رم طارق الناصر على الرينبو السبت
16-05-2012 11:58 AM
عمون - يقدم الفنان الكبير طارق الناصر وفرقته الاشهر "رم" عرضاً أخاذاً عند الساعة الثامنة من مساء السبت على مسرح الرينبو بجبل عمان.
وكتبت الزميلة سارة القضاة قطعة تليق بالفرقة في الراي تقول فيها:
يباغتك ربيع عمان في واحد من اجمل شوارعه، نزولا من الدوار الأول لتحتضنك أزقة شارع الرينبو في قلب جبل عمان، ذاك الشارع القديم الحديث، الذي يضم في أطرافه بيوتا قديمة ومقاهيٍ حديثة، ومسرحا كان دار للسينما صبغ الشارع باسمه.
ما أن تلج المكان، مساء يوم سبت، حتى تبدأ عيناك البحث عن مكان تركن فيه سيارتك في شارع اختلطت على أرضه المرصوفة أقدام الناس بعجلات السيارات، وتناثرت الأضواء القادمة من التنوع الثقافي الذي يحمله الشارع، وبعد رحلة البحث هذه تنزل وعيناك على دار السينما، التي صارت اليوم مسرحا، والجالسة على خاصرة المكان حتى تمشى إليها لتنصهر مع الطاقة الهائلة التي يحملها الشارع.
وهناك يبدأ العرض!
على خشبة مسرح الرينبو تصعد مجموعة رم ومؤسسها المؤلف الموسيقي طارق الناصر، وأمام الخشبة جمهور يفترش الكراسي والأرض، شباب وشابات، رجال ونساء من كافة الأعمار، متعطشون لسماع الموسيقى العمانية الخالصة.
والعرض الموسيقي إضافة إلى جماله، يشكل حالة ثقافية اجتماعية تعد من اهم الخطوات في نبض هذا الشارع، إذ أن هذه المبادرة التي قام بها طارق الناصر بدعم خاص من مسرح الرينبو ومديره جمال الطاهر تعمل على تعزيز ثقافة الموسيقى الخالصة لدى المجتمع الأردني، بحيث يصبح في أجندتنا الأسبوعية يوم محدد نعرف جميعا ان فيه عرضا موسيقيا سيقام في نفس المكان والزمان في ربيع وصيف عمان، هو عرض «بلدي» الموسيقي.
«بلدي يا نبع النور سلسال
يسقي الفكرة للأجيال
بلدي يا لقمة عيش يا حلال
ع الأكالة
و ع الأكال»
.. يحمل العرض الموسيقي من اسمه الكثير.. ففيه مقطوعات موسيقية روحانية، وأخرى ولدت في نفس الشارع وانطلقت منه، كما أنها عروض تفتح ذراعيها للطاقات الفنية والموسيقية المحلية والعربية لتحتضنهم في هذا المشروع المميز.
ويؤكد طارق الناصر أن أهمية وجود عرض كهذا على مسرح الرينبو تتأتى من فكرة أن على شارع الرينبو أن يكون «رافدا ثقافيا، والا يكون مجرد مطاعم ومقاهٍي يرتادها الشباب للتسلية». ويرى الناصر أن عرضا موسيقيا أسبوعيا أو شهريا لأي موسيقي اردني هو حاجة ضرورية للتواصل الموسيقي مع جمهوره، إضافة إلى حث الناس على المواظبة على ارتياد الحفلات الموسيقية.
ويضيف الناصر «يترتب على مجموعة رم استحقاق تجاه جمهورها، يتمثل بالتواصل المكثف والدوري، وهذا العرض هو انسب طريقة للتواصل مع الجمهور». ويقول الناصر «لقائي مع جمال الطاهر مدير المسرح، وهو احد مؤسسي أوائل الفرق الموسيقية في العالم العربي فرقة «ميراج»، في هذا النشاط هو استكمال لواجبنا من ناحية التواصل مع الجمهور».
كما أن هذا النوع من العروض يشكل أهمية كبرى للسياحة الأردنية، فحين يأتيك ضيف من الخارج أو سائح إلى الأردن، تعرف مسبقا ان هناك أمسية موسيقية يمكنك ان تصحب اليها الزائرين، ليتعرفوا بشكل افضل على المكونات الثقافية للمكان العماني
ولأن الفنون والموسيقى تشكل فرقا في حياة الإنسان، وتجعل منه شخصا مختلفا ومنتجا، اختار الناصر يوم السبت زمنا لعرضه، بحيث يبدأ أسبوعه ويومه الأول في العمل بعد قضاء أمسية في حضرة موسيقى تغنيه فنيا وثقافيا وروحانيا، وتعطيه دافعا ليبدأ أسبوعه بتفاؤل ونشاط.
وبالعودة إلى عنوان العرض «بلدي».. تركز كثيرا وأنت تسمع المقطوعات الموسيقية، فتجد أنها مزيج لمعان متعددة تحت مسمى واحد «بلدي» وليس «وطني»، فالموسيقى الروحانية وتلك الصوفية التي يحملها العرض هي بلد أسافر إليه لأبني فيه عالمي الخاص، وأعيش حلمي واكتب نصي، والثيمة التي تحمل عبق التراب هي بلدي، وهناك السمن البلدي والبندورة البلدية، وهناك المسرح وشارعه، وأيضا هناك بلدي.. وطني وعلمي وارضي وأهلي.
وفي ظل الربيع العربي، وفي هذا الوقت الذي نشهد فيه تحولات واستحقاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، كان لا بد على الناصر وفريقه ان يختاروا هذا الاسم عنوانا لعروضهم.. فأن تحافظ على بلدك في خضم كل ما يحدث وان توليها العناية وتعزف وتغني لها هو بلسم للجراح وريشة ترسم خطوطا لمستقبل نرى فيه أحلامنا.
وبانتهاء العرض الموسيقي الذي يشارف على الساعتين مساء كل سبت، تبدأ الحالة، فما ان تنتهي من سماع الموسيقى حتى تعتمل في عقلك أفكار ورغبات جامحة في تعزيز هذه الحالة وتطويرها ونشرها، لتتحول من حالة خاصة إلى حالة عامة، تألفها شوارع المدينة، ويعتاد ارتيادها سكانها.
عروض طارق الناصر ومجموعته رم ستتوقف خلال شهر نيسان، لتعاود من جديد حضورها المستمر والدوري بعبق الربيع ونسيم الصيف، اللذان يأتيان ونحن في امس الحاجة لاستنشاقهما.