فقد الأردن رجلا من أفضل رجالاته وفقدت مدينة العقبة تحديدا أحد أهم وأبرز أبناءها المخلصين وواحد من الشخصيات التوافقية المؤثرة ، الذي عرفه كل أبناء الوطن والعقبة خاصة بمواقفه المحترمة والمعتدلة وحضوره الايجابي دوما في كل النشاطات العامة ، كما هو أحد أبرز المؤسسين للكثير من الجمعيات الخيرية ، انه الحاج الفقيد نصرت البيطار الذي اختاره الله لجواره بعد حياة حافلة بالعطاء لأجل وطنه وأمته ، ولعل هذا الحزن الذي خيم على العقبة والذي كنت أراه في عيون كل ألمواطنين ، والوداع الأخير الذي حظي به الراحل الكبير من قبل أهالي العقبة والوطن لهو أكبر دليل على مدى المحبة والتقدير الذي حظي به الراحل الكبير إضافة لمكانته الرفيعة بين الناس التي جعلته يدخل القلوب بلا استئذان وذلك من خلال عمله الوطني والقومي والإنساني وقربه من كل أبناء الوطن والمحافظة بشكل خاص .

ما أصعب الكلمات وما أقسى لحظة الوداع لمثل هذه النماذج الوطنية المحترمة وهي تغادرنا لعالم الرحمن الرحيم خاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن ، فقد كان الراحل الكبير أبا المنذر شخصية توافقية محبوبة من الجميع والرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه من معرفة أي شيء يخص العقبة ، وفي كل لقاء للشأن العام تجده حاضرا لا يغيب ويحظى باحترام الجميع من كل أطياف المجتمع الأردني والعقباوي خاصة ، كونه رحمه الله كان رمزا وطنيا لوحدة أبناء الوطن بكل اتجاهاتهم الفكرية والسياسية ولا أقول المنابت والأصول لأننا أبناء وطن وأمة واحدة ، وهناك إجماع عليه غير معلن من الجميع حيث أنه من المستحيل أن تذهب لأي نشاط وطني أو اجتماعي أو إنساني ولا تجد الحاج أبا المنذر يتصدر الجلسة وفي مقدمة الصفوف ولم يمنعه من ذلك حتى المرض وتقدم عمره المبارك الذي أفناه للصالح العام ، كما هو رجل الأعمال الخيرية الأول وبامتياز سواء على مستوى الوطن ومدينة العقبة بشكل خاص كما هو نصير الفقراء والمحتاجين ولذلك شكل رحيله فاجعة مؤسفة لكل أبناء الوطن الذين هم بأمس الحاجة لمثل هذه النماذج الوطنية التوافقية من الرجال ، والذي يجمع عليهم كل أبناء الوطن .

واذكر على الصعيد الشخصي كم كنت أحترم ذلك الرجل وكم كان قريبا مني بكل ما طلبته منه يخص الشأن العام ، كما كان الفقيد الكبير رائعا وتوافقيا ووسطيا في معارضته كما في موالاته ، وكانت كلمته ورأيه في كثير من الأحيان القاسم المشترك بين أبناء الوطن ، خاصة في مدينة العقبة ومن الصعب جدا أن تحسب الفقيد الكبير على غير قناعاته وكان مثالا للباقة والكياسة والرقي الإنساني في كل أطروحاته .
وبرحيله فقدت العقبة تحديدا أحد أبرز وأهم رجالها الذي كان المثل والقدوة لكل أبناء العقبة والحاضر الذي لا يغيب في كل النشاطات الوطنية والإنسانية ، ولعل جنازته المهيبة ووداع آلاف الناس من أبناء الوطن لهو دليل أن الذي يزرعه الإنسان أي إنسان يحصده وفقيدنا الكبير أبا المنذر رحمه الله زرع الخير وكان رائده زرع المحبة وكان رمزها زرع الوسطية وكان معلمها .
رحم الله فقيد الوطن الكبير الحاج نصرت البيطار أبا المنذر وأسكنه فسيح جناته وأعطاه بيتا أفضل من بيته وأهل أفضل من أهله وجيرانا أفضل من جيرانه مع الصديقين والشهداء وبالغ العزاء لأسرته الكريمة وعموم آل البيطار ولكل محبيه على امتداد ساحات الوطن وان لله وإنا إليه راجعون .


alrajeh66@yahoo.com