عمون - المهندس محمود العوران - المتأمل في واقع الزراعة الحالي يجد اختلافاً كبيراً بين الواقع والطموح.. فلدينا الكثير من التغيرات التي يجب إن نبحث عنها إذا أردنا قطاعا زراعيا يحقق ما نصبو إليه من امن غذائي يتركز عليه امن سياسي واجتماعي.

"إعادة الاعتبار للقطاع الزراعي".. شعار رددته حكومات متعاقبة في معرض ردها على جميع كتب التكليف السامي، والسؤال هو هل كانت تؤمن هذه الحكومات بحاجة القطاع الزراعي إلى الإصلاح أم إلى إعادة الاعتبار؟!

يكون الإصلاح الزراعي في قطاع معترف بأهميته وحاجته إلى إعادة البناء بيد أن الحقائق تشير إلى غير ذلك وهناك قرارات غير واقعية عند عدد ليس بقليل من متخذي القرار والنافدين والمؤثرين فيه ؟!!

يجب إن يكون إعادة الاعتبار للقطاع الزراعي قراراً سيادياً وسياسياً جريئاً بالاستغلال الأمثل للمياه والأراضي والاستفادة من الخبرات وإعادة النظر بالقوانين والأنظمة التي تتعارض مع التنمية الزراعية وتطويرها ضمن الرؤيا السليمة للاحتياجات وواقع الإمكانيات والتحديث المطلوب في الرؤيا والتنفيذ وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وإعادة النظر بأنظمتها وقوانينها ورفد هذه المؤسسات بالكفاءات لكي تتلاءم مع الواقع الاقتصادي والزراعي في المحيط الإقليمي والعالمي.


إن الحديث عن هذه الكفاءات يتأتى من خلال تفعيل المراكز البحثية ودعمها، والوطن زاخر بالمختصين والعلماء والفنيين وبنظرة إلى القطاع الزراعي في دول الجوار نلاحظ الحوافز المتعددة منها : الإعفاءات الجمركية والضريبة ودعم التجمعات الزراعية وتشجيع التصدير.

يجب علينا إن نقول إن الزراعة في الأردن هي الإرث التاريخي لنا والعنوان الحقيقي لنا فقد سبقونا بذلك أجدادنا من الأنباط قبل سبعة الآلاف عام.

إن المتأمل في واقع الزراعة الحالي يجد إن هناك اختلافا كبيرا مابين الواقع والطموح فلدينا الكثير من التغيرات التي يجب إن نبحث عنها إذا أردنا قطاعا زراعيا يحقق ما نصبو إليه من امن غذائي يتركز عليه امن سياسي واجتماعي فهل عملنا على:
• تحسين إدارة المراعي والغابات وإدخال الحصاد المائي الذي نريد؟!
• هل لدينا أبحاث لتحسين السلالات والصحة الحيوانية؟!
• هل لدينا استغلال فعلي للميزة النسبية في وادي الأردن؟!
• هل لدينا توجيه للإنتاج لغايات التصنيع؟!


مما تقدم نجد إن ما كان يتعامل معه الأجداد في الزراعة هو حالنا اليوم في ظل الزيادة المستمرة في عدد السكان وفي ظل الهجرة القصرية والزحف العمراني.... الخ ؟!

علينا جميعا ان نفكر جديا بإعادة الاعتبار للقطاع الزراعي ليحقق لنا الابعاد التالية:

• البعد الاقتصادي : فالقطاع الزراعي مولد اساسي للنشاطات الاقتصادية

• البعد الاجتماعي: وهذا يخفف على الحكومات من اجل توفير فرص العمل والتخفيف من الفقر والبطالة والحد من الهجرة من الريف الى المدينه واستقرار للبادية وتفعيل المشاريع الاسرية.

• البعد البيئي: فنحن بحاجة للزراعة لدورها في الحفاظ على التنوع الحيوي والغطاء النباتي من درء خطر التصحر اخذين بعين الاعتبار ما يعانيه الاردن من شح الموارد الزراعية.


* مدير عام الاتحاد العام للمزارعين الاردنيين