في هذا الزمن العصيب الذي ينتشر فيه الفساد بكل ركن ويعشش ويسترخي بينما نقف مكتوفي الايدي ملجومي الالسن وكثيرا مانشكل جدارا يحمي ذاك السرطان ويوفر له المناخ الاطيب ليتكاثر وينتشر يتكاثر شهود الزور كتكاثر البعوض حول المياه الآسنة والمستنقعات العفنة ويتوجبُ على كلّ مواطن شريف أن يغضَ الطرف عن الأفعال والممارسات الدنيئة التي يقوم بها أعداء هذا الوطن الذين باعوا شرفهم وضميرهم بثمن بخس لأباطرة الشر، وجهابذة الباطل وجندوا أنفسهم لخدمتهم بهدف الوصول لمطامع ومكاسب دنيوية غير ابهين بالوطن ولا الحق ولابالواجب فغفت الضمائر ولم يتنبه احدهم الى انه مطلوب منه
فهويعلم حقيقته ويعلم انه ليسسَ فقط شاهدُ زور من يتبنى الباطل ويقسمُ على أنه حق، بل من لايقول الحق ولاينبري للدفاع عنه فهو شاهدُ زور أيضاً.
وحتى لانكون شهود زورٍ يلعنهم التاريخ على مرّ العصور والأزمان علينا أن نبتعد عن المنطقة الرمادية ونعلن مواقفنا بلا خوفٍ ولا وجل، وسياسة النأي بالنفس التي أصبحت منهجاً للانتهازيين والوصوليين والمترددين لاتليق بأصحاب المناصب ولابرواد الكلمة وفرسان القلم ولاتتناسب مع طبيعة المرحلة التي تتطلب منا جميعاً الجرأة وإخراج الرؤوس من الرمال والوقوف بكل شجاعة وصراحة ضد من يعبث بأمن هذا الوطن، ويعتدي على أبنائه،وحقوقهم ضد الذين لايراعون الا ولاذمه بالوطن يستبيحونه بنهم وبلا وعي باسماءمستعاره منوعه ومشكله
حتى باحلك الظروف كما نرى اليوم ونحن نعايش الازمات المتلاحقةونشكو القله بالمال بالماء والغذاء والدواء نشكوضيق الحال ونعلم انه ليس وقت العتاب ولا المحاسبة وكانهم لايعيشون بيننا ولا يحسون بالامنا واوجاعنا
يكرسون جهودهم غير المشكورة، ويجهدون عقولهم غير النيّرة في ابتكار الأساليب والطرق التي من شأنها تشويه الحقائق، وقلب المعايير، وتغذية منابع الرذيلة والفساد في الأمكنة التي يتواجدون فيها, فهم يقيسون الأخلاق والقيم على مقاس مصالحهم وأفعالهم ويختصرون الوطن في منفعتهم الشخصية ومآربهم الخاصة، ويقيّمون الناس من خلال أمراضهم ونرجسيتهم التي لاحدود لها، ويَزِنُونَ الفضيلة بموازينهم لابميزانها، ويرسمون الحياة بريشهم التي لم تعتد إلا سواد حبرهم المستخرج من أنفسهم وقلوبهم وعقولهم المتفحمة من استعار نيران الحقد والحسد والشعور بالهزيمة الداخلية، والانقراض القيمي في ذواتهم المتضخمة نفخاً بمنفاخ التكبر والصلف والكذب والهروب من مواجهة الحقيقة, ولما كانت الثقافة سلوكاً حضارياً ووجدانياً وأخلاقياً. رفيع المستوى، وليست أبيات شعر أو روايات أو تواريخ وأحاديث تحفظها ذاكرة ببغائية وترددها هنا وهناك،
فالانسان المؤمن المنتمي هو من يقرن القول الناضج بالفعل المستقيم، ويترجم المعلومة الصحيحة والجميلة في سلوك مهذب متواضع لايعتريه التصنع ولايتخلله الرياء ولاتكتنفه المصلحة الفردية ولاتتجاذبه الأهواء والنزوات والرغبات، ويبقى أن نقول إن هؤلاء المدّعون أشبه بغيوم يخطف برقها العيون وتصمُّ رعودها الآذان إلا أنها خالية من الغيث الذي تنتظره الأراضي العطاش وترتجيه القلوب المتطلعة إلى خضرة البساتين والحقول.
إذ ليس من المقبول أبداً التخلي عن الواجبات والمسؤوليات وقت المحن، والتهافت على المكاسب والمغانم وقت الرخاء،
كما أنه من غير المعقول أن تزأر في زمنٍ لاحاجة فيه للزئير، وتصمت عندما يدعوك الواجب إلى قول كلمة الحق متذرعاً ببحة صوت ناتجة عن زكام مختلق، مثلك مثل السلاح الصدئ يخذل صاحبه عند حاجته إليه،
ونحن إذْ نتمنى على كل الهاربين من اداء الواجب تجاه الوطن والامه والذين كانوا في يومٍ من الأيام يصولون ويجولون ويتحدثون باسم الوطن والعروبة والإسلام أن يعودوا إلى ذواتهم وضمائرهم ويسألوا أنفسهم: ماذا سيقولون للتاريخ وللأجيال القادمة، عن تخاذلهم في نصرة الوطن واهله خاصة في هذه الظروف التي يتعرض لها الوطن لمحنه تحتاج شد الازار والىرجال تعرف بالشدائد وخير الرجال من يقرن قوله بفعله» وخير أخيار الرجال من يهب روحه وعقله وكل مايملك لعزة الوطن ومنعته وكرامته وشر أشرار الرجال من يعض اليد التي أعطته ويتآمر على الحضن الذي رباه ويرمي الحجر في البئر الذي روى عطشه ويسلم بيتهُ ساكتاً خجولاً أو صاغراً ذليلاً، ولاأعتقد أن هناك شيئاً يستحق منّا التضحية بالغالي والرخيص أكثر من الوطن فهل سنخرج من الصمت على الباطل إلى نطق الحق ونهب هبه رجل واحدلنثبت للعالم قبل ان نفتح دفاتر الفاسدين اننا رجال ازمات وقادرين على الخروج منها حبا بالوطن وتلبيه لنداءالضمير
من المؤسف لابل من المعيب أن يتحوّل بعضُ الذين يدّعون الثقافة إلى شاامتين، ومزورين للحقائق، وصيادين في المياه العكرة.