حرصت دوما على كتابة كل ما هو ايجابي أتمكن من الكتابة عنه، فكيف عندما يقف المواطن أمام خطوة تعتبر حلماً في عالمنا العربي، وقد استغربت عندما لم يسبقني لها أحد، مع أنها قفزة نوعية في العالم الثالث ،كما تعودنا دوما في الأردن الذي قفز عام 1989 ، على كل منطقة الشرق الأوسط بانتخابات برلمانية نزيهة.
فقد شعرت بفرح شديد عندما قرأت " أن مدير المخابرات الأردنية الفريق محمد الذهبي، كان من أوائل المسؤولين الأردنيين الذين بادروا إلى الالتزام بتقديم اقراراً عن ذمتهم المالية إلى دائرة إشهار الذمة المالية في وزارة العدل , وقال المصدر أن الفريق الذهبي قدم في وقت مبكر من سريان قانون إشهار الذمة المالية إقرارا عن ذمته المالية وذمة زوجته وأولاده إلى القاضي ناظم عارف رئيس دائرة إشهار الذمة المالية في وزارة العدل . من المؤكد أن في هذه الخطوة ثقة كبيرة ، لإن جهاز المخابرات دوما هو أهم جهاز في أي دولة ، وفي رقبته تضع أمانة الشعب وإدارة أحواله ، وأي جهاز مخابرات في العالم ،يدرك كل ما يدور في بلده،وله سرية في المعلومة، وحتى في محاسبة من يشاء، حتى أن الكثيرين يحاولون التقرب إلى الجهاز،لنيل رضا أفراده ، و أن تواجد فرد من دائرة مخابرات أي دولة عربية كافي ليعطي عائلته هيبة كبيرة،وأدرك بكل صراحة وشفافية عندما يقوم الفريق بمثل هذه الخطوة فإنه يؤكد على نزاهته ونزاهة جهازه، ليكون من السباقين ،سيما من المعروف أن جهاز مكافحة الفساد سوف يخضع لسيطرة المخابرات العامة.
ومن الملاحظ أن هذا الجهاز الذين نعرفهم كفرسان حق كما سماهم جلالة الملك ، استوعبوا تماما ، نظرية جلالة الملك نحو الأمن المطلوب للأردن، لذا نجد دوما أن الوطن محمي ، من المتطفلين والأعداء على أمننا ،دون أن يعيق هذا مسار الحرية ، فهذا التوازن الذي يريده جلالة الملك ، ويبحث عنه كل مواطن الحرية الآمنة، نظرية الأمن التي أرادها جلالة الملك بأن تكون حرية داخلية ، تعبر عن رؤيته ولكن دون الإغفال عن نمو أعداء الوطن،لذا وجدنا الأردن في هذا العهد يتمتع بحرية كبيرة ولكنها مضبوطة،ولم يتردد قبل اشهر لفتح أبواب سجونه أمام منظمة " هيومان رايتس واتش " وفي ذات الوقت لم تنشأ لدينا جماعات تضرنا وتضر جيراننا كما فعل الجيران معنا بالعكس تماما، ولـتأتي عملية الكربولي معبرة عن تفوق جهازنا ولندرك أنه قادر على الدفاع عنا حتى خارج الوطن .
فأنا اقر مع أنني كتبت كثيرا مقالات ضد الحكومة، أني لم اسأل أو يضيق علي، ،ولم استدعى حتى لأسأل عن فكري البسيط ، وهذا يجعلني أتوجه بشكر عميق إلى من يفسح لنا حرية التعبير ، و نحن ندرك ماذا تفعل الأجهزة الأمنية في البلاد المجاورة ،بحجة الحفاظ على الأمن ، فيما تصادر الحرية ، ويعتقل الصحفيون لأجل مقال عابر قد يعتبر عاديا في صحافتنا.
وكنت أود الكتابة شاكرا للفريق محمد الذهبي مدير المخابرات ،قبل ما يقارب الشهر ، فقد نشرت وكالة عمون الإخبارية ،خبر ترفيع الباشا إلى فريق ، وكتبت تعليقاً بسيطا ،تحت الخبر وكالعادة كتبت أميلي الخاص،لأفاجأ بعد أسبوع بأميل شكر يأتيني باسم الباشا كشكر على التعليق، وكل من يقرأ كلماتي يدرك أننا أمام رجل في غاية النبل، والانتماء الوطني .
فخطوة ذهبية نشكره عليها، مثلما نشكر دوما كل شرفاء الوطن لنكون معهم ،مثلما نكون ضد المتطاولين أو المقصرين في حق أرضنا الحبيبة ،فالوطن أمانة في رقبة كل أردني.
Omar_shaheen78@yahoo.com