ضرورة فتح السوق القطرية أمام الكفاءات الأردنية -عامر العظم
03-06-2012 11:45 AM
منذ سنوات وأنت تسمع تضييقات على العمالة الأردنية ومنع نقل الكفالة وإنهاء عمل مقصود وخلافات سياسية وكلام خلف الكواليس عن سبب هذا الجفاء وإشاعات عن خلافات هنا او هناك أو خلاف على منصب أممي أو شائعات عن خلافات شخصية لا ندري ما صحتها، لكن لا يعقل أن نترك شعبينا يعيشان على تكهنات وإشاعات عبر سياسات غامضة لا يفهمها الإنسان العربي.
عملت في وزارة الخارجية القطرية ثماني سنوات، وكنت بحكم عملي اطلع على أسرار ولا أزال أمينا على ما اطلعت احتراما لنفسي ومهنتي كمترجم، ولم أكن قادرا شخصيا على فهم سبب كل هذا الجفاء بين البلدين برغم تواصلي اليومي مع السفراء والدبلوماسيين القطريين! كل ملتزم الصمت في مملكة الصمت!
زوجتي كانت مترجمة ناجحة في كيوتل للاتصالات وقررنا ترك قطر سبتمبر الماضي لأننا سئمنا الحياة فيها لرتابتها ولغياب القانون والعمل المؤسسي فيها، فضلا عن قلة العرب الموجودين فيها. مئات آلاف العمال الآسيويين الأميين يصولون ويجولون في قطر محطمين في طريقهم كل الأعصاب واللغة العربية!
لا شك أن الشعب القطري شعب طيب لكن كل قطري وكل خليجي بشكل عام هو دولة مستقلة قائمة بذاته، لا تجد مجتمعا أو تواصلا مجتمعيا حقيقيا، كل سيد على مرؤوسيه أو موظفيه ويعيش في مملكته الخاصة.
لا يعقل أن نعيش في القرن الحادي والعشرين وتتعرض شعوبنا للبهدلة والفصل والتعسف وقطع الأرزاق لخلاف بين عقيلتين أو حاكمين، هذه إهانة لشعوبنا وأمتنا. ما دخل شعوبنا بخلاف بين حاكم عربي وآخر، وبين عقيلة حاكم وعقيلة آخر! هل نحن صعاليك أو مماليك نعيش في ممالك؟!
مشاريع عملاقة تقام في قطر والأحرى بقطر أن تشغل ملايين العرب إن كانت تفكر استراتيجيا. كنت آمل شخصيا أن تستثمر قطر بمليارات الدولارات في الأردن وغيرها أو على الأقل نسمع عن الاستثمارات التي قيلت عن استثمارات قطرية في الأردن قبل عامين تقريبا. جميل أن نستثمر في ألمانيا وأمريكيا وجورجيا والبرازيل لكن الأجمل أن نستثمر في بلد عربي، فنهضة العربي تنعكس علينا ايجابا بطريقة أو بأخرى.
نحن لا نتحدث سياسة هنا ولا نبحث عن عداء أو استعداء لأحد أو مصالح شخصية لنا، فنحن نتحدث علنا أمام الجميع ونقف على مسافة متساوية من الطرفين وكل لهما حسناتهما وسيئاتهما، نتألم فقط لحالنا نحن العرب في زمن التأشيرة وحدودنا المشوهة التي رسمها مشكورين الضباط البريطانيون والفرنسيون!