الموظف الذي يرى مسؤوليه خارج الرقابة والمساءلة تلقائيا تنتفي لديه هذه الرقابة.

والفاسد غالبا ما يستمد فساده ممن هم اعلى مرتبة منه حتى يصبح الفساد ماكنة تفريخ.

الانسان الذي حرمته الحكومات من الشعور بانسانيته يتلذذ كما هي الحكومات بحرمان من هم اضعف منه في هذه الحياة.

من يحتاج الى الحنان والرعاية لا يستحق العقاب، فالذي يتقاضى راتبا في دور الرعاية وماتت انسانيته يجب عليه ان يراعي الوظيفة التي وجد فيها.

لا اعتقد ان العاملين في دور الرعاية يتلقون دورات رسمية لعقاب المعاقين بل انهم يتلقون تعليمات من قبل مسؤوليهم، فلولا لطف الخالق بهم لكانوا جميعا من فئة المعاقين، وما ادراك قد يكونون مستقبلا وبحالات اصعب من حالاتهم، وما شاهدناه في دور رعاية المعاقين مسلسل متكرر باختلاف الاشخاص والوجوه القائمة عليها والفاعلة.

قبل ستة عشر عاما حدثت قضية مشابهة عندما زار الملك الراحل الحسين دور الرعاية حدثت فيها افعال مشابهة سلط عليها الاعلام الضوء ولكن يبدو اننا في الاردن لا نعتبر ولا نتعظ لان العقاب غير فعال والرقابة غير موجودة والمتابعة مفقودة.

هل استمد هؤلاء الموظفون تمردهم على الناس من بعض المسؤولين؟ وهل هم امتداد لسياسات مسؤولين ينظرون للمواطن وكأنه درجة عاشرة وهم درجة اولى؟ وهل عدمية الاحساس من ميزات من يتولون القيادة في مؤسساتنا ومن خلال هؤلاء استمدت مشرفات دور الرعاية هذه الخاصية في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.

هل هؤلاء المسؤولون يعتبرون المواطن فاقدا للاحساس والشعور ويتعاملون بنظرة دونية.

تذكرت مواقف بعض مسؤولينا من خلال رواية تاريخية ذكرها لي احد الاشخاص الذين شاركوا في الزمن الماضي في المسيرات والمظاهرات وقيل له اليس عيبا عليك وكان نائبا في ذلك الوقت ان تقود مظاهرات عناصرها من الزبالين والعتالين وهذه الرواية اربطها مع ما اطلق من اوصاف على بعض المشاركين في الحراك بانهم من اصحاب الاسبقيات الجرمية ومثيري شغب.

اننا بحاجة الى تغيير والتغيير المطلوب هو استبدال واقع مرير نعيشه من خلال نمط لا يؤمن بانسانية الانسان بنمط بشري يدعو للخير واعتقد ان من تمت صناعتهم ليكونوا شريرين سنعدم الخير فيهم وهو معدوم فعلا فأي خير لدينا ونحن نتعامل بسادية سواء كقيادات حكومية او كموظفين في مراكز للرعاية.

الدستور