من الأخبار البارزة يوم أمس, التي يفترض أن تكون قد "برزت" أكثر اليوم, أن رجلاً كندياً ابتلع ماسة باهظة الثمن في أحد محال المجوهرات, وقد ألقي القبض عليه ووضع في زنزانة بلا مرحاض بانتظار أن تخرج الجوهرة.
تقول الجهات الأمنية ان الإدانة النهائية للرجل لا يمكن ان تكون إلا بعد خروج الجوهرة وفحصها والتيقن منها, وهذا ما يجعل الرجل في معضلة من نوع خاص, ذلك أن أداء مؤخرته سيحدد مصيره, ورغم انه اعترف بفعل بلع الجوهرة لكن هذا الاعتراف لا قيمة له ولا بد من إثبات الواقعة وتوفر الدليل المادي.
إنه وقت عصيب يمر به الرجل, فهو عندما ابتلع الجوهرة كان يظن أنه سيحقق انفراجاً في وضعه المالي, ولهذا فإن خروج الجوهرة كان سيشكل حدثاً مالياً هاماً قد يؤسس لبحث في "اقتصاديات التغوط", ولكنه اليوم يقف حائراً بين انتظار خروجها باعتباره حدثاً ذا وجهين: فهو سيمكنه من الخلاص من هذا النوع من السجن, غير أنه في الوقت ذاته سيشكل دليلاً على إدانته كبالع جوهرة مسروقة.
لكن بأي اتجاه ستتأثر قيمة الجوهرة? هذا بحث اقتصادي آخر. فهي قد تتأثر سلبياً في حالة وقوعها بين أيدي متعففين باعتبارها الجوهرة التي كانت في مؤخرة رجل, بينما قد تتأثر إيجابياً إذا وجدت من الدعاية الكافية باعتبارها الجوهرة الوحيدة التي مرت بهذه التجربة. أما الرجل ذاته, فقد تتاح له الفرصة لأن يصبح صاحب المؤخرة التي تبيض جواهر.
قد يحتج قارئ هذا المقال على محاولتي إقحام التحليل الاقتصادي على حادثة ضحلة الدلالات, غير أن عذري أن مسارات الحالة الاقتصادية في البلد تجبرنا اليوم على البحث عن حلول ابداعية.
العرب اليوم