هل قطاع غزة ضحية للقاء الخريف ؟!
سلامه العكور
29-10-2007 02:00 AM
اعلنت اسرائيل قطاع غزة كيانا معاديا ، وقررت تخفيض امدادت الطاقة من وقود وكهرباء، ومواد تموينية والمياه عنه ..كما عملت على حرمانه من اهم مقومات الحياة بحجج وذرائع واهية غالبا ما يلجأ اليها الغزاة والمحتلون الاستعماريون .. وذريعة اسرائيل الحالية هي تعرض بعض مستعمراتها التي اقامتها بالقوة العسكرية وبالترهيب والوعيد على الارض الفلسطينية المحتلة لصواريخ المقاومة الفلسطينية ، وكانها تريد المضيّ في احتلال الاراضي الفلسطينية وتشريد وتهجير اهلها واقامة المستعمرات عليها دون ادنى مقاومة تذكر من ابناء الشعب الفلسطيني .. ولم تكتف حكومة اولمرت - باراك بفصل وعزل قطاع غزة عن الضفة الغربية بحجة عدم استعدادها للاعتراف بمنظمة حماس الارهابية ، اضعافا للسلطة الفلسطينية وحكومة فياض في الضفة الغربية بل راحت تعمل على ترسيخ ثم تكريس هذا الانقسام الجغرافي والديمغرافي في الاراضي الفلسطينية وفي صفوف الشعب الفلسطيني وبالتالي تسهيل مهمتها في الحصول على تنازلات من الجانب الفلسطيني كما تريد وتشتهي اشباعا لجشعها في التوسع والاستيطان على حساب الاراضي والمياه والحقوق الوطنية الفلسطينية ..
وازاء هذا الوضع العربي المتردي لم تتردد ادارة الرئيس بوش في التاكيد على اعتبار قطاع غزة كيانا معاديا يحق لاسرائيل معاقبة شعبه عقابا جماعيا وعزله وعدم اشراك حكومة حماس الارهابية في اجتماع انابوليس الاميركية الذي دعا اليه الرئيس بوش على امل الخروج باتفاق مبادى اعدت اسرائيل صيغته سلفا بالتنسيق مع واشنطن وتقوم على اساسه دولة فلسطينية الى جوار الدولة العبرية !.. والانكى ان تل ابيب وواشنطن تتوقعان قبول الرئاسة الفلسطينية ودول الاعتدال العربية بهكذا توجه اميركي - اسرائيلي بشع كعادة المستعمرين في فرض حلولهم على الشعوب الضعيفة.. فهل يكون اهالي قطاع غزة ضحية للقاء الخريف الفاشل ؟!!..
فرغم عدم توصل لقاءات عباس - اولمرت العديدة والتي كان اخرها يوم الجمعة الماضي الى اي صيغة تفاهم او اتفاق قابلة للتفاوض على اساسها في اجتماع انابوليس ، الا ان وزيرة الخارجية الاميركية رايس قد اعلنت ان : مؤتمر الخريف سيعقد رغم الانقسامات الفلسطينية - الاسرائيلية !..
والانكى ايضا ان مسؤولا اسرائيليا كبيرا قد اتهم الجانب الفلسطيني المفاوض بالتعنت .. مما سبب تعثرا في المفاوضات بشان التوصل الى وثيقة مشتركة !!!.. في حين ان الفريق الفلسطيني الذي يحمل تفويضا وصلاحيات من الرئيس محمود عباس ومن منظمة التحرير لاجراء مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي قد اكد رفض الجانب الاسرائيلي التوصل الى وثيقة تحدد اسس الحل النهائي وملفاته المختلفة ومرجعياته والجدول الزمني لتنفيذه ، والاصرار على بيان او وثيقة غامضة لا تنفذ الى جوهر القضايا المطروحة للتفاوض ، ودون الالتزام باي جدول زمني .. مما يجعل لقاء او اجتماع الخريف في انابوليس مضيعة للوقت وثرثرة بدون جدوى .. اللهم الا اذا كان الهدف الاسرائيلي - الاميركي من وراء هذا الاجتماع تطبيع علاقات اسرائيل مع الدول العربية الكبرى المشاركة ثم تحميل الجانب الفلسطيني والعربي مسؤولية الفشل الذريع الذي سينتهي اليه هذا الاجتماع ..
وبالعودة الى ماساة قطاع غزة ومحاولة اسرائيل لتجويع ابنائه وخنقه في عملية تطهير عرقي عنصرية لئيمة ، فان على المجتمع الدولي ان يحول دون قيام اسرائيل بترجمة سياستها الاستعمارية ..العنصرية ضد اهالي هذا القطاع المنكوب ..