هل على الشعب الاردني شراء الكبريت * عبدالهادي محمد المحارمة
29-05-2012 10:47 PM
قرأت وسمعت عن قضية مصعب وفصله من عمله ثم النهاية التي آل اليها ذلك الشاب الاردني الذي لديه طفلة ولديه آمال .
وبالنسبة لي كان الامر سيمر كما مرت سابقاتها من الحوادث الامتعاض ثم الدعاء له ولغيره بالرحمة والمغفرة ولأهله بالصبر والسّلوان وبحياة جديدة ملؤها الامل بمستقبل زاهر لأطفالهم وللأجيال القادمة.
قضية مصعب سهلة هكذا نراها او هكذا يرسم لنا ان نراها شخص فقد عمله وفقد معه كل امل بإيجاد مخرج ليحيا حياة الكريمة فوجد الحل في الكبريت فنفذ وتلتها الدعوات له بالرحمة والمغفرة.
ثم جاءت ردود الفعل على هذه القضية بتداولها مدة اسبوع او اكثر في وسائل الاعلام منتهية على الرف إلا عند من فقد العزيز او فقد الامل صدمته النهاية المؤلمة فلا امل في الحياة ولا في الآخرة .
فهل من فقد الامل منا سيجد الحل في الكبريت .
ومدام سواد الشعب الاردني فاقدا الامل فهل الحل لنا جميعا الكبريت.
فكثير منا فقد الامل بالحياة الكريمة او في دور في ديوان الخدمة المدنية او في معونة من صندوق المعونة الوطنية أو في فيزة حج ليؤدي فرض ربه ومنا فقد الامل لانه يرى ان الامل بالامل ومنا من فقد الامل بالمستقبل .
وهذه نهاية الامل واكبر المآسي أن تجد شعبا كاملا فاقدا الامل بالمستقبل يمنى به منذ سنين ويقال له ان السنة القادمة هي نهاية المطاف و انها بداية الامل المنشود فينتظر وينتظر ولا يجد لانتظاره نهاية فتسود صورة المستقبل المفقود والذي حاول المسؤلون في كل المستويات الترويج له رغم انه لا وجود له فحال شعبنا مع المسؤلين كحال الشاعر جميل مع معشوقته بثينه.
و إني لأرضى من بثينة بالذي لو أبصره الواشي لقرت بلا بله
بلا وبأن لا استطيع وبالمنى وبالأمل المرجو قد خاب آمله
وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضي أواخره لا نلتقي وأوائله
وفي زاوية الاستاذة جمانة غنيمات في صحيفة الغد الاحد 27-5 -2012 تتحدث عن قصة مصعب وكيف كان قرار نشر صورة مصعب الاخيرة شجاعا رغم قسوته معللة ذلك بأن الاعلام لم يعطيه المساحة الواجبة له كي يشرح قضيته وان هذا النشر جاء تعبيرا عن التقصير مات مصعب وستموت قضيته وسنجد المبررات لمن قتلوه وقتلوا طفولة طفلته والمشتركون في ذلك كثر ومن جميع الجهات لكن الشعب الاردني سيجد لنفسه المساحة ا لعادلة لنشر وتوضيح قضيته العادلة والذي يملك كل الحق في عرضها وطرحها فلا بد ان تبقى قضية مصعب ومن سبقوه حية وان نجد من يتابع هذه القضايا ويستمر حتى لا يبحث الشعب الاردنيّ عن عود الكبريت كحل لمشاكله ويأسه.
* رئيس حزب جبهة العمل الوطني الاردني