كأنك يا بوتاس لست منا ولا نحن منك , ولا حتى العاملين فيك هم ابناء وطن, حتى دماء من ماتوا فيك - كي تنهضي وتُزهري للوطن حتى يتمدد من تمدد بخيرك عرضا وطولا - ليسوا ابناء وطن. لله در هذا الزمان اسابيع تمضي وقد يطول الامر, وملايين تهوي وقد يزيد الهدر, ولا من يحرك ساكنا فيك يا حكومة او ينتصر.كأنك يا وطن صرت مسلوب الارادة ,فلا صهوة جواد يمتطيها فارسا ولا حتى الخيل مسموع صهيلها.

تقول الحكومة على لسان رئيسها حجم المساعدات فقط ثماني عشرة مليونا وهي لا تكاد تكفي شئ ,افلا يكفي ضياع العشرات من ملايين البوتاس حتى الان؟ ام علينا الانتظار حتى الانتحار كي يتحرك فيكم يا صناع القرار بعض فزعة للوطن.

في خيمة الاضراب ما عاد الاضراب من اجل فتات من النقود ,فالكل يشعر بالغبن من تصرف كافة مؤسسات الدولة مع ملف البوتاس .والكل يتسائل الا تستحق البوتاس هذا الشريان الذي غذى وما زال يغذي الوطن ,الا تستحق ام الاقتصاد الاردني ان ننهي قضيتها العادلة وننتصر لها لتدور عجلة الانتاج فيها من جديد. عجيب امرك يا حكومة تدعين ضعفا بالاقتصاد وضيقا بالموازنة وترين ما يُبعثر من ملايين هنا وهناك ولا حراك منك يظهر.

قلنا منذ البداية لا بد من حل للازمة , غير ان الامر قد طال. وربما يعتقد من يريدون تأزما أكثر للازمة أن باطالته سيمل العاملون وينتهي الامر, وقلنا ونعيد للذين يريدون للادارات ان تستقوي على الشعوب, انهم واهمون .إذ كلما طالت الامور زاد العاملون بثباتهم,,,,وربما ان الايام القادمة ستحمل في طياتها تصعيدا على مستوى المناجم كافة , إذ ان الغياب الواضح للدولة بالضغط على الادارة الكندية وما اوجده هذا الغياب من احتقان وغضب لدى الطبقة العاملة في المناجم كافة سيؤدي الى مواجهة قادمة مع كل الفروع في نقابة المناجم والتعدين,, حتى وإن إدعى رئيس نقابة المناجم والتعدين غير ذلك لان الامر برمته خرج عن سيطرته.

أيها العالمون بخفايا الامور ,, ايها العقلاء يا من للوطن في وجدانكم بعض نصيب , هل علينا الانتظار اكثر حتى تحل الكارثة بالجميع, البوتاس وعمالها الطيبون يستغيثون بكل شريف وقد أقسموا ان يدافعوا عن لقمة عيش ابناءهم وإن الامر جد خطير فهل تنزلون من بروجكم العاجية الى الواقع فتصلحوا الامر قبل ان تختلط الامور اكثر,

مطالب العاملين في شركة البوتاس عادلة ويستحقونها بلا تمنن من احد وهم فزعة هذا الوطن ,وإن عتبوا على أحد فعلى قدر المحبة, وإن قصّر أولي القربى إلا انه ما زال هناك بعض وقت لتصحيح الامور.

فالى متى الصمت