المركز الثقافي الروسي يحتفل باستقلال الأردن
29-05-2012 02:44 PM
عمون – أقام المركز الثقافي الروسي احتفالية بمناسبة استقلال الأردن، بحضور نقيب الصحفيين الاردنيين طارق المومني وجمع من شيوخ العشائر وأساتذة الجامعات والاطباء والاحزاب والشباب .
وألقى الدكتور حسام العتوم، أستاذ الإعلام في جامعة البترا، كلمة بالمناسبة، شكر خلالها مدير المركز الثقافي الروسي الكسندر درافييف على "الرغبة المستمرة من الجانب الروسي لتعزيز عرى التعاون والصداقة بين دولتينا الأردنية والروسية وبين شعبينا العظيمين الأردني والروسي".
وقال العتوم في كلمته إن الاستقلال ميلاد مملكة ووطن وقيادة هاشمية حكيمة ورجالات وطنية أردنية مخلصة أمثال هزاع وحابس ووصفي ومشهور الجازي وخالد هجهوج وغيرهم، وبناء مستمر وسيادة وتحدٍ وشهادة وصمود؛ والأردن الوطن الغالي علينا جميعاً ارتكز بناء استقلاله على ثورة عربية هاشمية مجيدة أطلق بريق رصاصها شريف العرب الحسين بن علي 1916 وقصدت وحدة بلاد الشام وبلاد العرب حاملة شعلة مبادئ (الوحدة والحرية والحياة الفضلى)، وتمكنت بقيادة الأمير عبد الله بن الحسين من إنقاذ الأردن من براثن وعد بلفور 1917 المشئوم الذي قصد تأسيس بدايات مشروع احتلالي جديد ووطن بديل مرفوض أردنياً اليوم وغداً بعد التفاف الصهيونية تاريخ 29 نوفمبر 1947 على الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية نراها الآن على شكل كيان إسرائيلي يرفض السلام مع العرب وينغلق على نفسه رغم وجود معاهدتين للسلام أردنية ومصرية مقبولتين إلى حد ما، وأخرى عربية أي فلسطينية تحولت للأسف إلى أشبه بنكتة نيسانية متكررة حولت الدولة الفلسطينية إلى سراب بعد رفض حق العودة تحديداً والتمادي بنشر المستوطنات وعدم الاعتراف علناً وبجدية بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين من جانبهم، بينما نعتبر هنا في عمان الدولة الفلسطينية مصلحة وطنية عليا ونصر على ذلك.
وأضاف العتوم: الأردن في التاريخ جذوره راسخة منذ العصور الحجرية أي منذ وجود إنسانه 1720 عاماً قبل الميلاد، وممالك الأنباط والمؤابيون والآراميون والبيزنطيون والرومان شهود على تاريخه العريق القديم، وإسم الأردن كنعاني أصيل ملتصق بإسم نهره الخالد الذي قال فيه شاعرنا حيدر محمود (نهر يموت الدَهر ، وهو مخَلد ، وقال في العاصمة عمان (أرخت عمانُ جدائلها فوق الكتفين فاهتزَ المجد وقّبلها بين العينين)، وشكل الأردن جزءاً من الهلال الخصيب وجنوباً للديار الشامية، وشهدت مدينة معان أول دخول أردني مشرِف للإسلام عام 629 ميلادي بعد استشهاد رسل الرسول محمد (ص) ، وهي المدينة البطلة التي استقبل رجالات الأردن الأوائل فيها أمثال عودة أبو تايه ومثقال الفايز وبشير الغزاوي ابن عجلون ثورة العرب الأولى، وشكلت لاحقاً وغيرها من مدن الجنوب انطلاقة لهبة نيسان عام 1989 التي أسست بدايات البحث السلمي عن الإصلاح والذي هو ثقافة اجتماعية واقتصادية وسياسية ، وانطلاقة لبدايات الربيع الأردني لاحقا الذي سيبقى أخضرً تماماً كما يريده سيدنا جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله وهو ما أكده دولة الدكتور فايز الطراونة في بداية عهد حكومته الجديدة ، وأثمن عالياً لقاءات جلالته المستمرة بالعشائر الأردنية التي من شأنها أن تفتح الحوار بين القصر والمجتمع وتلبي احتياجات إنساننا ، وأعتبر التعديلات الدستورية التي جرت كافية وعلى رأسها إنشاء المحكمة الدستورية ، ولا نقبل بأي تعديلات سيادية دستورية تمس بصلاحيات جلالة الملك خاصة دون استفتاء الشارع الأردني نفسه، والاختلاف في الايدولوجيا لا يلغي مرجعية الدولة و نظامها السياسي، ويجب أن نعمل معاً من اجل تطويق قضايا الفساد بجدية وتوازن والاستماع لصوت الشارع بعد الارتكاز على أسس الشفافية والمساءله والحوار دون احتكار من أية جهة سياسية.
وقال العتوم: إن استقلال الأردن عام 1946 وضع نهاية للانتداب البريطاني بعد برقيةٍ نرصدها نقلها جلبرت كلايتون في 9/5/1923 في السابق بإسم وزارتي المستعمرات والخارجية البريطانية ، وثبت اسم الوطن في الأمم المتحدة ، وأصدر الدستور عام 1952 في عهد الملك طلال ، ودفع باتجاه تعريب الجيش عام 1956 ، وألغى المعاهدة البريطانية عام 1957 في عهد الحسين الراحل ، ورغم خسران العرب لحرب 1967 تمكن الأردن بجهد جيشه المحترف الشجاع وأهل الأردن وفلسطين من تحقيق نصر نوعي فريد على إسرائيل الغازية في الكرامة سجل بإسم كل العرب مستفيداً من الوحدة الأردنية الفلسطينية الشعبية الشرعية عام 1950 ، ويتجاوز الأردن لاحقاً مؤامرة أيلول وأزمتها عام 1970/1971ليواصل البناء مجدداً بعد تمسكه بالوحدة الوطنية ، ويشارك بلوائه المدرع الاربعون في تحرير مدينة القنيطرة الجولانية السورية عام 1973 ، وينصاع لمؤتمر الرباط العربي عام 1974 لتحديد هويةَ الشعب الفلسطيني ولمساعدته في بناء دولته المستقلة ، ويعلن عام 1988 قرار فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية ويستمر باحتضان أبناء فلسطين حتى الساعة بأعتزاز كبير، ويستوعب حربي الخليج الأولى والثانية 1980/ 1990 ويتحمل نتيجتيهما السلبية إلى جانب تحمله إلى الأمام قضية اجتياح واحتلال العراق عام 2003 ، ومن وسط مؤتمر مدريد 1991 ينطلق لتوقيع معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1994 لترسيم حدودنا ولتثبيت حصتنا المائية ولخدمة أبناء فلسطين الواقعين بشكل مباشر أو غير مباشر تحت الاحتلال ، وهي أي المعاهدة لا تعني لنا نحن الأردنيين التطبيع ، ولا تحمل رضانا عن إسرائيل المحتلة لأراضي العرب والساجنة للعديدين منهم في الوقت نفسه ، ورغم استبدال الأردن لشعار العرب أولاً إلى الأردن أولاً إلا أنه لم يغير نهجه العروبي واستمر يقف بقوة إلى جانب القضية الفلسطينية في المحافل الدولية وخطاب جلالة الملك عبد الله الثاني في الكونغرس الأمريكي المشهور عام 2007 خير شاهد (حيث قال جلالته آنذاك: علينا جميعاً أن نجازف من أجل السلام، ولقد أدركت الدول العربية هذه الحقيقة عام 2002 بعد مبادرة خادم الحرمين عبدالله بن عبدالعزيز لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، ويواصل الوقوف إلى جانب أزمات العرب المتتالية الأخرى وسط ربيعهم وصولا الى حل سلمي يكفل نشر الديمقراطية ويحقق العدالة لكرامة انساننا العربي بعد تخلصنا من الاحتلالات والاستعمارات العلنية والسرية.
وتابع العتوم بتأكيده أن الأردن اليوم بقيادة جلالة الملك يقود الإصلاح ويستمع لحراك الشارع ، ويغير الحكومات تلبية لإيقاع موسيقاه ، معتبراً أفكاره لبنة أساسية على طريق التنمية المستدامة، ويحوله إلى ثقافة دائمة إيجابية تقود إلى حوار وطني بناء يلغي الإحتكار من قبل أي جهة سياسية ، وها هي قوانين الأحزاب والمحكمة الدستورية والانتخابات البرلمانية تقترب من أن تكتمل ، وتأكيد ملكي على إجراء الانتخابات البلدية والبرلمانية هذا العام ، ونظرة أخرى في تطوير عدد المدارس والجامعات والمطارات والشوارع والمستشفيات الآن مقارنةً مع بدايات تأسيس الأردن (5000 مدرسة، مليون وستمائة ألف طالب ، 80 ألف كم2 شوارع ، 98 مستشفى) ، و أخرى كذلك في تطوير أجهزة الجيش، والأمن والدفاع المدني الآن بالمقارنة مع الماضي سيتأكد لنا بأن الإصلاح موجود ويسير بخطى ثابتة، ونطمح في المقابل لإعلام سقفه السماء على مستوى الحرية والمهنية بوساطة الجمع بين النظريتين الليبرالية والمسؤولية الاجتماعية ، ، وأبارك هنا جهود نقابة الصحفيين الأردنيين ومركز الحريات الإعلامية في الدفاع عن الصحفيين والصحافة التقليدية منها والاليكترونية وحريتها الى جانب الدفاع عنكافة وسائل الاعلام الاردنية الاخرى ولنا تجربة ناجحة في مجال رعاية المصابين العسكريين تحت إشراف الهيئة الهاشمية برعاية سمو الأمير مرعد بن رعد منذ عام 1997 خدمت منهم أكثر من 4000 على المستويات كافة ، ونجاحاتنا الرياضية الوطنية متتالية ومشهودة بقيادة جهود الأمير علي بن الحسين ونجاحات مؤسستي الحسين والصندوق الخيري الهاشمي التنموية ملاحظة بقوة في كل أرجاء الوطن، وفي المقابل علينا أن لا نحّمل بلدنا كل فاتورة سلبيات الاقتصاد في الوقت الذي وصلت فيه نسبة النمو الاقتصادي إلى 2.9 حسب تقرير المنظمة العربية لضمان الاستثمار الأخير، وبينما وطننا العربي غير موحد ولم يصغ لنداءات ثورته العربية المجيدة، ولم نصل بعد لمجلس تعاون عربي اقتصادي موحد ومع هذا نحارب الفساد بعقلانية حفاظاً على خزينة الدولة وتم عام 2011 فقط متابعة 700 قضية من هذا النوع، ونعمل على تخفيض رواتب كبار رجالات الدولة.
ونوه العتوم بالعلاقة الأردنية الروسية، معتبراً أنها في تطور دائم منذ نشأتها تاريخ 21/8/1963 وسنحتفل معاً العام القادم بعون الله في الذكرى الخمسين لبدء هذه العلاقة الطيبة بين بلدينا لما فيه كل الخير لشعبينا كذلك ، حيث وصل التبادل التجاري إلى أكثر من 400 مليون دولار سنوياً ونطمح للمزيد ، وأبارك هنا تنصيب فلاديمير بوتين رئيساً لروسيا ، وتعيين دميتري ميد فيديف رئيساً للوزراء من جديد، وأدعو أن تبقى روسيا دولة قوية تقود الشرق وتواصل بناء علاقات طيبة مع كل دول العالم ، خاصة وأنها لا تمارس الاحتلالات على خارطة العالم منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ونرحب بزيارة الرئيس بوتين القادمة للأردن ولمنطقة المغطس الدينية المسيحية نهاية حزيران المقبل، وهي المنطقة التي تحولت لجسر ديني سياحي أبدي رابط بين شعبينا ، وها هو المد الثقافي يتعزز من خلال تبادل نشر اللغتين الروسية(التي تحتل المرتبة الثالثة في الانتشار اردنياً) والعربية، وكذلك العلوم والفلكلور والمصاهرة، وأدعو في المقابل أن يكتمل التعاون النووي السلمي بين بلدينا العزيزين ، كما أبارك عيد النصر الروسي السوفيتي في الحرب العالمية الثانية 1945، الذي احتفل بمناسبته هذا الشهر وأبارك قرب انعقاد أولمبياد سوجي الرياضي العالمي عام 2014الذي نأمل أن يحقق نجاحات رياضية واعلامية واقتصادية كبيرة لروسيا ولشعوب العالم، وأدعو انهاء الاحتجاج عليه بالحوار المسؤول، وأختتم حديثي هنا بقول للشاعر الروسي الكبير للقرن التاسع عشر (ميخائيل ليرمنتوف) عن الأردن وفلسطين حيث قال:
قل لي يا غصن فلسطين
أين نموت وفي أية أرض أزهرت؟
أية وديان وتلال ببهائك زيّنت؟
هل عند مياه الأردن الصافي داعبك شعاع الشرق بحنيّة؟