عظيمٌ ما ورد على لسان دولة رئيسنا الموقر لأكثر من مرة ، إنه سيحافظ على القسم الذي أقسمه أمام جلالة الملك؛ ذلك القسم الذي يُشكل أسمى معاني الانتماء، والإخلاص للملك، والوطن، والمحافظة على الدستور، والقيام بالواجبات الموكولة إليه بأمانة وإخلاص.

لعلّ جل أزمتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية تمثلت بالحنث بالقسم الذي أقسم عليه الكثير ممن تبؤوا السلطة وذلك في عدم المحافظة على مفردات هذا القسم.

عندما يضع المسؤول يده على كتاب الله ويقسم اليمين أمام جلالة الملك، فإن لذلك دلالات ومعانٍ دينية وقيمية، ومخالفتها واجبة العقاب دينيًا وقانونيًا لكل الحانثين بأيمانهم وقد قال تعالى في محكم تنزيله: ﴿ إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلاً أولئك لا خَلاق لهم في الآخرة ولا يُكلّمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يُزكّيهم ولهم عذاب أليم ﴾ صدق الله العظيم.
قسم اليمن لا يشمل فقط الوزراء بل يشمل الفئات العليا من الموظفين ومعظم الشرائح الوظيفية الأخرى، ولذا فإن معانيه تشمل الصغير والكبير على حد سواء، ويظل كبار المسؤولين القدوة والمَثل في المحافظة على اليمين؛ فكثيرٍ من الموظفين عندما يرون قادتهم ورؤسائهم يقسمون على كتاب الله في المحافظة على الدستور والإخلاص للملك والوطن، وبمجرد الانتهاء من أداء القسم أمام الملك ، يحنثون بأيمانهم وتلك هي الكارثة.
إن ذلك السلوك غير القويم أفقد القسم معانيه وقدسيته، فهل نعي معنى القسم بالله العظيم في الإخلاص للوطن والملك، والمحافظة على الدستور والقيام بالواجبات الموكولة بأمانة وإخلاص. كم هي عظيمة هذه المعاني وكم حاجتنا إليها في هذه الظروف، ولو أننا التزمنا بها جميعاً لكان حالُنا غير ذلك.
دولة رئيس حكومتنا الرشيدة في تأكيده على عظمة هذا القسم وأهميته، أعاد تذكيرنا ولعل الذكرى تنفع المؤمنين، ونأمل أن يكون في ذلك رسالة واضحة لكافة مسؤولي الدولة وكبار الموظفين وصغارهم بضرورة المحافظة على القسم؛ فذلك جل الإصلاحات المطلوبة وفي ذلك معالجة لجميع الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية، وبالتزامنا بهذا القسم نقدم علاجاً شافياً ووافياً لكل مشاكلنا.
ويبقى الأهم في أن يكون قسم اليمين شاملاً وعامّا لكل عمل نقوم به أو قرار نتخذه، فلا ينفع أن نتذكر القسم في جانب ونتركه في جانب آخر، ومن الضروري ترجيح كفة الميزان بما يحوي هذا القسم من قيم الإخلاص والأمانة والصدق والعدالة والمساواة. والإخلاص للملك هو الإخلاص للوطن، والإخلاص للوطن هو الإخلاص للملك.