الوجه الجديد للقيادة لدى الأمريكيين المسلمين بقلـم حسين رشيد
mohammad
02-06-2012 12:54 PM
يعتبر الإسلام بناءاً على دراسة صدرت مؤخراً حول الانتماء الديني في أمريكا واحداً من أسرع الديانات نمواً في الولايات المتحدة. وقد يكون من الأمور التي قد لا يدركها العديد من الأمريكيين أنه، ومع نمو هذه المجموعة، تنمو كذلك قيادتها الدينية وتتطور.
عندما يعود الأمر إلى اليهود والمسيحيين، يقوم رئيس التجمع الديني، حاخاماً أكان أو كاهناً، بأدوار عديدة، فهم قادة الحياة الدينية ويعملون كمنظمين ويقودون عملية العبادة. ولكن، وبعكس الحاخامات والكهنة في الولايات المتحدة، لا يبدو أن الأئمة يميلون للخدمة في مجال الرعاية الدينية الاجتماعية. وكذلك ليس الأئمة مدربين في مجال التواصل مع الإعلام، ولا تشكل المساجد بشكل عام مراكز مجتمعية في الولايات المتحدة بنفس الأسلوب الذي تتصرف فيه الكنائس والمعابد اليهودية.
إلا أن طبيعة القيادة الدينية في أوساط الجالية الأمريكية المسلمة آخذة في التغير الآن. أصبح الأئمة يتخذون أدواراً واسعة فيما يتعلق بالرعاية الدينية الاجتماعية والعمل بشكل أكبر مع الشباب.
لماذا يحصل ذلك؟ ربما يكون لذلك علاقة بحقيقة أن عدداً أكبر من الأئمة هم من مواليد الولايات المتحدة. ورغم عدم وجود معلومات إحصائية بعد، لاحظ العديد من الخبراء حول الإسلام في أمريكا هذا التوجه. إلا أن السبب الرئيسي هو الاهتمام الأوسع الموجه نحو حاجات الجالية، وأن حوالي ثلثي مسلمي أمريكا مولودون في الولايات المتحدة. ينظر العديد منهم إلى الأدوار الدينية المجتمعية على أنها جزء لا يتجزأ من القيادة الدينية. يتوقع الشباب الأمريكيون المسلمون أن يكون هناك رجال دين مشاركين فاعلين، ويقوم رجال الدين بالتالي بالاستجابة للنداء.
يجب أن يكون باستطاعة القادة الدينيين التحدث بلغة وثقافة من يمثلونهم. يعني ذلك في أمريكا الاهتمام بأكثر الجاليات المسلمة تنوعاً في العالم، وخاصة في وقت تصبح فيه التباينات المرتبطة بالأصول العرفية أو الطوائف داخل الإسلام أقل أهمية للجالية الأمريكية المسلمة.
تشكّل نيويورك نموذجاً مصغراً لبعض هذه التغيرات الإيجابية. يعمل خالد لطيف وخليل عبد الرشيد، الإمامان في جامعة نيويورك وجامعة كولومبيا على التوالي، على إيجاد مساحات مفتوحة يتم فيها الترحيب بجميع المسلمين. يصلّي السنة والشيعة جنباً إلى جنب، حيث يتواجد مجال واسع من الأعراق المختلفة معاً.
يسمح الجو السائد في الجامعة كذلك بإعداد برامج للجالية. على سبيل المثال، يوجد في العديد من الجامعات الآن برامج صيام في رمضان، يتم فيها تشجيع الطلبة من كافة الأديان على التبرع بكلفة وجبة واحدة لأعمال الخير. من نواح عدة يمثل الإمامان مستقبل ما ستبدو عليه القيادة الأمريكية المسلمة: منفتحة ومدربة لتحقيق مجال واسع من الأدوار.
الأهم من ذلك كله أنهم يعملون مع أفراد ومؤسسات أخرى. ورغم أنه في الماضي كان المسلمون غير ممثلين بشكل كاف في برامج المجتمعات المحلية، إلا أن ذلك آخذ في التحول أيضاً. يتعلم عدد متزايد من الأئمة كيفية الانخراط بنشاط مع المجتمعات التي يعيشون فيها. على سبيل المثال، وبالإضافة إلى خدمة مجتمع جامعة نيويورك فإن لطيف هو أيضاً الإمام لدى دائرة شرطة مدينة نيويورك.
إلا أن تشجيع الأئمة على اتخاذ دور أوسع في المجال الاجتماعي لجاليتهم هو جزء من القصة فقط. ما نحن بحاجة إليه، وما أصبحنا نراه بشكل متزايد هو تنوع واسع من العاملين يعملون معاً. تعمل شخصيات دينية وأكاديميون وناشطون ومنظمون معاً ليشكلوا القيادة الجديدة البارزة لجالية الأمريكيين المسلمين.
يستفيد الجميع من خلال الاعتراف بالطبيعة المنتشرة لقيادة الجالية، إذ باستطاعتهم عمل ما يفعلونه بشكل أفضل، والتشارك في العمل مع أفراد آخرين. في الوقت نفسه يعتنق الأئمة الأمريكيون المسلمون التنوع ضمن دورهم ويعملون على تغيير وجه الإسلام في أمريكا.
###
* حسين رشيد أستاذ بجامعة هوفسترا ومحرر شارك في "ريليجن ديسباتشز" (Religion Dispatches). كُتب هذا المقال لخدمة الأرضية المشتركة الإخبارية.