تُرى، هل هو الوقت المناسب لإنجاز الحلّ التاريخي لمشاكلنا الاقتصادية، برفع أسعار سيجعل من حياة الغالبية الغالبة من الشعب الأردني نكداً يومياً، بحيث سيكره المواطن أوّل الشهر الذي كان ينتظره بشغف، فالفواتير الأساسية لن تُبقي للعائلة سوى قليل من الخبز، وكثير من الهمّ والغمّ.
هي مشكلة مزمنة، برأي الحكومة التي تسوق التبريرات بعد التبريرات، ولكنّها مشكلة ليست من صُنع المواطن بل من هذا الاهتراء في عقل الحكومات المتعاقبة، والدجل على الناس بمستقبل قريب مزدهر، بعد إنجاز مشاريع أكّدت الأيام أنّها وهمية، ولا أساس لها على أرض الواقع، ولن ننسى الفساد الذي يُقال لنا مرّة إنّه مسيطر، ويُعاد فيقال لنا أنّ حجمه مبالغ به، وأغلبه كيدي.x
لماذا الآن؟ هو السؤال الذي يكاد يخرج من كلّ الألسنة، ولماذا سياسة الإفقار المنظّمة للناس في وقت يبدو فيه الأردن مهيئا لحالة طوارئ سياسية، ، من تطورات الوضع حولنا وخصوصاً سوريا .
هل بهذه الطريقة نهيئ الرأي العام لمقبلات الأيام، وهل للمواطن الفقير المعدم أن يدعم سياسات، ويقف وراء قرارات صعبة، أم أنّه سيخرج إلى الشارع مطالباً بالمساءلة والمحاسبة، فليس بعد الجوع كفر، وليس للجائع سوى أن يطلق الصوت عالياً، وربما أكثر من ذلك أيضاً.
الدستور