انتخابات في ظلال البنادق و مدافع الدبابات .. و5 محرمات على الرئيس المصري القادم
عودة عودة
03-06-2012 04:45 AM
لا يمكننا أن نغض الطرف عن أي حراك شعبي أو أي تحول نحو الديمقراطية في وطننا العربي , فقد رُبينا و منذ نعومة أظفارنا أننا أبناء وطن واحد هو (الوطن العربي.. دولة الوحدة تحت التأسيس) و أن تقطيع أوصاله منذ نحو مئة عام وراء جميع مصائبنا التي لا أول لها و لا آخر... و في مقدمتها ضياع فلسطين و غياب "نعمة" الوحدة العربية الحقيقية .. وحدة الشعب .. التراب .. و الأرض العربية ...
ما أعنيه في هذه العُجالة الصحفية هو ما يجري في مصر الآن من انتخابات رئاسية ل (12) رجلاً ليس بينهم إمرأة واحدة يتنافسون على منصب رئيس الجمهورية المصرية المقبل و كان قبلها قد جرت انتخابات مجلس الشعب .. و مجلس الشورى أيضاً .. فيها الكثير من الإيجابيات و السلبيات أيضاً كجميع الإنتخابات لديمقراطيات "عرجاء" .. و "زائفة" جرت و تجري في "دويلات" وطننا العربي و الكثير من بلدان العالم لو شاهدها مخترع كلمة الديمقراطية و هو يوناني طبعاً لشنق نفسه و هو حي ..!!
لقد قيل في هذه الإنتخابات : أنها نزيهة .. و غير مسبوقة في تاريخ مصر كله و الحضور كان كبيراً (50 مليون سيشاركون في الإنتخابات الرئاسية هذه ) ... و الأخطاء طفيفة .. و المشهد أكثر من رائع .. و قيل أيضاً إن "جماعة " نظام مبارك السابق كانوا هناك ... و المال السياسي كان هناك أيضاً , و الخليج كان هناك و لا نعرف من أين (هطلت) هذه الأموال على المرشحين خاصة الناخبين في الأحياء الفقيرة و المهمشة و الذي كان على شكل أكياس من السكر و الأرز .. و لفائف اللحمة و الدجاج و زجاجات الزيت و الجنيهات أيضاً ..
و تساءل كثيرون : لماذا استشهد هؤلاء الشبان و الشابات في ساحة التحرير و غيرها اذا كان هؤلاء من سيمثلون شعب مصر العظيم .
مشاهد مناقشات مجلس الشعب المصري الجديد لا توحي أن شعب مصر يسير نحو الأمام .. مشادات بسبب منع رجال الشرطة من تربية اللحى و تنظيف الشوراع من القمامة و فرض الأمن و إيجاد فرص عمل .
ما يلفت النظر للإنتخابات المصرية الثلاث : أنها جرت في ظلال البنادق و مدافع الدبابات للجيش المصري العظيم صاحب المهنية العسكرية العالية و المدرسة الكبرى و الرئيسية لجميع الجيوش العربية, لكنه مع الأسف كان هناك (30) ألف جندي يسيرون هذه الإنتخابات الرئاسية الأخيرة كما سيروا الإنتخابات البرلمانية قبلها أي انتخابات تدفع بقوة السلاح حيناً و بالفرق الموسيقية العسكرية حيناً آخر , لم يتخيل هؤلاء الجنود أحفاد عبد الناصر و سعد الدين الشاذلي أنهم يقومون بتسيير الإنتخابات في بلادهم .. بطولاتهم في فلسطين و في القنال و بور سعيد و حرب 56 و 67 و 73 و اليمن معروفة و ترفع الرأس حقاً في داخل وطننا العريق و العالم كله .
في الختام هناك "5" محرمات على رئيس الجمهورية الجديد و هي :
1- لا شأن له في مستقبل العلاقات المصرية العربية و شعار " مصر .. أولاً " هو السائد .
2- لا شأن له في مستقبل العلاقات المصرية الإسرائيلية و معاهدة كامب ديفيد لا تراجع عنها.
3- لا شأن له في مستقبل العلاقات المصرية الأميركية و اللهاث وراء المساعدات الأمريكية مستمر .
4- لا شأن له في السياسة الإقتصادية و الصناعية و التعليمية و الزراعية المصرية و غيرها .
5- الأمن لا شأن له فيه .
"المحرمات الخمسة" مطلوبة من الرئيس المصري الجديد , ومطلوبة أيضاً من غالبية الحكام العرب و مطلوبة من معظم الحكومات و البرلمانات العربية أيضاً ...
فمنذ أربعين عاماً هذه القضايا الخمس محالة الى "أجهزة متفرغة" معلنة .. و غير معلنة زرعتها الولايات المتحدة في مصر منذ سيطرتها عليها منذ عهد السادات و حتى الآن أي أكثر من 40 عاماً .
و نحن في سيرة الإنتخابات المصرية الرئاسية: اتذكر أنه جرت انتخابات في غواتيمالا في أواسط الثمانينات شاهدنا حينذاك بالصوت و الصورة جنود يدفعون الناخبين الى صناديق الإقتراع بقوة السلاح تماماً كالإنتخابات المصرية التي جرت قبل أيام في ظل البنادق و مدافع الدبابات للجيش المصري العظيم بطل الفالوجة .. و العبور.
ما رأيته في الإنتخابات المصرية الرئاسية هذه : متعة كاذبة .. لديمقراطية زائفة .. و مُضللة ..!!