سياحة الفساد * احمد نايف سليمان
03-06-2012 04:38 AM
بدأت شركة سياحية في العاصمة التشيكية نوعا جديدا من الرحلات السياحية والتي لا تقوم على زيارة الاماكن الاثرية او التاريخية التي تشتهر بها براغ صاحبة الطبيعة الخلابة والأماكن المميزة التي تعود للقرون الوسطى بل على زيارة مواقع كان للفساد الاثر الاكبر في نشأتها.
وتعد مثل هذه الرحلات الاولى من نوعها في العالم اجمع إذ تختار الشركة صاحبة الفكرة بعض المنشآت والمشاريع الحكومية في العاصمة براغ و المعطّلة نتيجة لصفقات مشبوهة بين مسئولين حكوميين ورجال اعمال متنفذين استفادوا من العطاءات والمشاريع السرابيّة كوجهة للزيارة . ومن اهم المناطق المعروضة للزيارة قاعة مدينة براغ حيث تنقل الحافلة السياحية السياح هناك ليتم كشف كيفية عمل الصفقات الغامضة داخل المكاتب الحكومية ضمن شرح واف ٍ من الدليل المرافق ثم يتوجه السياح الى محطة اخرى وهو مشروع نفق ضخم تعرّض لتأخيرات وتعطيلات في التسليم نتيجة لزيادة تكاليف المشروع منذ سنين دون تحريك اي ساكن .بعد ذلك ،تتوجه الحافلة التي تنقلهم الى حقل كبير كان من المفروض ان يكون ملعبا اولمبيا كبيرا يخدم المدينة إلا ان المشروع لم يبدأ بعد منذ سنين نتيجة لفرار المتعهد بميزانية المشروع خارج البلاد.
ومن الجدير بالذكر ان جمهورية التشيك البلد الشيوعي السابق قد شهدت تحولا عميقا في الاقتصاد والسياسة في العقديين الأخيرين اذ كافحت العديد من المؤسسات في البلاد من اجل الشفافية وكشف بعض صفقات المراوغة المشبوهة.
وبمناسبة الحديث عن السياحة والفساد ، فان الاردن احدى اهم الوجهات السياحية على الخريطة العالمية وخصوصا لما يتمتع به من في غزارة المواقع الاثرية والتاريخية التي ولله الحمد لم تسلم من سوسة الفساد التي حطمت صورة الوطن الجميل امام كل اردني شريف فهي شغلهم الشاغل وحديثهم اليومي على مائدة الحمص والفول الصباحي.
كاقتراح من جهتي كعامل سابق في القطاع السياحي قبل إرغامي على الجلوس في بيتي بعد تأثرنا بالخريف العربي ان تقوم الشركات السياحية بإدراج برامج خاصة عن سياحة الفساد في الاردن واقترح ايضا ان تكون بداية الرحلة السياحية من شارع الجامعة ومشروع الباص السريع جدا لدرجة اننا لا نراه ثم تكون محطتنا التالية في مكاتب امانة عمان الكبرى لنكون على مقربة من مسقط راس الصفقات المشبوهة التي تنتهي بعد جولتها الطويلة بين مجلس الامة وهيئة مكافحة الفساد والنائب العام الى الارشيف للحفظ ثم الاتلاف بعد انقضاء العمر القانوني.
ولابد لنا خلال زيارتنا ان نخرج قليلا من عاصمتنا الحبيبة لزيارة خيرات الوطن المباعة من فوسفات وبوتاس وصخر زيتي وشواطئ سياحية ومياه يصعب جرها حتى يتوقف بنا المطاف الى المطار الاكبر في الاردن الذي تم تخصيصه مؤخرا حتى يتسنى للسياح اخذ العظة والعبرة مما يحدث في الاردن ونحن بدورنا نحقق دفعة للعجز الاقتصادي الذي نعاني منه ليلا نهارا.
والله الموفق...
احمد نايف سليمان
باحث ومترجم صحفي
ahmad.suleiman85@yahoo.com