facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




سوريا .. بين المذبحة والتواطؤ


محمد حسن التل
27-05-2012 04:33 AM

لم يجد النظام المأزوم في دمشق، إلا ذبح الأطفال في حولة حمص، حتى يعبر عن حقده على الشعب السوري الثائر بوجهه، منذ ما يقارب العام والنصف، وسط بحر من النفاق والتواطؤ العالمي والعربي، الذي يعطي هذا النظام المجرم فرصة تلو الأخرى، لممارسة سعاره المجنون في القتل، ضد أناس عزَّل لا حول لهم ولا قوة، أمام أمّة لا تتقن سوى الانقسام وتبادل الاتهامات.

السؤال الكبير الذي يجب أن يُطرح في وجه (العالم المُتحضِّر)، إلى متى يظل الدم واللحم السوري مستباحا لعصابات الأسد في لعبة دولية قذرة، تتصارع على النفوذ في منطقة منكوبة بكل شيء؟ هل كان من الضروري أن تكون سوريا بلداً نفطياً، حتى يتدخل ما يسمى بالعالم الحر لإنقاذ الناس هناك؟!.

إنّ ما يحدث في سوريا يكشف الوجه البشع للعالم الجديد، حيث يسكت ويتواطؤ على ذبح الأطفال في وضح النهار، من أجل تبادل المصالح بين دول تدعي أنها تحمي حقوق الإنسان، وتدافع عن حريته وحقه في الحياة.

قلنا منذ أكثر من عام: من لهذا الدم المسفوح على تراب الشام الشريف؟ ومن لصرخات الأرامل والأطفال؟ ومن لوجه المقهورين المشردين، الذين لا ذنب لهم إلا أن قالوا «لا للظلم»، وانتفضوا في وجه جلاديهم؟!.

منذ ما يقارب العام والنصف، والقتل المجنون منفلتٌ من عقاله في سوريا، والعالم كما قلنا يعطي الفرصة تلو الأخرى للجلاد، والجريمة الأكثر بشاعة من جريمة الجلاد نفسه، أن هناك لا يزال في العالم من يدافع عن هذه الجريمة، ويبرر هذه الفظائع ضد الإنسانية، تتقدمهم دول تدعي التطور والتحضر.

لم يعد لسوريا وأبنائها، في هذا الخضمّ المتلاطم من الذبح والتشريد، إلا يد الله العظيمة، التي لن تخذلهم أبداً مهما طال الزمن، وإن دم الطفولة في سوريا الذي ينتصب اليوم عامود نور بين السماء والأرض، سيكون شاهداً على هزيمة هذه الأمة، وبشاعة هذا العالم، وكشف كذبه وزيفه في الحضارة والتقدم، وإن الغُمّة عن سوريا لا بد أن تنجلي، وإن طال بقاؤها. وإن دماء أطفالها ستلفح حرارة طهرها وجوه الظلمة، لتقف بين يدي ربّها شاكية تآمر ذوي القربى وتواطؤهم وسكوتهم عن القاتل.

حتى وإن صدقت مقولة بعض المدافعين عن النظام، أو ادعاء النظام نفسه أن ما يحدث من مذابح في المدن السورية ليس لقواته علاقة بها، بل بفعل جماعات إرهابية دخلت البلاد نتيجة الانفلات في الأمن والحدود، فإن هذا الامر يدين النظام ولا يبرؤه، فهو المسؤول عما يحدث حين شرع السلاح القاتل بوجه من خرجوا مسالمين مطالبين بالحرية والكرامة، ولكنه أبى إلا أن يبادل الكلمة والنداء بالرصاصة والدبابة، فكانت هذه النتيجة.

لم تعد بيانات الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والجامعة العربية، تعني شيئاً للضّحية في سوريا، وهي بالأصل لم تكن تعني شيئا للقاتل، إن على أصحاب النظريات الجامدة، التي يطل أصحابها على السوريين عبر الشاشات والمنابر الدولية، أن يخجلوا من أنفسهم أمام بشاعة ما يلقاه السوريون على يد قتلتهم، وهم يتفرجون عليهم، لقد اتضحت الصورة وانفضحت بالكامل، وبانت خطوط المؤامرة، حين تُرك الشعب السوري يواجه مصيره بنفسه دون أية حماية، اللهم إلا من تلك التصريحات الفارغة، التي لا تحمي من جوع ولا قتل ولا تشريد.

الكرة الآن في مرمى الشارع العربي والإسلامي، ليشكل عامل ضغط على حكوماته للتدخل السريع، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا شعب عظيم، ذُبح على مذبح التآمر الدولي والتواطؤ العربي، بعيداً عن نظرية عدم التدخل في شؤون الدول، فقد سقطت هذه القاعدة أمام هول ما يحدث للأشقاء السوريين، على أرض الشام الطهور، وإلاّ ستدفع الأمة بكاملها ثمن هذا السكوت المريب، على الجريمة التي تجري هناك.

ترى هل بات هناك اي فرق بين ما يعانيه الفلسطينيون من اليهود وبين ما يعانيه السوريون من نظام الاسد؟؟!!

سؤال برسم الإجابة لكل من يبرر جرائم الأسد في الشام.





  • 1 مواطن 27-05-2012 | 04:51 AM

    الله يكون بالعون

  • 2 كلامك ذهب. مكتوب بالدم المجلوط 27-05-2012 | 07:44 AM

    والله ان كلامك. يكتب بالذهب. فكل كلمة فيه تعبر عن ما في قلوبنا لهذا الشعب المسكين.

  • 3 كلامك ذهب. مكتوب بالدم المجلوط 27-05-2012 | 07:44 AM

    والله ان كلامك. يكتب بالذهب. فكل كلمة فيه تعبر عن ما في قلوبنا لهذا الشعب المسكين.

  • 4 بارك الله فيك أيها الكاتب 27-05-2012 | 07:49 AM

    اين هي ناريمان الروسان التي ذهبت تبارك النضام القاتل هي وصحبها من نواب العار والخزي

  • 5 بارك الله فيك أيها الكاتب 27-05-2012 | 07:51 AM

    اين هي ناريمان الروسان التي ذهبت تبارك النضام القاتل هي وصحبها من نواب العار والخزي

  • 6 د حسام العتوم عمان 27-05-2012 | 08:47 AM

    اتفق معك عزيزي محمد التل ولكن اطلب منك ان تحدق اكثر في صورة الحدث السوري فستجد طابور خامس قادم من الخارج مثل تنظيم القاعدة و الاجهزة الامنية الملونة العربية و الاجنبية و روسيا بدأت تفهم تمادي اخطاء نظام الاسد بوجود اسد هزيل اصلا و امريكا و من يحركها في العتمة مثل الصهيونية بدأت تنهج سياسة بطيخ يكسر بعضة بعد الفيتو المشترك الروسي الصيني وو قوف ايران و حزب اللة الى جانب النظام السوري و الكل الان ينتظر تهاوي الاسد و حزبة من دون الحاجة لقتالة من الخارج و شكرا

  • 7 الشيخ _ أبو موسى - خطيب مسجد الكالوتي 27-05-2012 | 09:31 AM

    حفظك الله أيها الفتى الوطني الشريف بيد أني أردد بكل أسى وألم وأقول :
    مررتُ على المروءةِ وهي تبكي ..... فقلتُ علام تنتحبُ الفتاةُ
    فقالت كيف لاأبكي وأهلي ....... جميعاً دون كل الناسٍ ماتوا ؟؟؟
    هل تعتقد ايها الشاب الفاضل ان احداً في هذا الكون يتألم لهؤلاء الثكالى واليتامى والأرامل ؟؟؟ ندعو الله العلي القدير أن ينتقم من هذا الطاغية ومن زبانيته ومن عملائه الذين يشدون من أزره

  • 8 نزيه 27-05-2012 | 02:04 PM

    يبدو ان الفبركات قد انطلت عليك

  • 9 ابوطارق 27-05-2012 | 03:43 PM

    تبقى كبيرا حتى في كتاباتك التي تنم عن شهعور طيب واحساس مرهف وذوق رفيع وما اسوريا الا قلب نابض ومااهلها الا اهلنا ويكفينا ان نقول سلم قلبك وقلمك وفكرك

  • 10 زميلتك بالإعلام 27-05-2012 | 05:41 PM

    استاذنا المحترم :تصديقا لكلامك نقول لهم أنظروا نتيجة تآمركم على العراق....وسيدفعون ثمن السكوت عن سوريا ..

  • 11 اربد 27-05-2012 | 06:30 PM

    يااااااارب عليك ببشار وجنوده وأتباعه اللهم أخزهم وشتت شملهم وأجعل الدائرة عليهم اللهم أنتقم منهم شر انتقام اللهم اجعلهم عبرة للطغاة في كل مكان *



    اللهم أجعلهم يتمنون الموت ولا يدركوه اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم وأرهم الذل والهوان *



    اللهم ثبت اخواننا في سوريا وأرحم شهدائهم وأشفي مرضاهم وفرج كربهم وأزل غمتهم

  • 12 لمى 27-05-2012 | 07:07 PM

    المعارضة السورية ارتكبت من المجازر والمذابح ما يفوق جرائم النظام كن منصفا يا رجل هذا مثبت لدى هيئة الامم المتحدة وفي اركان الادارة الاميركية لا يجواز ان تنحاز الى طرف وتغفل الطرف الاخر

  • 13 ابو نادر 27-05-2012 | 09:21 PM

    كلام رائع وفي الصميم

  • 14 الى لمى 27-05-2012 | 10:04 PM

    اليست امريكا والأمم المتحدة هي نفسها التي أصدرت ان العرب والمسلمين إرهابيين وعلى راسهم حماس وفتح وكل من يطالب بالحرية وهل عندك امريكا مصدقة وآلاف التي شردت في أنحاء سورية والعالم كذابون


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :