البرادعي : الرئيس القادم يجب أن يكون لمدة عام
10-06-2012 02:49 AM
عمون - قال محمد البرادعى مساء السبت في تعليقه على الانتخابات الرئاسية في مصر : يجب أن يكون الرئيس القادم رئيس مؤقت لمدة عام واحد فقط.. لأن هناك استقطاب وجزء كبير من الشعب لا يرى نفسه لا فى مرسي ولا في شفيق.
وعلى طريقة الفنانة ماري منيب، وجه الدكتور محمد البرادعي، سؤالًا لرئيس مصر القادم قائلا له: إنت جايه اشتغلي إيه.. سواقة؟ ودافع السؤال أن الرئيس القادم سيأتي بدون دستور، وأنه ليس لديه أمل كبير في الدستور الذي ستكتبه اللجنة التأسيسية، كما أن الثورة ومصر اليوم في "غرفة الإنعاش".
وقال الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن "الدستور هو البداية السليمة لأية دولة، والانتخابات خلقت برلمان "أليف" لا يمكنه إقالة وزير، فيجب أن تكون تأسيسية الدستور من كل فئات الشعب دون استبعاد لأحد أو تخوين أحد، وأملي ليس كبيرًا في الدستور الجديد الذي ستكتبه اللجنة التأسيسية".
جاء ذلك خلال لقاء البرادعي مع برنامج "هنا العاصمة" على قناة "سي بي سي" مساء السبت، وأضاف أن "الدستور محتاج لأهل فكر ورأي وذلك من خلال مراجعته للجنة الخمسين، التي بها قامات من الفكر، كما أنه لن يرضي بأي منصب بدون صلاحيات فعلية". واستكمل: "لن أشارك في تأسيسية الدستور إلا إذا ضمنت ملامح الدستور اليوم أجزاء من دستور 54، لأن هذا الدستور هو دستور القرن 21".
وأضاف: "النهاردة تم الاتفاق بين الإخوان المسلمين وحزب النور يشيلوا كلمة "مبادئ" من المادة الثانية للدستور فتصبح الشريعة الإسلامية". وأوضح البرادعي: أن البلاد أُديرت إدارة بائسة من جانب القوى السياسية، والمجلس العسكري، والضحية الـ95% من الشعب المصري الذى يريد أن يعيش، فاليوم الثورة ومصر في غرفة الإنعاش، فنحن في مرحلة دقيقة ويجب أن نجد وسيلة لنتعايش معاً قبل أن ينفجر الوضع، فالأمل ما زال موجودا برغم القلق والإحباط".
واستطرد البرادعي: "نسينا مصريتنا وأصبح كل فريق يعيش في معسكر، فهناك معسكر الجيش، معسكر الإخوان وغيرهم وكلا منهم يخون الآخر، فمنذ أكثر من عام ونصف العام ونحن نركب خطأ على خطا، ولا نصلح شيئا حتي وصلنا لمرحلة أننا جميعنا واقفون نخون بعضنا البعض".
وأشار: "لا يوجد مستثمر يريد دفع "قرش أحمر" في مصر الآن فالبلد على شفى الإفلاس، وعدت لأكون بجوار أهلي وأهل بلدي ونحل المصيبة اللي إحنا فيها". وانتقد البرادعي مؤسسات الدولة الثلاث قائلاً: "إن السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية بيردحوا لبعض"، كما أن التيار الإسلامى يتحمل مسئولية المادة 28، والدين تم استخدامه فى عمليات سياسية، وقانون العزل السياسي فكرته صحيحة، لكن طريقة تطبيقه غير صحيحة والعزل أمر طبيعي بعد أي ثورة.
أوضح البرادعي: حاولت أن أقود الثورة، لكن الشباب تفرّق بعد الثورة، فالقائد وحده لا يستطيع قيادة الحرب، ويجب أن نتعلم العمل العام وتوحيد الصف وتحكيم العقل وليس العواطف، وإذا استمر الوضع الحالي كما هو وأجرينا انتخابات الرئاسة، فيجب علينا وضع الدستور وإعادة الانتخابات البرلمانية والرئاسية، كما يحدث بعد تغير الدستور، وكنت أتمني أن يمتنع مرشحو الثورة عن المشاركة في الانتخابات، وتمسكنا بـ"الدستور أولا".
وأضاف: "إن الشعب المصري يعيش الآن حالة انقسام كبيرة، مشيرًا إلى أن السبب في ذلك هو الانتخابات الرئاسية التي قسمت الشعب إلى فريق يتبع الدكتور محمد مرسي، وأخر يتبع أحمد شفيق، والأغلبية لا يعجبها هذا ولا ذاك، لذلك ننتخب أحدهم لمدة عام حتي نضع الدستور ثم نعيد الانتخابات.
وأوضح البرادعي: "أن الثورة لم تتم لإعادة إنتاج النظام من جديد، معربا أنه لو كان اتفق مرشحو الثورة وهم حمدين صباحي، وابوالعز الحريري، وخالد على، وعبدالمنعم أبوالفتوح كانو سيحصلون على الأغلبية بمجموع أصواتهم، ولكن اتحادهم الأن ليس له معنى".
واستطرد قائلا: "ياريت كان كله انسحب زيي وكان كلهم قالو مش لاعبين"، كنا لن نقع بين هذان الخياران في انتخابات الرئاسة، مشيرًا إلى أنه فوجئ بترشح عمر سليمان وأحمد شفيق، لكن في الحالتين تفاجأت.
وحول إذا ما جاء قانون العزل ليطيح بالفريق شفيق، وإعادة الانتخابات هل سيترشح أم لا لمنصب رئيس الجمهورية؟ قال البرادعي: لن أدخل انتخابات الرئاسة حال إعادتها، ودورى فى العمل التنموى والمجتمعى مع الشباب، وأشار إلى أن الإخوان شاركوا في الثورة، ودورهم المشرف في الدفاع عن الميدان في موقعة الجمل لا ينكره أحد، فالأغلبية التي حازها الإخوان في البرلمان من حقهم لأنهم في الشارع منذ 80 عامًا، أما الأحزاب الجديدة تواجدت منذ شهور فقط، وكنت أتمنى أن يستمر الإخوان في مبدأ المشاركة لا المغالبة.