الإسلاميون جدلية التهميش والتوريث
عمر كلاب
29-05-2012 03:48 PM
يخشى إسلاميو الأردن من ارتداد توابع زلزال مصر على بنيتهم التنظيمية التي تعاني الآن من اختلال بنيوي بسبب خروج تيار الحمائم من المشهد السياسي والتنظيمي تاركاً الساحة التنظيمية للصقور كي يمارسوا منفردين لعبة السياسة في ظرف اكثرمن حرج .
فخروج ابو الفتوح من المشهد التنظيمي المصري انتج قناعة لدى تيار واسع في مصر ، بأن الأحاديث التي تطلقها قيادة الجماعة عن التآلف و الحوار مع الآخر لا مكان لها تحت الشمس الاخوانية و ان الخلاف يوجب العقوبة والتهميش مع القريب و يعتمد الاقصاء سلوكاً للبعيد .
فالمرشح الاخواني الرئاسي عبد المنعم ابو الفتوح محسوب على التيار المعتدل او الليبرالي داخل الجماعة التي تشهد منذ عقدين تصنيفات داخلية متباينة تحمل في طياتها نذر انقسامات داخلية شديدة التعقيد .
و دفع الرجل ثمن اختلافه في المشهد السياسي مع قيادة الجماعة قبل ان تحتاج الجماعة ذاتها “ابو الفتوح” في الجولة الثانية من الانتخابات بعد ان حصل منفرداً على نسبة تفوق ثلثي ما حصل عليه مرشحهم محمد مرسي، وهو الأمر الذي يرفضه ابو الفتوح الى الآن رغم عروض الجماعة السخيّة لانضمامه الى حلف مرسي مقابل منصب نائب الرئيس .
الارتداد المصري على الواقع الأردني افرز غياب تيار الحمائم عن كل المواقع القيادية في الجماعة و عن المحاكم التنظيمية بعد ان استشعرت قيادات الحمائم ان وجودها داخل المراكز القيادية سيكون اكسسواريا بكل معنى اللفظة و تكتشف تسريبات بأن القيادي المعتدل عبد اللطيف عربيات اعلن ذلك لمقربين منه في معرض توضيح اسباب رفضه لرئاسة مجلس الشورى .
التهميش التي تتبعه الجماعة مع كوادرها المخالفين افضى في مصر الى تكريس قناعة بأن امكانية التحالف مع الجماعة لا ينتج بل و تخشى التيارات السياسية من انقلاب عليها من الجماعة لاحقاً كما تكشف حجم التطمينات و الضمانات المطلوبة من الجماعة للقوى السياسية الليبرالية و القومية .
هذا الاحساس بدأ بالتسلل الى شركاء الجماعة في الاردن ، حيث كشف تحليل اللجنة المركزية لحزب الوحدة الشعبية عن مدى الابتعاد عن الجماعة في قضية حكومة الخصاونة و قبلها تشخيص الأزمة السورية و تحديداً موافقة الجماعة على التدخل الاجنبي في سوريا رغم منحة التحالف بين الحزب و الجماعة في انتخابات نقابة المهندسين .
و يقول رفيق استقال مؤخراً من حزب الوحدة: إن الاسلاميين يشكون تهميش الحكومة و اجهزة الدولة لهم فيما يمارسون “ هم “ اقسى انواع التهميش بحق حلفائهم و اصدقائهم مستطرداً: و لا غرابة في ذلك فهم يقومون بإقصاء المخالفين من ابناء جلدتهم و لكن حزبنا -و القول له- لم يقرأ الدرس جيداً .
الأحاديث عن استخدام و تفرد الاسلاميين لم يعد هامساً كما بدايات الربيع العربي بل بات علنياً و مشفوعاً بسلوك آخر يسري بين اوساط شباب الحركة و الجماعة تتحدث عن توريث سياسي معلن لأبناء القيادات من الصف الأول ، الأمر الذي بدأ يجابه بململة شبابية اذا ما تكرست او تشابكت مع ممارسة الاقصاء و التهميش للمخالفين فإنها ستكون فاصلة في عمر الحركة و سلوكها الذي بدأ يجابه بالرفض من داخل الحركة و اصدقائها و يخشى كثيرون ان تصل الحركة الى ما وصلت اليه المرضعة السياسية الكبرى في مصر من تراجع في تأثيرها و نفوذها و بالتالي في حجم شعبيتها التي تشهد بالأصل تراجعاً غير قليل ساهم غياب المنافس الحزبي و قلة التنظيم المقابل في ابقائه مخفياً الى حد ما ، عكس ما حصل في مصر حيث تراجعت شعبية الجماعة الى اكثر من النصف تقريباً بالمقارنة ما بين انتخابات البرلمان و الرئاسة .الدستور