لأول مرة .. انتخابات رئاسية مصرية غير محسومة سلفاً
23-05-2012 03:56 AM
عمون - (القاهرة) - يتوجه نحو 50 مليون ناخب مصري إلى صناديق الاقتراع اليوم للإدلاء بأصواتهم واختيار رئيس للبلاد بإرادتهم للمرة الأولى في تاريخهم في أول انتخابات رئاسية لا تُعرف نتيجتها مسبقاً، ما ولد في جميع انحاء البلاد حالة غير مسبوقة من الاثارة والترقب.
وتبدأ عملية الاقتراع، التي تستمر يومين، في الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء. ويشرف عليها نحو 14 ألف قاضٍ، بمعدل قاضٍ على كل صندوق.
ويخوض الانتخابات 13 مرشحاً، لكن المنافسة الحقيقية تدور بين خمسة مرشحين فقط، اثنان منهم عملا مع حسني مبارك، هما وزير خارجيته طوال عقد التسعينات الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، القائد الأسبق للقوات الجوية احمد شفيق.
وينتمي مرشحان آخران للتيار الاسلامي، هما رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي، والقيادي السابق في الجماعة الذي انشق عنها العام الماضي وبات يقدم نفسه ممثلا لـ «الاسلام الوسطي المعتدل» عبدالمنعم ابو الفتوح.
اما المرشح الخامس، الذي صعدت اسهمه اخيراً وجاء في المرتبة الثالثة في انتخابات المغتربين، فيأتي من اليسار الناصري وهو حمدين صباحي.
ولا توجد استطلاعات موثوقة للرأي في مصر. وحتى الاستطلاعات التي اجرتها بعض الصحف اخيراً لا تتيح التكهن باتجاهات التصويت، اذ أظهرت جميعها ان اكثر من 40 % من المواطنين لم يكونوا قد حسموا امرهم حتى نهاية الاسبوع الماضي.
لا حديث إلا عن الانتخابات
ومنذ اسبوع او اكثر قليلا، لا حديث للمصريين الا عن الانتخابات، سواء في الشوارع او في اماكن العمل او في المنازل او على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويؤكد مدحت اسامة (62 عاماً)، وهو ضابط متقاعد «لا استطيع ان افكر في شيء الا الانتخابات، بل انني لا اكاد انام واسهر كل يوم حتى الثانية صباحاً بحثا عن اي تقرير او خبر في قنوات التلفزيون يمكن ان يعطيني مؤشرا على فرص المرشح الذي ادعمه».
يقول ابراهيم فرج (64 سنة)، وهو بائع في محل للعب الاطفال في القاهرة «هذه اول مرة ساذهب للادلاء بصوتي في اي انتخابات، وهي مسألة مهمة بالتأكيد، واسرتي تتحدث في هذا الامر منذ اسابيع».
وتقول سلمى سعيد (25 عاما)، وهي موظفة في بنك «منذ عشرة ايام وانا لا اتكلم مع زملائي واصدقائي الا في الانتخابات والمناقشات تكون حادة احيانا لانني اخترت مرشحي وهناك من يحاول اقناعي بتغييره».
ومن المقرر ان تجرى جولة ثانية للانتخابات في 16 و17 يونيو المقبل اذا لم يحصل اي مرشح على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهو امر مرجح.
وكرر رئيس الوزراء كمال الجنزوري امس النداء الذي وجهه المجلس العسكري الاثنين الى احترام وقبول نتائج الانتخابات أيا كانت.
وفي القاهرة، جابت مصفحة تابعة للجيش ميدان التحرير امس لتدعو عبر مكبر صوت الى المشاركة في الانتخابات. وقال جندي «قوم يا مصري مصر دايما بتناديك»، مستعيرا كلمات اغنية شهيرة من التراث المصري لسيد درويش.
300 ألف جندي
ووفَّر الجيش ووزارة الداخلية عدداً يتراوح ما بين 250 ألفا و300 ألف من عناصر الجيش والشرطة لتأمين مقار اللجان الانتخابية ومواجهة أي أعمال شغب تستهدف التأثير على سير العملية الانتخابية.
وذكرت لجنة الانتخابات الرئاسية أنها اتخذت مجموعة من التدابير الاحترازية التي من شأنها حماية العملية الانتخابية من أي عبث، في مقدمتها الحرص على أن يتولى القاضي الواحد الإشراف على صندوق انتخابي واحد فقط، ووجود اختام ضاغطة غير قابلة للنسخ بكل استمارة تصويت، بالإضافة إلى رقم كودي مسلسل لكل استمارة، ووجود الحبر الفسفوري غير القابل للإزالة قبل 24 ساعة على الأقل، وصناديق الاقتراع المؤمنة بأرقام كودية منعا من أن يطول أوراق التصويت أي عبث، بالإضافة إلى الإجراءات الأمنية المشددة في حماية اللجان.
آلاف المراقبين
وأوضحت انها أعطت نحو ألف تصريح لمراسلي الصحف العربية والأجنبية لتغطية الانتخابات، وقرابة عشرة آلاف تصريح لمراقبين محليين ودوليين ينتمون إلى جمعيات ومنظمات أهلية وحكومية مصرية وعربية ودولية، حيث وصلت إلى القاهرة أمس وفود جامعة الدول العربية، وشخصيات دولية عدة من مختلف دول العالم للمشاركة في مراقبة الانتخابات الرئاسية ومتابعتها.
كما شكلت حملات مرشحي الرئاسة غرف عمليات مركزية وفرعية لمتابعة أي انتهاكات وعمليات التصويت على مدار الساعة.
تصويت مبارك
وحدث جدل قانوني حول أحقية الرئيس السابق حسني مبارك وأركان نظامه المحبوسين في «سجن طرة» على ذمة قضايا فساد في الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، حيث أكدت تقارير إخبارية منعهم من التصويت بأوامر من اللجنة العليا للانتخابات، هم وجميع من تولى مناصب قيادية في الدولة أو الحزب الوطني الحاكم (المنحل)، وعلى رأسهم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الذي كان عضواً بلجنة السياسات بالحزب الحاكم، وهو ما نفاه المتحدث باسم الأزهر.
وقال المستشار خالد القاضي لـ القبس: من الناحية القانونية يجوز للرئيس السابق وأركان نظامه غير المدانين في قضايا جنائية الإدلاء بأصواتهم، حيث لم يحسم بعد مدى دستورية التعديلات التي أدخلها البرلمان على قانون مباشرة الحقوق السياسية، كما جاز للفريق شفيق الترشح في هذه الانتخابات.
المصدر: القبس