مرجعية الاستقلال في تجليات منعطفين ؟!
ممدوح ابودلهوم
24-05-2012 02:04 AM
[ ستة عقود من المجد الأردني الهاشمي تفصل بين منعطفين وطنيين في تاريخ التواشج العظيم بين بواسل الأردنيين وملوكهم الهاشميين، الأول عام 1952 في مطار المفرق العسكري في البادية الشمالية، يوم هبطت طائرة المغفور له ملك العهد الثالث الميمون الحسين الأب طيب الله ثراه، قادماً من لوزان في سويسرا قاطعاً دراسته ولذاذات صباه وأشواق شبابه تلبية عريقة الدلالة عميقة المدلول لنداء الواجب المقدس، مباشرة فور تسلمه برقية عاجلة من عاصمة الهواشم عمان الغالية، وكان لحظتها يرقب البياض طيوراً وسفناً من نافذة غرفته في فندق البوريفاج، مضمونها يقول بسرعة العودة لتسلم أمانة الحكم ملكاً على الأردن..
كان أول وأهم ما خفق به قلب الراحل العظيم طيب الله ثراه، وهو يقف على أديم البادية الطيب على مقربة من مرسى المطار، يتوسط حلقة السامر والدحية بين أبناء العشائر الذين حفوا لاستقبال جلالته وتحلقوا حوله بحب وببيعة دفئيتين، هو أنه رحمه الله بهمم وعزمات هؤلاء النشامى المخلصين سيحقق النصر ويصيب الهدف وينال المراد العظيم، وأمانة القلم وبالمناسبة تقضي بأن ما أوجزته هنا بفلترة وإيجاز ظالمين، هو غيض من فيض كريم ضمنه خالدنا المقيم طيب الله ثراه كتابه الشهير (مهنتي كملك)، وكنت ولذات المناسبة أيضاً قد دبجت قبل عقدين من الزمان في صحيفتي (الرأي) التي أنتمي ولها أنتسب، مقالة متواضعة جادت فراشات الموضوعة أنذاك عبر دورانها حول قناديل المقام السامي، بمقاربةٍ بين الزعيمين العظيمين الحسين وغاندي في بدايات الحكم، بترحال كل منهما نحو قلب الوطن شبه القارة لغادني والأردن للحسين طيب اله ثراه وجعل أعلى عليين مثواه..
أما المنعطف الثاني ففي هذا العام 2012 وتحديداً في أيار الاستقلال الحالي هذا، حيث راح الملك الابن ملك العهد الهاشمي الرابع الميمون عبدالله المفدى حفظه الله ورعاه، يجول في ربوع مملكته المحفوظة يتفقد أحوال شعبه العظيم في أصقاع الأردن الأشم وبواديه وحواضره وأريافه ومخيماته كافة، وما أشبه اليوم 2012 بالبارحة 1952 وأي رحم أقرب وذات البداية وعلى الأديم نفسه في بادية المفرق بين الماضي الحسيني والحاضر العبدلي..
ومهما يكن فإنه ما من فوارق بينهما بإمتياز ولا من فواصل بإطلاق، حسب جوهرة التاج في قلادتها الهاشمية أنها قد تنامت، وعلى مدى تلكم العقود الستة وذلك بتجليات التواصل وبهاءات التواشج، معاني الاستقلال أكثر فأكثر فتترسخ من ثم ثوابت المرجعية، مستندةً بالقطع إلى مسلمات البيعة ومراسيم الإصفطاف في الحصن المكين لدارة التوأمة المقدسة بين الملك والشعب..
وعلى الجملة، خلوصاً.. وللمنعطفين صلة شفيفة من قريب، فإن البعض بين متشائم ومتشائل يرون أنه في ضجيج الفتنة يخبو صوت الحق، أما نحن فنقول بعد تهنئة الوطن وقائد الوطن الحبيبين، أولاً بأن مبتدأ الاستقلال خبره هو الإصلاح، وثانياً بأن صوت الحق في أردن الإصلاح الهاشمي الأشم يعلوا ولا يعلى عليه و.. لنا الغد الأفضل في أردن عبدالله الأمثل و .. علينا السلام..]
Abudalhoum_m@yahoo.com