عودي لرشدك * محمد عبدالرزاق السواعير
10-06-2012 05:58 PM
(عودي لرشدك)!!
لا تطيري في فضاءات ِ الخيال ْ
وتريّثي إنّ الغرور َ إذا تمكّن قاتل ٌ
ولقد يمل ّ الخصم ُ من طول ِ القتال ْ !!
فلكمْ يحلّق ث طائر ٌ
فوق الغمام ِ ، يمدّ أجنحة َ التبرّج ِ
والتعجرف ِ في اختيال ْ
لا بدّ من يوم ٍ به ِ
يهوي لأودية ٍ ، ويفترش ُ الرّمال ْ !!
ها أنت في كلّ المحافل ِ تبحثين عن المديح ِ ،
وعن عبارات ٍ مزيّفة ٍ تُقال ْ !!
وتوسوسين ، وتغرقين الغير َ
في سخف ِ الجدال ْ
تمشين خلف منافق ٍ
وتحدّثين مزيّفا ً
وتعلّقين بحبلك الواهي حبال ْ !!
عودي لرشدك ِ يا فتاة َ الكِبر ِ
واختصري المجال ْ
فالله قد خلق الجمال َ لحكمة ٍ
ولمن يقدّر ُ نعمة ً وهب َ الجمال ْ
عودي لرشدك ِ واجلسي
مع نفسك الهوجاء يا مغرورة
فلقد مضى زمن البراءة والدّلالْ!!
ولقد أتى زمن الرّعاع ِ
وعزّ في زمن عمالقة الرّجالْ!!
ولكلّ شيء في الوجود ِ نهاية ٌ
ويدوم ُ ربّي ذو المهابة ِ والجلالْ!!!!
*********************************
أحرقت ِ كلّ قصائدي
أدميت ِ كلّ جوانحي
وتركتني في البيد ِ ألهث ُ خلف أحصنة ٍ
وأبحث عن مكان
فيه يرويني الشرابْ!!
فوجدت بعد تصبر ٍ ومرارة ٍ
أنّ الذي خلف الإكام يشدّني
لا شيء فيه سوى السّرابْ!!
أوّاه من يوم عرفتك يا فتاة الزّيف
يا امّ الحجابْ!!
تخفين خلف الوجه كلّ تصنّع ٍ وتقلّب ٍ
وتفاخرين بكلّ أنواع العقابْ
أتقيّأ الألم الذي
حطّيت ِ كالسرطان في جسمي
وفي شِعري ، وفي صحوي ، وفي نومي ،
أفرذ من العذاب إلى......عذابْ!!
وغدرتني
وطعنتني خلف الضّلوع ِ وما أنا
للغدر يوما ً سوف أستلّ الحرابْ!!
هيّا اجلسي ن هيّا اركعي
عند الذين تعلّموا
فنّ النفاق وما يسيلُ له اللُّعابْ!!
فأنا تركت الهابطين وشأنهم
وصعدت صوب المجد
أرتادُ..............الهِضابْ!!
****************************
أهديتك ِ الشّعر الذي
عشق الصّبا
واقتاد أغنية الصّباحْ!!
وجعلت منك ِ من الحروف ِ
أميرة ، وحبيبة ، ورفيقة
وزرعت ورد العمر في خدّيك ِ
بل وزرعت في عينيك ِ
أزهار الأقاحْ!!
ويظلّ جرحك ِ في الصّميم
يظلُّ فيّ على المدى
يسمو على كلّ الجراحْ!!
ويظلُّ ينزف من نشيد الوجد ِ
ما غاصت بداخله الرّماحْ!!
ورميتني ، وظلمتني
وتركتني كالطّير ِ قُصّ جناحه
هل يا ترى
طير يطير بلا جناحْ!!
وبلا فؤاد ٍ أنت ِ
مهما تُظهرين من الوداعة والسّماحْ!!
********************************
أوّاه منك ومن زمان
صار فيه الحبّ يُشرى
ثمّ في بخس ٍ يُباعْ!!
لم تعرفي أنّ الذين تدافعوا ، وتذلّلوا
يرجون من عرض المتاعْ!!
لم تفهمي
ما الحبّ؟ ما الشّعر الجميل؟
ولا الأغاريدُ التي
طافت حلاوتها البقاعْ
وأنا عشقتك ِ والجنون يشدّني
حتى النخاعْ!!
أوّاه منك ومن ألاعيب النساءْ
يا من سمعت ولم تلبّي رغم صيحاتي النّداءْ!!
يا زهرة ما عاد يلمسها النّدى
ذبُلت وأضحت
في ملفّات الضّياعْ!!
أرثي لحالك ِ رغم ما أجزلت من
صدّ ، ومن خدع ، تفوق
جميع من عاشوا
على الكذب المغلّف ِ بالخِداعْ!!
أرثي لحالك ِ رغم ما في القلب
من وجع ، ومن شعر
يُذاعُ ولا يُذاعْ!!
فلتفهمي ، ولتعلمي
مهما يظلّ المرء فيك ِ مراوغا ً
لابدّ من كشف ِ القناعْ!!
***************************
ماذا عليّ إذا خرجت ِ على القبيلهْ!!
وعزفت ِ من وجعي شجون الرفض
وانتفضت عذاباتي الثقيلهْ!!
فلكل إنسان طريق يرتضي
والحرّ يعرفُ رغم آلام ٍ سبيلهْ!!
يا أيّها الماشون فوق رؤوسهم
مهلا ً فليس هناك أيّ تقاطع
بين الفضيلة والرّذيلة
ولسوف يأتي عاجلا ً أم آجلا ً
يوم به
يقتصّ مظلوم
ويعرف من بغى وطغى
ولم يرحم بطعنات ٍ........قتيلهْ!!!
********************************
محمد عبدالرزّاق السّواعير