عمون - نوفل ابو سبيتان - رغم قربها من العاصمة عمان، وتمتعها بمعالم سياحية متميزة، فإن ذلك لم يشفع لها في جذب الاستثمارات التي تحسن المستوى المعيشي لمواطنيها، بل أدى قربها إلى حرمانها من إقامة بعض المشاريع والإدارات الحكومية، بحجة أن مواطني المدينة يمكنهم الحصول على هذه الخدمة من العاصمة.

يقطن قصبة مادبا حوالي 100 ألف نسمة، وتبلغ نسبة البطالة في صفوف فتيات المحافظة 35 %، وهي الأعلى على مستوى محافظات المملكة، والثالثة في نسبة البطالة للشباب بعامة، وفق آخر دراسة لدائرة الإحصاءات العامة.

مؤشر يستحق من السلطات التوقف عنده، وإعطاء المدينة الأولوية بدعمها بالمشاريع الإنتاجية والريادية، وتوفير فرص العمل لأبنائها.

قطاع التربية، الذي يعد الأكبر من حيث تامين فرص العمل، لم يمنح قصبة مادبا إلا القليل من الوظائف مقارنة بباقي المناطق.

رئيس غرفة تجارة مادبا بالوكالة سليمان المعايعه، قال إن المسجلين في الغرفة حوالي 3000 محل، رخّص منها 2200 فيما بقي حوالي 800 محل نصفها مغلق والآخر في طريقه للإغلاق، لعدم مقدرة أصحابها تسديد الالتزامات المالية.

وعلل ذلك إلى قانون المالكين والمستأجرين، الذي أصبح يشكل هاجسا وعبئا على التجار، إضافة إلى المشروع السياحي، الذي حول أسواق مادبا القديمة إلى مناطق سياحية ذات شوارع ضيقة، تخلو من مواقف للسيارات، مما دفع أهالي المدينة إلى التوجه لأسواق خارجية لقضاء حاجاتهم، إضافة لانخفاض دخول المواطنين.

عوني حمارنه عضو الغرفة التجارية، طالب إدارة السير بالتواجد في المواقع الرئيسة للأسواق، لتسهيل حركة المرور لما لذلك من تأثير على الحركة التجارية، كما طالب بلدية مادبا بإيجاد مواقف للسيارات.

المواطن محمود الطرمان، قال إن قصبة مادبا تعاني من نسبة بطالة عالية، وبخاصة الإناث اللواتي حرمن من من التعيين في وزارة التربية ، وذلك بملء الشواغر بالنقل الخارجي.

محمد القيسي البالغ من العمر 40 عاما، والعاطل عن العمل، قال انه طرق أبوابا عدة للحصول على وظيفة، وكان يواجه بالرفض أو بتدني الأجر.

أما فاطمة الحاصلة على بكالوريوس اقتصاد عام 2004، قالت إنها كلفت والدها 10 آلاف دينار على حساب معيشة إخوتها، وتنتظر التعيين لكي تتمكن من مساعدة أسرتها أو أن يكون ذلك سببا في زواجها.

المواطن محمد نهار الوخيان، أشار إلى انعدام المشاريع التنموية والخدمية في مناطق الفيصلية وماعين وجرينة موضحا أن المنح الخارجية والخطط الحكومية تركز على وسط المدينة ، مطالبا تحويل منطقته إلى لواء.

عبد الوهاب، مصري الجنسية، صاحب مصنع خياطة قال إنه يعمل لديه 40 شخصا، نصفهم من الوافدين.

المهندس غسان خريسات رئيس بلدية مادبا، قال إن البلدية شريك استراتيجي ورئيسي في مجال تحقيق التنمية، من خلال دورها، الذي يقوم على تامين خدمات البنية التحتية الضرورية، التي تشجع الاستثمار، مضيفا أن البلدية ومساهمة منها في التخلص من ثقافة العيب، صرفت علاوة إضافية، لأبناء المدينة لمن يرغب بالعمل بوظيفة عامل وطن.

وأقر خريسات، بان المشروع السياحي تسبب بحالة إرباك مروري، مبينا أن البلدية تقوم مع الجهات المختصة بإعادة دراسة الواقع المروري للمدينة ، لينعكس إيجابا على المواطنين والتجار، مشيرا إلى صعوبة تامين مواقف للسيارات، لوصول المدينة إلى حالة الإشباع العمراني.

مدير عمل مادبا ابراهيم القهيوي، أكد أن عدد الباحثين عن العمل منذ بداية العام بلغ 440، جرى تامين عمل لهم جميعا في القطاع الخاص، استمر منهم 125 شخصا.

وبين أن أسباب عدم الثبات في العمل، يعود إلى قلة الأجور التي لا تتناسب مع الواقع الاقتصادي، ولقلة الخبرة لهؤلاء الأشخاص، إضافة إلى ساعات العمل الطويلة.

وأوضح أن خمس من المنشئات الصناعية أغلقت في مادبا ، وبقي 12 ، يعمل بها 700 شخص تشكل الفتيات ما نسبته 9 بالمئة.

القطاع السياحي ليس أفضل حالا من التجاري، فقد أفادت إحصائيات وزارة السياحة، بأن الحركة السياحية في المدينة انخفضت إلى النصف بالرغم من وجود 46 موقعا سياحيا واثريا، منها موقعان للحج المسيحي.

إذ أكد عدد من أصحاب محلات التحف الشرقية، أن محالهم مهددة بالإغلاق لأنها أصبحت غير قادرة على الوفاء بالتزاماتهم المالية، موضحين أن انعدام حركة البيع لديهم، يعود إلى قيام بعض الأشخاص المتنفيذين، بشراء المجموعات السياحية من أصحاب المكاتب وإرسال المجموعات إلى محلات خاصة بهم لشراء حاجاتهم، إضافة إلى قيام بعض التجار، بعرض خريطة الفسيفساء في محالهم وتقديم شرح للسائح عنها بدلا من ذهابه إلى موقع الخارطة في الكنيسة.

وطالبوا بإغلاق مكتب سياحة مادبا لعجزه عن حل مشاكلهم ومتابعة قضاياهم.

وقال نضال منصور، صاحب احد المحلات، إنه لجأ إلى الاقتراض من البنوك لكي يتمكن من دفع إجارة محله، فيما قالت رحاب الرواحنة إنها لم تبع منذ خمسة أيام.

مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني، أكد أن وزارة السياحة والآثار تعمل باستمرار على إعداد البرامج واللقاءات مع وكلاء السياحة لتنشيط الحركة في المدينة، مطالبا بإعادة النظر بالبرامج التقليدية، المعدة لزيارة مادبا ، بحيث يتضمن أكبر عدد ممكن من المواقع السياحية والدينية، وأن تكون مادبا مقرا وليس ممرا، نافيا اتهامات التجار ضعف دور المديرية في متابعة قضايا القطاع.