تخريب الثلاثاء القادم برسم الأمن الناعم ؟!!
ممدوح ابودلهوم
03-06-2012 04:41 AM
في الأخبار أن ساحة مسجد الكالوتي في منطقة الرابية وتحديدا قرب السفارة الإسرائيلية في عمان، ستشهد في الخامس من حزيران القادم أي في ذكرى النكسة المشؤومة اعتصاما كبيرا، وفي خبر ثانٍ أنها ستكون مسيرة حاشدة (غير سلمية !) وستكون وفق المصدر (عرسا وطنيا!)، أما معازيب هذا العرس فهم بعض أحزاب المعارضة، والذين لم يصدر عن تنسيقيتهم ما يبنى عليه تأكيدا أو نفيا – على الأقل حتى تاريخه (31/5)..
وعليه فالسؤال مبرر ومشروع عن هوية هؤلاء الذين يدعون بأنهم المعارضة، وهذا وبحكم أولي ليس صحيحاً فالمعارضة الوطنية التي يعرفها الأردنيون حق المعرفة، لم يسجل تاريخها السياسي الطويل حتى في أحلك الظروف ما يشكل خطراً على الأردن والأردنيين، فمن هؤلاء إذن فهم ليسوا نبتاً شيطانياً أو طفحاً جلدياً على جسد المعارضة السياسية، والتي قد يكونوا خرجوا عليها بنهار (لتضارب المصالح!) وخرجوا من عبائتها بليل (لانشغال الزعامات!)..
أم لعلهم فضلوا أن يبقى خبر هذا النسب للمعارضة سرا أو ربما مؤجلا (!) وهذه جزئية تتقاطع مع الموضوعية وتتجافى مع منطق المهنية الصحفية وأدبها المسؤول، فضلا عن أنها فجة وممجة أيضاً لولا أنها تلوح هاهنا بعصا الضرورة الضاربة، إذ أن باقي الخبر أعلاه يؤكد بأن هؤلاء الثائرين، سيزحفون نحو السفارة الإسرائيلية ويقتحمون المبنى ويدمرونه قبل أن يطردوا السفير وأركان السفارة !
لعانة الحرسي هاهُنا أن 5/6 الثلاثاء القادم سيكون وبحسب هؤلاء ووفق الخبرين آنفاً أحمرَ دموياً، لا يمكن بأي حالٍ مواجهته بنظرية الفريق أول الركن حسين المجالي وغيارى العيون الساهرة في الأمن العام، وأعني نظرية الأمن الناعم بمكانزمات فرقاطتها الجد حضارية من زجاجات المياه المعدنية والعصائر حتى المرطبات وباقات الورود، إذ أي مواجهة بالله عليكم هي تلك التي ستدور رحاها بين الورد والدم؟!
إلى أين يريد هؤلاء أن يأخذوا الأردن والأردنيين بوعيدهم الدامي في ثلاثائهم الأحمر القادم؟ وهل المطلوب وفق دمويّ هؤلاء أن يبقى أيضاً الفريق الركن توفيق الطوالبة وبواسل قوات الدرك مكتوفي الأيدي، صامدين صامتين يرقبون بقلوبهم قبل أعينهم مشاهد الدم والتخريب بحق الوطن و المواطن؟، ما الذي سيجنيه هؤلاء والأردن والأردنيون يعانون ما يعانون إلا ما ستقترفه أيديهم الآثمة دماً وخراباً؟!
نقفز وقد بُحّت فينا الحناجر بإزاء طرحهم المغناج على جميع المنابر عن الحقائق الكبرى الساطعة كما الشمس، والتي نعرفها تماماً كما يعرفونها حول إيجابيات معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل، ليس ابتداء وباختصارٍ ظالم بالجسور المفتوحة أمام قوافل الدعم الأردني للأشقاء الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وليس انتهاء بالمشافي الميدانية العسكرية تقدم الدواء قبل الدماء والعمليات الجراحية الدقيقة والصعبة للألاف المؤلفة من الأخوة الفلسطينيين، إذ ماذا عن الرحلات المكوكية للقادة الفلسطينيين بفضل المعاهدة بغية ديمومة المفاوضات بين رام الله وغزة، بهدف إنجاح حلقات سلسلة ترتيب البيت الداخلي وصولاً إلى حل الدولتين؟
نقفز أجل لنسأل: ألا يعلم هؤلاء و.. يعلمون، خلوصاً.. وللحديث صلة، بحقيقة أن درجة التمثيل الدبلوماسي في سفارتنا بتل أبيب هي على مستوى القائم بالأعمال وليس غير، والأهم من ذلك ألا يخافون من عقابيل ما يسمى المعاملة بالمثل، والثمن الذي سيدفعه دماً غالياً أبناءنا هناك من الدبلوماسيين والعسكريين والإداريين، أوليس عجيباً أخرقَ وهجيناً أن يطالب هؤلاء بتحرير الأسرى الأردنيين والفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، وبنفس الحين والحال وبالذي سيقترفونه من قتل وتدمير الثلاثاء القادم، يحكمون لا سمح الله بقتل أو طرد بواسل سفارتنا هناك، وبذات الحكم إحباط الجهود والمساعي المفضية فيما نسأله سبحانه إلى تحرير الأسرى الأردنيين والفلسطينيين ..؟!