رجال "المولينكس": لخلطة جاهزة لصناعة نفس "الابطال" لكل زمان ومكان !
رجال "المهمات الصعبه" عندنا في محياهم وبعد مماتهم هم الوحيدون "المنتمون" القادرون فقط على انقاذ البلد مما فيه بغض النظر عن اختلاف خبراتهم وشهاداتهم ودراساتهم وبغض النظر عن نوع المشكله والمعضله ايا كان شأنها وعظم أمرها. هم فقط السوبرمان والمهدي المنتظر لانقاذ الوطن والشعب مما فيه من أخطار وتحديات وتهديدات! نفس الوجوه في دوائر مختلفه وفترات متفاوته تعود الينا من جديد! فمهما تقدم سنهم فصبغة الشعر بشتى الوانها جاهزه والختم طبعا في مكانه والمضمون ... مضمون! اما الباقون, الذين يدفعون ثمن "انجازات" الابطال, ما بنفعوا ومش قدها وقدود!
لم أسمع يوما بأن هنالك دواء ما قادر للتصدي لجميع الامراض والاعراض, ولا بدواء يورث ولا تنتهي مدة صلاحيته وبنفس الوقت يزهد ثمنه من منظور مستهلكيه والمرغمين على تجرعه. أدوية فعّاله ومتجدده ومتكيفه ومتملقه ومتلونه, تتلون بسرعة البرق بما يتناسب مع لون صبغة شعرهم وبنفس الطلة ونفس الابتسامة أو الكشرة! فميزة رجال الخلطات السريعه بأنهم سريعو الذوبان, يستطيعون بحمدالله, واللهم لا حسد, أن يجابهوا المشكلات الاجتماعيه والاقتصاديه والتعليميه والصحيه والسياسية ... بس انت اختار المشكلة وهم قدها وقدود! فلنحمد الله الان على هذه النعمه ولكننا لا ندعو بعدم ازالتها من الدوام!
"مولينكس" فخر الصناعة الاردنيه": لماذا وكيف؟!
لو جلست مع نفسك للحظة وتسألت, من هو الرمز الوطني لدّي اليوم؟؟ لن تجده أو تجديه! ولن تجدون "الحل" الاّ بالعودة الى الماضي والماضي البعيد كمان! للتغني والتباكي على حد سواء بناء على مزاجك في تلك اللحظه! ف عمر العبدلات "ملين" من تاريخم وصولاتهم وحسن صنعهم و افعالهم, ولو اقترن مصدر رزقه "لرجال الرجال اليوم" لذاق الامرين وانضم الى محتجي البوتاس والمعلمين هاتفا "أريد حلا .. أريد رمزا اتغنى به"!
ان السبب الرئيسي لوجود "رجال المولينكس" يعود الى عدة اسباب أهمها:
1. سياسة الاقصاء والانتقاء المتبعة منذ عقود, فاصبح الشعب مغيب وفاقد للثقه فيهم وبنفسه, واصبح بدل ان يفكر بان يصبح صاحب قرار مثلهم يوما ما, اصبح يؤيد هذا على حساب هذا من داخل النظام ونفس الدائرة المحرمة
2. عدم ثقة أصحاب القرار بالشعب, فالفهمان منهم يعد خطرا, والوطني يعد مصدر تهديد, والمثقف وجع راس! ومن هنا, "المنتمي حسب اعرافهم, هو الذي ينتمي لفكرهم ومخططهم لا لوطنه ولترابه وتاريخه. الشعب دوره يصبح مهم فقط عند وجود ازمه ما او للتصفيق لهاظ او هاظ!
3. تفعيل سياسة الخوف من المستقبل والهز بسياسة العصا المخفيه حتى يبقى المواطن بحاجة لهم للبقاء لا اكثر! وصب اهتمام المواطن على الذود عن لقمة عيشة لا اكثر الى اخر رمق. فيصبح الاقتصاد همه الاول والاخير والسياسة بلا منها ... وسيبك منها...
اعطي الخبز لخبازو ولو اكل ثلاث ارباعو... أين فايز الطراونه وعبداله الخطيب من المعادلات السابقة؟
بخلطة ما يتحول بقدرة قادر من مستشار اقتصادي الى استراتيجي وسياسي ومعلم في فقه المفاوضات والسلام وبخلطة اخرى اصبح عراب الديموقراطيه والساسات الداخليه وراعيها, والاخر بكبسة ما اصبح وزيرا للسياسة الخارجيه وبكبسة اخرى على الخلاط أصبح ابو الاقتصاد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والان من السياسة الخارجيه الى السياسة الداخليه وبنفخه وبدون حتى كبسة زر على الخلاط! انظروا رعاكم الله الى اقتصادنا واحوالنا وديموقرطيتنا اليوم ... والباقي عنكم.
يؤلمنا جدا هذا النسق والسخط والغط من السياسات وهذا التجاهل التام والثقة المفقودة بشباب ورجال هذه الامه الذين لا يقلون عنهم وطنيه وانتماء. كفانا الدفاع بانه "والله رجل نظيف" وغيرو من الكلام, فهذا ليس المراد بغض النظر عن مدى صحّته, اذ علينا الارتقاء بانفسنا الى خطاب اكبر نضوجا يتناول كرامة المواطن وقدراته وامكانياته وحقه في التفاعل والمشاركه والتأثير. فالانتماء ليس محصور بالسوبرمان المصنّع والمغلف بعضوية واشتراك بل مجانا مفتوحا للجميع, يحق لكل منهم حق الدفاع والمشاركة بالمنافسة المبنيه على حب الوطن والعلم والمثابرة. فالخطيب في النهاية منهم وفيهم, بل "خلطة معتدلة" كما يراها البعض ومن هنا تكمن شهرته! ومن هنا ايضا نتسائل, هل لو راى اعوجاجا بالمستقبل سيقومه على الملأ؟ بالتأكيد لا ... لانه باختصار كونه معتدل لا يعني انه "مش منهم وفيهم".
لماذا رموزنا الوطنيه مقصوره على الأشخاص الذين تبؤوا المناصب فقط؟!!
ماذا عن فلاحنا؟ ماذا عن معلمنا؟ ماذا عن رياضيونا؟ ماذا عن المواطن البسيط؟ لماذا بالكاد نعرف احد منهم الا في جلساتنا والهز واللمز وليس في اعلامنا ومناهجنا وتاريخنا المكتوب؟! لماذا رموزنا يجب ان تشمل ممن هم رتبة وزير فما فوق او لواء فما فوق ومن رتبة العميد فما تحت فهم "مش نافعين “enough”
اللهث وراء الابطال: عون الخصاونة ... "بطل" ما شفش وما عملش حاجه!
احد الاسباب الرئيسية وراء لهث البعض وراء "بطولة" الخصاونه هو الفراغ شخصية "القيادي والبطل" الذي نعيشه اليوم. وعليه نبحث عن "اكشن" وحركات تحرك مشارعنا.. للاسف لقد وصلنا الى هذا المستوى من السذاجه! بمجرد انه قدمها من تركيا وبدون ما نعرف كيف ولماذا, أصبح عندهم "بطل"! يعني ماذا لو قدمها من عمان مثلا؟ ماذا لو سد المديونيه مثلا؟ ماذا لو قضى على الفقر مثلا؟ ماذا لو حرر شروال اسير في المعتقلات الاسرائيليه متلا؟ ماذا فعلتم؟؟! ببساطة وظيفة الحكومه الحاليه, هي اتمام عملية تنفيذ للقرارااااات التي قامت باتخاذها الحموكة السابقه وعليه اين البطوله في هذه الحكومة او تلك؟ وكما قلت سابقا لقد اخطأ الخصاونه كونه انتفض "لكرامته" و"ولايته العامه" ولم ينتفض لكرمة وولاية المواطن!!
اني ابحث عن بطل: كلكم ابطال ... كلكم أفضل منهم!
بالاختصار, لا يصح الا الصحيح, اليوم اصبح المولينكس صناعات من اروربا واسيا وافريقيا واميركا وغيرها, "ميت" كبسة وكبسة و"ميت" خلطة وخلطة" وبعديها "ميت" جلطة وجلطة كون اننا لا نعرف اليد التي تكبسها وما الخلطة الرجوه منها كوننا للاسف نحن فقط من يتذوقها رغما عن انوفنا. الان, قد حان الوقت بأن نقول "لن اتذوق ما يخلطة الاخرون" لانو "ما بخلط الخلطه الا اصحابها" ومن مكوناتنا ومقاديرنا وحسب الاصول والاعراف التي تمليه عليه وطنيتنا وطموحاتنا بالكيفية والكمية التي نراها نحن فقط ... كافيه وناجعة و "لذيذه".
Dr_waleedd@yahoo.com