كلمة النائب المهندس وصفي الرواشدة في رده على بيان الثقة لحكومة د.فايز الطراونة ...

بسم الله وعليه أتوكل وبه استعين

معالي الرئيس/ السيدات والسادة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

يقول الله تعالى : ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ * (التوبة ).
النفاق هو قول الإنسان في الظاهر غير الباطن ، وتعدد الوجوه هي من صفات المنافقين الذين يذلون أنفسهم في سبيل تحقيق مناصب زائفة أو مراكز اجتماعية واهية أو التقرب والتزلف لمسؤول أو الجلوس على كرسي مهتز القوائم او تحقيق منفعة زائلة.
اعلموا أيها الإخوة إن الله سبحانه وتعالى وحده لا سواه قد قدر لكم عمركم ورزقكم بلا زيادة أو نقصان، فخيركم في عمركم أن تعيشوا أحرارا أو عبيدا ، فالمؤمن بقدر الله اختار الحرية والمنافق اختار العبودية ، هي ذا المعادلة التي يجب أن ترسم طريقنا نؤمن بها إيمان اليقين ، ومن هذا كله سأحدثكم اليوم بكل صدق وأمانة، مبينا موقفي لما يجري على الساحة الأردنية من أحداث.
اذكر وفي بدايات عمر هذا المجلس وقبل ما يسمى بالربيع العربي إنني قد طالبت بإجراء تعديلات دستورية لمست الحاجة إليها من عملي في المجلس السابق الذي رأيت إن دور مجلسنا كان مقيدا ومغتصبا في كثير من واجباته ومسؤولياته وطالبت بقانون انتخاب يخرجنا من عصبيتنا وتفكك مجتمعنا وضعف تمثيلنا قانون انتخاب قادر على إفراز نخب سياسية تكون خزانا يمد الوطن بقيادات سياسية جديدة تتمتع بالتجربة والحيويته غير القيادات المستنسخة التي تعودت ركوب ظهورنا بمفهوم السيد والعبد وطالبت بمحكمة دستورية وتعديل النظام الداخلي للمجلس وعرضت ذلك على زملائي فوجدت أن ثلثيهم عارض ذلك واعتبروه تجاوزا للخطوط الحمراء ... ثم جاء الربيع العربي ليفتح المجال للأصوات الخائفة والمكبوتة بالظهور والتعبير فأصبحت الخطوط الحمراء خضراء وعدل الدستور ولكن بشكل خجول لم يلامس مواضيع مهمة كانت ضرورية لتعزيز مسيرتنا الديمقراطية الصحيحة التي تحصن الوطن وتعلي بناء مؤسساته وتحترم فكر وعقل وقدرات أبناء الوطن وتعزز الثقة لديهم بقدرتهم على المساهمة في بناء الوطن. وما إرسال التعديلات الدستورية إلى مجلسنا هذا في دورة استثنائية إلا نية مبيتة ومقصودة هدفها تحجيم قدرة المجلس على فتح مواد كان من الضروري تعديلها لتحقق جدية الإصلاح ونبل مقاصده.
لقد كان لبدء الحراك السياسي على الساحة الأردنية دور مهم بين أهمية إعادة ترتيب البيت الأردني وان نعيد النظر في كل جوانب حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها ولكن بدلا من أن تفهم الدولة ذلك بشكل ايجابي وهي التي تدعي سعيها للإصلاح بكل جوانبه قامت وللأسف بالتشكيك بأهداف هذا الحراك واستعدائه بحيث جعلت منه طرفا آخرا ليس طرفها فبدلا من دراسة واستيعاب مشروعية مطالبه والمساعدة في خلق حاضنة سياسية تستوعب هذا الحراك وتنوعه ليكون قوة سياسية إضافية تحصن الوطن وتزيد من منعته في وجه المخطط الصهيونية القائم والمخطط له منذ زمن بعيد لخلق حالة من الفوضى على الساحة الأردنية تحقق للعدو الفرصة لتنفيذ مخططه بالتهجير الجماعي لاشقاءنا غربي النهر والتي لم يخفيها العدو وآخرها تصريحات باراك الأسبوع الماضي ، فإن حكوماتنا وأجهزتنا وللأسف الشديد انتهجت لعبة القط والفأر مع هذا الحراك منتهجة مختلف سياسات الترغيب والترهيب وسياسات الامتناع ثم الرضوخ للمطالب المشروعة ولدرجة أنها فاوضت أفرادا فأصبحت مشتتة فاقدة للسيطرة والاتجاه.
أما مجلسنا هذا فلم يكن بمنأى عما يجري في الساحة الأردنية ... فالتعديلات الدستورية لم تكن بإرادته ومطلبه .. ولا قوانين الإصلاح ... إذا لم يكن مجلسنا المبادر والسباق للتعبير عن إرادة أبناء الشعب وإنما المنفذ لها وليس بإرادته أيضا ... ودوره الرقابي اغتصب بفعل فاعل وبطريقة دمرت سمعة المجلس وثقة الناس به .. ولا أعلم لمصلحة من ؟!!! وتم التطاول عليه من قبل مسؤولين كانوا في مركز القرار واتهموه بالتزوير وكأنهم ليس لهم ذنب بذلك .... أسألكم بالله لو كنا في دولة تحترم نفسها فهل كان لذلك الكلام ان يمر دون محاسبة او ان يعتبر على الاقل فضيحة يندى لها الجبين ؟؟ فكيف يحاسب اللقيط ولا يحاسب الفاعل ؟؟ من المسؤول ؟؟ كيف يتم ذلك دون ان نتوقف لحظة عند هذه المصيبة؟؟ واليوم واذ لم يتبقى امام المجلس الا قانون الانتخاب اقول هل انتم مستعدون ايها السادة لتعبروا بارادتكم فقط وتعززوا تعهد جلالة الملك الى لجنة الحوار الوطني التي شكلها جلالته وضمن توصياتها وتخرجوا قانون انتخاب يسجله التاريخ لكم لا عليكم .. فما الهدف من حل مجلس النواب اذا بقي الصوت الواحد ولا نخدع انفسنا بالقول ان صوت الوطن هو صوت ثاني فليس ذلك هو المطلوب ... فلا اصلاح مسكون بالخوف من النتائج ما دامت هذه النتائج ستكون هي ارادة ابناء شعبنا اولا واخرا مهما اختلفت آرائهم.
السيد الرئيس / السادة النواب:
لم اجد ولن اجد أي إختلاف في بيان الحكومة عن سابقاتها فكلها تقول ولا تفعل ...مؤتمرة ومسيرة لا مخيرة... جلها حكومات رد فعل... لم ولن تكن فعلا يوما .. كم كنت اتمنى عليك دولة الرئيس ان كان بيانك سطرا واحدا يبن ان حكومتك ستجلس منتظرة اقرار قانون الانتخاب من قبل مجلس النواب وبعدها ستؤمر بالتنسيب بحل مجلس النواب وتقدم استقالتها .. لله درك من وطن ... تتبدل الحكومات فيك كما الفصول والنهج واحد ..
السيد الرئيس / السادة النواب:

اختم كلامي اليوم ..واقتبس لكم هنا جزءاً من خطاب جلالة الملك في افتتاح هذا المجلس لانعش ذاكرتكم المجهدة :

(أما بعد، فإنني أتوجه بالتهنئة والمباركة للإخوة النواب الكرام، على فوزهم بثقة أبناء وبنات شعبنا العزيز في الانتخابات النيابية الأخيرة، التي حرصنا على إجرائها بمنتهى الشفافية والنزاهة، لتكون هـي وهـذا المجلس الكريم إضافة نوعية إلى مسيرتنا الديمقراطية) انتهى الاقتباس.

لله درك من مجلس تبدأ إضافة نوعية وينتهي بك المطاف فاقدا للمصداقية ... وصدق الله العظيم القائل (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير ).

والله من وراء القصد والله ولي التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته