بلا عنوان .. بقلم المهندسة : ختام عبدالكريم الحلالمة
04-06-2012 12:33 PM
في ركن هادئ من اركان ذاك الطلل الشامخ فوق روابي المكان..تلك الأميرة الـمـؤابـيـة الـحـسـنـاءفيالكرك)..تركت قلمي يكتب دون رتوش او تنسيق..عما يدور في خلدي في تلك اللحظة.
فأقول:
كل طموح الاجيال كان حلماً غائراً في سراديب الزمن، وحكايات أجداد للصغار المعفرين بتراب العدم والكتاتيب ، وهمسات مثقفين توزعت اشواقهم لهوى الوحدة بين بلاد الحب أو دنيا الاغتراب.وحوار بين يراع وقرطاس ،وهاجسة سطر من بطولة الوحدويين الرواد.لا أدري ما هذا الشوق الذي يستنطقني اليوم،أي ذكرى هذه التي تسدد مديتها إلى فؤادي ولايرى حوله غير الألم والشظايا والدموع…ثم تتحول الذاكرة لذلك الصباح الجميل الذي أشرق يوماً حيث خرجت الشمس من وسط الدنيا بدفئها
ونورها ولهيبها تشعل الفرح والحب والأمل في ثنايا الوطن الجميل…فزهرة على ربى قاسيون تتفتح ، واقحوانة على شواطئ الخليج يعبق شذاها وتتنفس الصعداء أشواقاً حبيسةً فوق ثرى فلسطين الطهور فلها كل شيء الدم و…. و الخيل والرصاص.ومن قلب الاوراس تخرج الحرية الحمراء مضرجة بدماء مليون ونصف المليون شهيد …..الجسر الذي نقف عليه الآن بكل شموخ وكبرياء…….ها هي الجموع تنفض عنها غبار الذل واليأس وأغنية الوحدة تشق عنان السماء وتملأ الفضاء بهجة وعزيمة. لهذه الارض التي ما كانت يوماً عاقراً شرف خروج وصفي وهزاع من رحمها….وكانت الأغنية الأجمل بان ارفع راسك يا أخي. و على ضفاف السويس كانت لنا موقعة… وكان لنا فيها شرف النزال…ملامح اراها من حطين واليرموك وذي قار ليخرج طائر الفينيق معلناً ولادة شرعية لحب الوحدة الأول:
لـمـصـر ام لـربـوع الـشـام نـنـتـسـب هـنـا الـعـلا وهـنـاك الـمـجـد والـحـسـب
فاذا بحداء الآباء وزغاريد الأمهات ونشيد التلاميذ…و ضجيج دنيا العروبة والشمس والقمر تنشد لحنا شجياً جميلاً… بلاد العرب أوطاني.نشيداً يصدح في عواصم الأمة بالخروج من سراديب الزمن العربي المر. ونصحو على صوت الأمة المستيقظة من سبات القرون…بعد ردح من طعنات التاريخ. ها هي ثياب العز ترفل في معية الذين رحلوا وتسير نحو بطاح الشام متكئة على عصا العروبة لتعانق الأطرش الاشم في الجبل الاشم, لنصغي جيداً، ونحفظ الدرس فالشوق يعصف بنا لسماع كل مفردات الفجر والانطلاق. ليستذكر القلب المفعم بهوى الوحدة والعروبة بيوم صدور بيان الأسى والوجع بفك عرى وحدة لا يلغيها بيان مغامر ركب ظهر دبابة. أقف اليوم في اوقات عزت فيها المواقف وكشر الغزاة عن أنيابهم لسلب أرضنا وحلمنا وشوقنا لاستذكر كلمات قالتها سعاد الصباح في المربد:
يا عـراق الـورد والـمـاء ألا مـا أروعـك أيـهـا الـواقـف كالنسـر على بوابةالتاريخ قصرنا معك
لأغازل شقيقة أخرى للكرك غربي النهر, خليل الرحمن:
(سـمـعـتـك عـبـر لـيـل الصـيـف أغـنـيـة خـلـيـلـيـة تـظـل تــرن خـلـف الـتــل مـنـسـيـة).
ليمتد النظر للشجرة الموؤدة النازفة في سهول غزة . فتشدني كلمات عرار :
يا اردنيات ان أوديت مغتربـــــــــــــا فانسجنها بابي أنتن أكفاني
و قلن للصحب واروا بعض أعظمه……في تل اربد أو في سفح شيحانِ
ليشدني أن أميراً فارساً شاعراً يمتطي صهوة جواده لخوض غمار معركة ذات يوم وهو أسير خلف القضبان والشوق يعصف به:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
نعم سنذكر كل الذين مضوا على درب الشهادة ………… ونكمل المشوار.