السعودي يكتب : "أبا المَسَاكِينِ صَارَ الخُبْزُ أُمْنِيَةً"
11-06-2012 03:17 AM
عمون - قصيدة للشاعر اسماعيل السعودي بعنوان " أبا المَسَاكِينِ صَارَ الخُبْزُ أُمْنِيَةً " خص بها عمون لروح الشهيد هزاع المجالي ..
يجيءُ وَجْهُكَ والآياتُ والسُّوَرُ
لأنَّ وَجْهَكَ في صَحْرَائِنَا المَطَرُ
كَأنَّ وَجْهَكَ يا (هَزَّاعُ) أُغْنِيَةً
فيها اليَتَامَى يُغنَّونَ الذي خَسِرُوا
أبا اليَتَامَى وهذا القَلبُ مُنْكَسِرٌ
مُنْذُ الرَّحِيلِ، وهذي الرُّوحُ تَنْفَطِرُ
أبا المَسَاكِينِ صَارَ الخُبْزُ أُمْنِيَةً
مِنْ فَرِطِ ما سَرَقَ السُّرَاقُ أَوْ سَكِرُوا
وأَنْتَ (عُثْمَانُ) في المِحْرَابِ يُوجِعُهُ
صَوْتُ الَّذِينَ بأمرِ الغَدْرِ قَدْ غَدَرُوا
لَكنْ قَمِيصُكَ يا (هَزَّاعُ) ضَيَّعَهُ
مِنْ بِعْدِكَ الأَهْلُ والأَحْبَابُ إذْ صَغُرُوا
كَأْنَّ (شِيحَانَ) يَوْمَ المَوْتِ أَفْزَعَهُ
هذا الرَّحِيلُ وهذا المَوْتُ والقَدَرُ
حتَّى تَرجَّلَ مِنْ عَليائِهِ كِبَراً
وجَاءَ يَزْحَفُ يَوْمَ المَوْتِ يَعْتَذِرُ
على يَمِينِكِ (وَصْفِي) يَرْتَدِي وَطَناً
وفي الشِّمَالِ (أبو سَطَّامَ) يَنْكَسِرُ
وفي المَلايينِ مِنْ أَشْلائِكِ انْتَشَرَتْ
رِيْحُ الشَّهَادَةِ والآمَالُ والصُّوَرُ
لا شَعْرَ يُكْتَبُ بَعْدَ الآنَ لا وَطَناً
يأْتِي إلينا، ومات الحُبُّ والقَمَرُ
وأَنْتَ أَنْتَ بِكَ الأَحْلامُ قَدْ عُقِدَتْ
وأَنْتَ أَنْتَ بِكَ الأَيَّامُ تَنْتَصِرُ
وأَنْتَ أَنْتَ لِسَانُ الحَقِّ في زَمَنٍ
فيهِ الرِّجَالُ بأَمْرِ الزِّيفِ قَدْ مَكَرُوا
لِذَا أَقَامُوا لنَا في أَرْضِنَا (هُبَلاً)
حتَّى نَطَوُفَ، ونَنْسَى ثَأْرَ مِنْ قُبِرُوا
ويَهْرُبُ الشِّعْرُ مِنْهُمْ، بَاتَ يَعْرِفَهُمْ
وأَنْتَ أَكْبَرُ مِنْ شَعْرٍ بهِ هَذَرُوا
وأَنْتَ أَكْبَرُ مِنْهُمْ والمَدى وَجَعٌ
إِذا اسْتَفَقْتَ اسْتَفَاقَتْ هَذِهِ البَشَرُ
هَلْ مُتَّ حَقَّاً، دِعَايَاتٌ مُلَفَّقَةٌ
وَهَلْ تَمُوتُ جِرَاحُ الرِّوحِ والفِكَرُ
إنَّا سُرِقْنَا وفي أَوْطَانِنَا عَوَزٌ
والقَابِضُونَ على الأَحْلامِ قَدْ كَفَرُوا
والمَاسِكُونَ زَمَامِ الأَمْرِ يَشْغَلَهُمْ
جَمْعُ المَلايينِ، والأَوْطَانُ تَحْتَضِرُ
والوَاقِعُ الآنَ إِصْلاحٌ ومَخْمَصَةٌ
والبَاحِثُونَ عَنْ الإِصْلاحِ قَدْ خَسِرُوا
مَنْ فَجَّرُوكَ حِجَارُ الأَرْضِ تَلْعَنُهُمْ،
والرَّاقِدُونَ على الآلامِ، والعُصُرُ
مَنْ هَمَّشُوكَ أرادُوا مَحْوَ عِزَّتِنَا
لَكْنَّهُمْ رُغْمَ ضِيْقِ الحَالِ مَا قَدِرُوا
قَدْ جَاءَ بَعْدَكَ (وَصْفِي) يَبْتَغِي وَطَنَاً
خَالٍ مِنَ الجُوْعِ للعُشَّاقِ يَنْتَصِرُ
لَكْنَّهُ الغَدْرُ قَدْ طَالتْ مَخَالِبُهُ
رَوْحَ الشَّهِيدِ التي مَا مَسَّهَا خَدَرُ
أهلي هُناكَ يَتَامى هَدَّهُمْ سَفَرٌ
حتَّى الشَّوارِعُ تَبْكِي، وانْحَنَى الشَّجَرُ
ففي الحَواكِيرِ بَعْضٌ مِنْ تَوجُّعِهِ
وفي الشَّبَابِيكِ مِنْ مَوَّالهِ سَهَرُ
وفي الحَكَايا التي خلَّفْتَها وَجَعٌ
جَيْشٌ مِنَ الشَّكِ والأَوْهَامِ يَنْهَمِرُ
تَظَّلُ رُغْمَ مُضِي العُمِرِ نَجْمَتَنَا
وَقْتَ السُّطُوعِ نُجُومُ الأَرْضِ تَسْتَتِرُ
فارْجِعْ إلينا فَإنَّ الأَرْضَ ظَامِئَةٌ
إلى الشُّمُوخِ الذي قَدْ كَادَ يَنْدَثِرُ
وارْجِعْ إلينا حَنِينَاً مَا لَهُ وَطَنٌ
وارْجِعْ إلينا فإنَّ الرُّوحَ تَنْتَظِرُ
guefara1981@yahoo.com