حتى الان لم تستقر المرجعيات على الشكل النهائي للنظام الانتخابي, ودهاقنة مجلس النواب ينتظرون "الدخان الابيض" حتى يعرفوا الى اي نظام انتخابي سينحازون, رغم أن أجواء التأييد للصوت الواحد تغلب على افكار النواب ونواياهم وعملهم.
نواب مخضرمون مثل النائب خليل عطية يستغرب ما يقال حول أن النواب يؤيدون الصوت الواحد, ويقول إن ما يقال عن موقف النواب مجاف للحقيقة, لان الفكرة الاساس تنطبق على صوتين وليس نظام الصوت الواحد, بحيث يتم الانتخاب بصوت للمقاعد الموجودة حاليا, وصوت للقائمة التي قد تصل الى 20 او 25 مقعدا.
رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة عندما كان في فترة التكليف, كان اول باعثي الحياة في نظام الصوت الواحد, عندما صرح "اننا لم ندفن الصوت الواحد", يومها قيل الكثير وراء خلفيات هذا التصريح, هل هو مناكفة للرئيس السابق عون الخصاونة, أم هو فعلا ما تفكر به الحكومة الجديدة, استنادا الى استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية الذي كشف ان نحو 60% من الاردنيين يؤيدون الصوت الواحد.!!
قيل عن مساوىء الصوت الواحد اكثر مما قال مالك في الخمر, ومع هذا هناك من يحاول ان يعيد الحياة للصوت الواحد, وبالمناسبة يوجد في العالم 12 نظاما انتخابيا, والصوت الواحد احدهما, لكن الصوت الواحد ينقسم الى الصوت المتحول وهو الذي يطبق في كثير من دول العالم, وهناك الصوت الواحد غير المتحول وهو ما يعرف بحسب الخبير في الشؤون البرلمانية الزميل وليد حسني بنظام (فناواتو) وهي جزيرة صغيرة في المحيط الهندي عدد سكانها لا يتجاوز 75 الفا, وفيها برلمان مكون من 55 عضوا, ولا يوجد في العالم سوى (فناواتو) وافغانستان بعد التحرير استخدمته لدورة واحدة, ونحن في الاردن من يطبق نظام الصوت الواحد غير المتحول منذ العام 1993 وزدنا عليه سوءاالدوائر الوهمية.
في المعلومات هناك مجموعة نيابية تضم اقطاب مجلس النواب فاعلة ومؤثرة, تلتقي وتتناقش حول افضل السبل للوصول الى نظام انتخابي, حتى يصل القانون الى المجلس وقد تشكل لوبي قوي يدعمه لكي لا يتعطل تمريره في الوقت المناسب للانتخابات, كما توجد لجنة حكومية وممثلة لجهات اخرى تبحث في النظام الانتخابي المناسب, والذي كانت قوى سياسية معارضة قد طالبت به, ويعتمد على نظام الصوتين, صوت للدوائر الموجودة بحيث تقسم الى 103 دوائر, غير الكوتا النسائية, يضاف لها مقاعد القائمة الوطنية, وبهذا يكون هذا المقترح هو الاقرب الى التحقق.
كل ما يتسرب عن قانون الانتخاب والنظام الانتخابي قابل للنقاش, حتى لو كان بعضه مصيبة, لكن غير القابل للنقاش أن هناك أغلبية تحاول ان تمرر وجهة نظرها المعارضة لاجراء الانتخابات, وهي تؤكد في كل مجالسها, انه مهما حاولنا لن نصل الى انتخابات قبل نهاية العام, وهنا المصيبة أعظم.
العرب اليوم