وله شرعيته.
إن النقد البناء باتجاه التوسع في الانفتاح الديمقراطي مطلوب وواجب، ولكن التحامل والتحريض، وتبشيع كل خطوة إصلاحية تتخذها الحكومة والعاهل الأردني، هو غير ذلك، حتى ولو كان الإصلاح جزئيا وغير مثالي. وسيكون خطيئة كبرى أن تقترن أصوات مثقفين علمانيين بتحركات وضجيج الإخوان المسلمين الذين لديهم منطلقات وغايات أخرى غير ما يريده بعض العلمانيين الذين يريدون حرق المراحل في وضع داخلي وإقليمي حرج وخطر. وسيكون خسارة كبرى لشعوب المنطقة والعالم لو وصل خطر ظلمات الشتاء الإسلامي الداهم للأردن أيضا، وهو الذي لا يزال بمثابة شمعة من الشموع النادرة في المنطقة. وأما الشعب السوري المستباح، فله رأي عام دولي يزداد كل يوم إدانة لنظام الأسد ودعما لنضال شعبه. وأما المطالبات بالتدخل الدولي المباشر لإزاحة الأسد، فأمرها لا يعتمد على حكام الأردن، بل على مجلس الأمن والأمم المتحدة. ونعرف الدول المعارضة هناك. والأحرى توجيه النقد للهيئات الدولية المعنية، ولاسيما لروسيا والصين وليس- كما كتب أحد المعلقين- للأردن " الغلبان، الذي ينتهي من مشكلة وتأتيه مشكلة أخرى، ومن 1948 لم يسترح."

* عن "ايلاف"





  • 1 عامر القرعان 11-06-2012 | 06:09 AM

    قليلة هي المقالات التي تنصف الأردن و هذا واحد منها. شكراً للكاتب و نرجو من عمون أن تنشر تعليقاتنا على مختلف المواضيع حتى لو كان هناك إختلاف في الطرح او الرأي فهذه المرحلة مختلفة عن سابقاتها و نأمل أن تكون عمون من روادها المميزين و المنفتحين على الرأي الآخر و المختلف و للحديث بقية،...

  • 2 ؟؟؟؟؟ 11-06-2012 | 10:24 AM

    للوهلة الأولى ومن عنوان المقال ، قلت في نفسي سوف أقرأ شيئاً يخفف عن نفسي ويعطي للأردن وشعبه شيئاً من بعض حقوقه ولكن للأسف حتى ما امنيتي في ذلك قد بائت بالفشل ، الى الكاتب العزيز ما هي الدوافع التي تجبرنا على ذكر الاخوان المسلمين بهذه الصفات وعدم والوثوق بهم الرجاء تعدادها ومقارنتهم بغيرهم (والأفضل أن يكون الخيار للشعب وليس لأشخاص ومصر خير مثال حي) ، ثانياً كم عمر الحياة الديمقراطية التي تتكلم عنها في الاردن وكيف كانت وكيف هي الآن ومثال على ذلك قانون الانتخاب كيف ولد وكيف شب وكبر حتى أصبح يمثل الدوائر الوهمية ، ثالثاً ما على الاردن من أعباء وثقل بسبب موقعه لا يعفيه أن يقدم المزيد رغم الامكانات المتواضعه التي يمتلكها وهذا ما بقي مما يتصف به الاردن كدولة حضارية. وأخيراً الساسة الجامعيين المعتدلين الذين تتحدث عنهم سبب في التارجع الرهيب في الاقتصاد والصحة والتعليم ووووو فلتكن منصفاً أكثر يا صاحب المقال وأفضل مثال على ذلك الفساد الذي مني به الاردن سواء فساد اقتصادي او تشريعي او فساد السلطة التنفيذية .

  • 3 hotel and brothel 11-06-2012 | 08:47 PM

    نعتذر


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :