يزيد محمود الحلالمة يرثي صديقة البقاعين
28-05-2012 04:21 PM
رحلت دون أن تودعنا .. رحلت دون أن تستأذن .. رحلت وأنت في ريعان شبابك .. رحلت ولم تترك لنا سوى ذكرياتك الجميلة والآهات .. رحلت ولم تحفر في قلوبنا إلا احتراما و حبا و تقديرا لذلك الرجل .. الحنون .. الجميل .. البريء ..
ها هي صدمة الخبر تتهاوى علينا كالرماح..أذكر تلك البسمة التي لم تفارق شفتيك .. ما زلت أذكر ذلك الشعر الكستنائي الذي لطالما تباهيت به .. أذكر حضنك الواسع الذي لم أحزن يوما إلا واحتضنتني به .. أذكر مزاحي معك .. تمنيت يا حبيبي أن تكون قاسيا يوما كي أقسو عليك الان ولا أذكرك .. تمنيت في لحظة أني لم أعرف ذلك الملاك حتى لا تذرف دموعي على فراقك .. تمنيت أن تكون كباقي الشباب .. تمنيت أن تترك شيئا لم تحفر عليه تلك الصورة البهية ..
ها قد سرجت ركاب الموت ولم نتوقع ذلك يوما .. ها هي ذكراك تتدحرج في قلب كل إنسان أحبك .. فلتكن فخورا بنفسك .. لا بل مغرورا .. أخي أنا لا أبكي لأنك -كما قيل- رحلت .. أنا أبكي لأنك تركتنا وحيدين .. تركنا مع ذئاب الدنيا ووحوشها .. ذهبت معاني الطيبة .. ذهبت معاني الاحساس .. ذهبت معاني الأخوة ..
وعدتني بأن نسهر الليل ضحكا ولهوا ومرحا وها أنا أسهر الليل بكاء على فراقك .. وعدتني أن تكون ذلك المهندس الطموح .. وعدتني أن تكون أخا للجميع .. وقد فعلت .. والان أتا دورنا بأن نعدك أن تبقى ذكراك معلقة في أذهاننا وقلوبنا .. نعدك بأن نكون فرسانا لهذا الوطن كي نمشي على خطاك .. نعدك أن نكون كما أملتنا أن نكون .. نعدك أن يبقى باب اليأس مغلقا وأن نبقي باب الأمل الذي فتحته لنا بيديك مفتوحا على مصراعيه .. نعدك بأن نحفر نفق الحياة من بين أكثر الصخور صلابة.. كل هذا لأجلك ..
فلتعلم يا حبيبي بأننا لا نبكي عليك بل لك .. الناس تبكي فقدائها لكنك ما زلت حيا .. الناس تبكي من أخذت ذكراها ورحلت .. لكنك في قلوبنا لم ترحل وتركت ذكراك بيننا .. أخي أنت لم ترحل ولن ترحل .. ستبقى في قلبي ما دمت حيا ..
أخوك المحب دوما : يزيــد محـمـود الحـلالـمـة