لماذا حراك الطفيلة بدون سقف .. ؟!
م. رنا الحجايا
19-05-2012 06:43 PM
سأتحدث حول الطفيلة و ابناء الطفيله وحراك الطفيلة الذي خلع السقف و أخذ يتحدث تحت السماء الواسعه ...لماذا ابن الطفيلة ....الهاشمية ...!!..الذي طالما افتخر بهذا اللقب.. والذي سجل دائما ولاءا مطلقا و انتماءا لم ولن يتنازل عنه رغم ظلم الحكومات له و كان الأقل احتجاجا بالرغم من استثناء الطفيلة من الدور العادل الذي تستحقه بين محافظات المملكه ..
لعل العديدين الذين تكشفت عيوب سياساتهم.. يلومون الربيع العربي الاغبر الذي يحوف المنطقة.. و لكنهم مخطئين في تقديرهم و مقللين من حقيقة الغضب و الاحباط الذي تحمله جمع الطفيلة و حراكها ...و الذي ما تغير بالرغم من السجن و الترهيب و الترغيب ..
فالزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء السابق معروف البخيت و الذي هاجم المواطنون وقتها وفده احتجاجا على عدم عدالة الدعوات الموجهه لأبناء الطفيلة و ضياع مطالب أبنائها نظرا لسيطرة فئة معينه على المحافظة و مشاريعها ..وأدت الى شخصنة معظم المشاريع الاستثمارية الى مشاريع لها ارتباطات بأراضيهم و بشركاتهم ..لقد مل أبناء الطفيلة من هؤلاء و من تبعية بعض متخذي القرار لهم ...
و الحديث عن دعم محافظة الطفيلة ب 19 مليون لا يعني انه قد يتم توجيهه ليخدم مصالح المحافظة ككل بل قد يعني بكل بساطه فتح شارع ....فقط و تناسي مشاكل أقتصادية و بطاله و حاجه لبناء مشاريع أستثمارية حقيقية ..
و الزيارة التي سبقتها لجلالة الملك( 2010) ايضاً لم تثمر عن أي مشاريع فاكتفا الجهابذة انذاك بدعوة المجلس الاستشاري و لا نعلم لماذا! واستثني كل متخذي القرار.. وبل ايضا كان المجلس الاستشاري معظمه من ابناء عشيرة واحده.. والجهابذة لا يعنيهم حقيقة التمثيل الصحيح و لا حتى أهمية و عدالة المطالب ...و يا ريت بفايده ..و لنحلل بعض المؤشرات ..
فالطفيلة الزراعية أصبحت تعاني من الجفاف بالرغم من بناء سد التنور لعدم وجود نظام حصاد مائي للبساتين الرومانية العريقة.. و التي تكاد تكون من أندر المواقع البيئية في الاردن و المنطقه .و بالنسبة للثروة الحيوانية و التي تقدر بما يزيد عن 70الف رأس ماشية.. فدعم الاعلاف الهزيل يكاد يكون نكته للمزارعين انفسهم حيث يطلقون على كمية النخالة الموزعه على رأس الماشية الواحد.(يصلح للفه كسيجارة هيشة تدخنها العنز ) ..!!!و ان دراسة تجديد الدعم تتم كل أربع سنوات مما علق أحدهم في أجتماع مع وزير الزراعه بغضب (ليش هي العنز رايحه تقرا بالجامعه يعني لا يستجد شيء في حياتها ) كل اربع سنوات اتقوا الله ...!!!
و بالرغم من وجود مياه غسيل الفوسفات في لواء الحسا و التي تقدر سنويا بملايين المكعبات و تضخ في الصحراء و بناءا عليها ظهرت لدينا غابة (الطرفاء) و التي أصبحت وكرا للمجرمين بالاضافه الى الضباع و الوحوش و عدم استغلالها بإهمال بيئي و أجتماعي و أقتصادي ..فالمواطن يدرك مأساة ان لا أحد يكترث ...
وعودة على المشاريع الأستثمارية فقد تم بناء مصنع للالبسة و تم تدريب سيدات على حساب التدريب المهني على حياكة الملابس ومن ثم سحب المستثمر المحلي مصنعه و لم يقم أحد بأحتساب أساس التدريب و على أي أساس تم التسويق من عدمه ...وبذلك حطم امال اكثر من مئة سيده وفتاه في احدى أعلى المحافظات رقما في بطالة القطاع النسائي
أما تربية الطفيلة و التي لحق بها عبء مدارس لواء الحسا و التي كان من المفترض ان تتبع تربية البادية الجنوبية ..التي اخذت اسم تربية البادية بدون البدو ....؟؟؟.
أما الجامعه ...والسكن واعضاء الهيئة التدريسية وغيرها ..و تحديات الموازنه و الكادر.. فالقائمون على الحراك ادركوا ان لا تغير سيكون بالصمت و انتظار الاصلاح ..المستحيل ..الذي ياتي هرولة عندما ترفع صوتك عاليا ..وانك اذا كنت صامتا منتظرا محتسبا لن ينوبك شيئ...؟؟.في ظل تقلب نفس الوجوه و عدم و جود سياسة واضحه ...؟؟
ولكن لنضع بعض النقاط على الحروف لان الطفيلة تستحق منا ان نتحدث بصراحه و جرأة قد تكون مؤلمة للبعض و لكن لابد منها ...فمن الاقل حظا الى الاتعس نصيبا في مخصصات الدولة و لن نتحدث عن زيارتين للطفيلة بدون أي هبات و مساعدات دونا عن كل المحافظات ..وحتى صندوق تنمية الطفيلة لن يكون الحل الذي سيلبي مطلب الطفايلة لانه سيدار و يوجه من قبل شلة الطفيلة المعروفة و التي استنزفت كل المشاريع و عصرتها لصالحها الخاص و الثمن هو... منسف ...ودائرة مغلقة ...يحيطون بها صانع القرار ..وإذا كان هناك شخص يراجع مشاريع الطفيلة و الجدوى الاقتصادية من كيفية توجيهها سيعلم أي مأساه لحقت بأبناء الطفيلة ...فلا زال متخذ القرار سواء من المخابرات أو من المحافظة يعتمد على بضعة موظفين من عدة سنوات أدوا الى تردي أوضاع المحافظة و لعل قراءة صغيرة للمجالس الاستشارية ...توضح الكثير ...
..فأننا نخاطب بهذا السقف جلالة الملك الذي ترجل دائما ليجلس بين أبناء شعبه..على الأقل لمحاسبة المقصرين و انصاف الوطن ..
حراك الطفيلة بدون سقف ..لانه تحدث بعد أن أدرك أن الجوع و الأهمال مصير ابنائهم ...فمنح الشركات ما هي الا (حسنه صغيرة مزاجية و متردية ) للمحافظة بعض اطنان من الاسمنت و قليل من المعونات في رمضان ...متجاهلين أن أكبر شركتين في الأردن موجوده في الطفيلة و باديتها ...
فالحراك بدون سقف ...وسيبقى بدون سقف الا ما رحم ربي..