عندما تستجيب الحكومات العربية لضغوطات "ميمري" .. أين السيادة الوطنية؟ **أسعد العزوني
07-06-2012 05:25 PM
بداية السلم درجة، ان صعودا أو هبوطا، وأن استجابة أي حكومة لضغوطات معهد دراسات وأبحاث الشرق الأوسط الاعلامية "ميمري"، وهو مركز الضغط الاستخباري الاسرائيلي ومقره واشنطن، وله فروع في العديد من العواصم العربية والاسلامية، ومهمته مراقبة الاعلام والمساجد ومناهج التعليم في الدول العربية والاسلامية، وتقديم تقارير مترجمة بالنكهة الاسرائيلية، الى كل من الكونغرس الأمريكي ومكتب التحقيقات الفيدرالي والاتحاد الأوروبي.. هذه الاستجابة تمثل الانحدار الذي هو أشد كارثية من النزول أو الهبوط، وهو النقيض من السيادة الوطنية التي يتغنى بها البعض.
"اللقيطة" اسرائيل والقائمون عليها، يتغنون باطلا أنها "واحة" الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهم يتهمون الدول العربية بالديكتاتورية والظلم لشعوبها، لكنهم لا يفصحون أنهم هم السبب الرئيس لاجبار هذه الأنظمة على معاملة شعوبها بهذه الصورة،ارضاء لاسرائيل وخوفا من مراكز الضغط اليهودية في أمريكا ومنها "الايباك" و"ميمري "والتهديد المتواصل بوقف المساعدات الأمريكية عن هذه الدول.
ولعل الأردن ومصر على وجه التحديد أكثر الدول التي تتعرض لمثل هذه التهديات كونهما يتلقيان مساعدات أمريكية هي في حقيقتها لا ترقى الى ما تقدمه مثل هذه الدول من خدمات وتسهيلات لأمريكا .
ضغوطات "ميمري" هي انتهاك صريح وتدخل سافر في الشؤون الداخلية وهي انتهاك صريح لحقوق الانسان وانتهاك الدستور الذي يكفل حرية التعبير والرأي .ثم من قال أن من ينتقد " اللقيطة" اسرائيل ويتعرض لممارساتها اللا انسانية، يجب أن يعاقب بمنعه من الحركة او الكتابة في بلده و"التسكير" عليه، ارضاء لمركز الضغط والتجسس "ميمري"؟
هل سمع أو قرأ أحد ان مثل هذا المركز التجسسي كشف عن ممارسات " اللقيطة" اسرائيل " اللاانسانية وما أكثرها، بدءا من خلقها عنوة ومن ثم استمرارها وتصرفات مستوطنيها الذين تعود أصولهم الى بحر الخزر؟
هل يتحدث "ميمري" عن التوراة والتلمود؟ هل حذر من كتاب " توراة الملك" للحاخامين: يتسحاق شابيرا ويوسف شابيرا اللذين دعيا فيه وأفتيا بقتل أطفال غير اليهود وفي مقدمتهم الأطفال الفلسطينيون؟وهل اعترض "ميمري" على مشهد أطفال المستوطينن وهم يوقعون فرحين على الصواريخ الاسرائيلية قبل اطلاقها على لبنان ابان العدوان الغاشم على حزب الله صيف العام 2006؟ والسؤال هنا :ترى لو كان هؤلاء الأطفال عربا،فماذا فعل العالم بنا وتحديدا مراكز الضغط والتجسس على شاكلة "ميمري"؟
ولم أسمع أن " ميمري" يعترض على ما تنتجه المدارس التلمودية في " اللقيطة" اسرائيل من طلبة متدينين ويكون مصيرهم الجيش الاسرائيلي ليمارسوا القتل الممنهج كونهم مسلحين بفتاوى حاخاماتهم؟،أو على ممارسات الجنود الاسرائيليين الذين " يتسلون" باطلاق النار على الفلسطينيين.ليست هذه مهمة " ميمري" لأنه مكرس للتجسس على الدول العربية والاسلامية وهي تستجيب لضغوطه خوفا من انقطاع الفتات الأمريكي عنها!
لا أدري أن المثقف العربي الذي يهاجم " اللقيطة" اسرائيل، يجب ان يعاقب ويصبح هدفا للنيل منه ارضاءا لـ" ميمري" رمز التضليل والخداع والتزوير.والسؤال هنا هو هل هناك دولة عربية سلمت من الأذى الاسرائيلي الدموي وآخرها السودان الذي تعرض لعدوان دموي قبل أيام؟
الذين يراقبون اعلامنا ومناهجنا ومساجدنا،يعلمون جيدا ان اعلام ومناهج وكنس " اللقيطة " اسرائيل هي التي يجب أن تراقب لتلجم .فاعلامهم يهاجم العرب بما ليس فيهم ويتهمهم بالعدوانية على مبدأ: رمتني بدائها وانسلت!وسلاحهم الرهيب هو ضعف الغرب ووقوفه معهم .
الأدب اليهودي بدوره يهج بكراهية العرب ويرضعون من خلاله أطفالهم حليب الكراهية ضد العرب والفلسطينيين، وأن الحاخامات هم منبع شر الكراهية فأين " ميمري"؟
يتوجب علينا عربا ومسلمين أن نقوي اعلامنا وأن يكون صحفيونا ورؤساء تحرير صحفنا مصنفين بالوعي من الدرجة الأولى،وكذلك القائمين على مساجدنا ومناهجنا التعليمية لأن قوتنا في هذه المواقع سياج لنا تمنع المتسللين من اختراقنا فهل نعي الدرس؟