يستفيق قارئ قصة "رسائل حب مغدور" للروائية التشيلية ايزابيلا الليندي على واقعٍ يتكشف عن خديعة كبرى يمارسها لاعبون يتقنون تزوير السياسة، واحتكار المال، وتضليل المجتمعات، واللعب بمصائر المقهورين.
ملايين البشر تنتظر مستقبلاً أفضل يعدهم به زعماء مخلّصون، ويعيشون حياة تتماثل مع بطلة القصة "آناليا" التي تولد يتيمة لأبويين ثريين، فتعيش في كنف عمّ يدير ممتلكاتها المترامية ومصيرها كذلك.
يرسل العم ابنة أخيه إلى مدرسة داخلية، بمصروف متواضع، بزعم تنشئتها تنشئة صالحة منضبطة، ولم يزرها يوماً في مدرستها، إلاّ مرة واحدة ليؤكد أنه منذور لرعايتها، والحفاظ على ثروتها.
بقيت الحال كذلك، حتى قرر العم ذات يوم، أن يباشر ابنه كتابة الرسائل لابنة عمه، ليمتلك قلبها وقرارها.
الوحدة التي تعيشها أناليا، ومفردات الغزل في الرسائل الموقعة من ابن العم، فرضت واقعاً استمر عامين متواصلين حتى أتمت الثامنة عشرة.
في تلك اللحظة التاريخية، استدعت مديرة المدرسة آناليا لتتعرف إلى زوج المستقبل لويس الذي صدمها بهيئته وبلادته.
منذ اليوم الأول، بدأت الفتاة تحس بالنفور تجاه زوجها، وعجزت في إقناع نفسها أنه من كتب لها رسائل الوله والوجد.
أدار العم والزوج أموالها، وسُمح لها في الأثناء تقديم اقتراحات لا يؤخذ بها، وإنجاب طفل، وتقبّل شتائم وعنف زوجها، الذي انكب على السهر غير مكترث بأسرته.
سبع سنوات قاسية أنضجت طفلهما الذي أرسل إلى مدرسة العاصمة، ليكون القدر على موعد مع الزوج الذي لقي حتفه من على حصان جامح رماه أرضاً.
تكشّف الموت المفاجئ، وعودة الابن من مدرسته عن حقيقة غائبة، فما أن طالعت آناليا دفاتر ابنها، ورأت خطّ معلمه حتى تعرّفت إلى صاحب رسائل الغرام، الذي كان يكتبها لصديقه لويس طوال عامين بناء على طلبه!
كم من رسائل الخديعة تصلنا كل يوم؟.
العرب اليوم