facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معوقون بلا رحمة: بقلم اسامة البيطار


15-05-2012 05:49 PM

عمون - التقرير الذي شاهده أمس ملايين المشاهدين على شاشة "البي بي سي العربية" عن حال بعض مراكز التأهيل الخاصة بالمعوقين في الاردن يضعنا امام مسؤولياتنا الانسانية والاخلاقية و القانونية ، ولا ابالغ ان قلت ان من شاهد هذا التقرير ولم يذرف الدمع على طريقة التعامل اللانسانية للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل المشرفين غير المؤهلين و عديمي الاحساس بعظم الافعال التي يمارسونها بمواجهة من لا يملك الحول ولا القوة وكتب الله عليه ان يكون معوقا دون اي سبب منه فجاء من يعاقبه على "خلقته" وتخلفه بلا رحمة او انسانية لا يكون انساناً متوازناً او في قلبه رحمة و شفقة.
في قراءة رسالة الملك القاسية و المعبرة للحكومة وتحديداً بتحويل كل متورط في الاساءة او الاهمال للقضاء فاننا نقول انه و رغم الاعلان الخاص بحقوق المعوقين و الذي وقع عليه الاردن و كذلك مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان و العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الانسان واعلان حقوق الطفل والاعلان الخاص بحقوق المتخلفين عقلياً والذي استلهم المشرع الاردني واصدر قانون رعاية المعوقين لسنة 1989 و قانو حقوق الاشخاص المعوقين لسنة 2007 ، الا ان القوانين العقابية ذات العلاقة ومنها قانون العقوبات الاردني لا تنسجم مطلقأ مع مضمون وغايات هذه المواثيق الدولية و القوانين المحلية و بحاجة للتعديل بما يتناسب حاجة و تطورات المجتمع الاردني ، حول ضرورة التعديل و التنصيص لسن نصوص وتشريعات خاصة للجرائم الجديدة لم يكن يعرفها المشرع سابقاً و طرأت نتيجة للظروف الاجتماعية و السياسية ، فالمتورطين بمثل هذه التجاوزات والتي ترقى لمستوى الجريمة للاعتداء الجسماني او النفسي على الاطفال المعوقين و في حال ثبوتها عليهم من الناحية القانونية قد يطبق عليهم نصوص في قانون العقوبات "وفي أضيق الحالات" المواد 289 و 290 من قانون العقوبات الاردني لسنة 1960و التي جاء فيها :-
كل من ترك قاصراً لم يكمل الخامسة عشرة من عمره دون سبب مشروع او معقول ويؤدي الى تعريض حياته للخطر ، او على وجه يحتمل ان يسبب ضررا مستديماً لصحته يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنة . "
وهذا وحده لا يكفي اذا نظرنا للامر من زوايا اثباتية عديدة لوجدنا قصراً في التشريع و عجزاًً في القانون.

نحن في الاردن "بلشنا" بالسياسة وهمومها و بالحراك الشعبي و الربيع العربي ونسينا او تناسينا ما هو اعمق تأثيراً في حياتنا وهم اطفالنا و مستقبلهم وان كانوا مصنفين بدائرة الاعاقة الجسدية او العقلية ، واختار الجميع ان يتصدر مشهد الحراك السياسي و التنظير دون الالتفات الى ما هو اهم واكثر خطورة على مستقبلنا ومستقبل هذه الفئة المظلومة ، وها نحن الان في مرمى النار فلا سياحة علاجية باتت مصدر فخر لنا ولا مؤسسات تعليمية يعلم من يعلم حالها المتردي اليوم .
ربيعنا الاردني يجب ان يتركز على اعادة هيكلة الدولة القانوني و التشريعي و اعادة النظر بمستوى الانحطاط " التجاري " الذي وصل بهذه المؤسسات التربوية الصحية التي تسيئ لانجازات الاردن .
في الدول التي نحب ان نتباهى بها تستقيل الحكومة فوراً اذا نشر مثل هذا التقرير "المخزي" لسمعة بلدنا وتتحمل كامل المسؤلية الاخلاقية عن مثل هذا التقصير وتقوم الدنيا و لا تقعد عن سوء معاملة الاطفال خاصة المعوقين الا اننا مطالبين في ظل حكومات "شهرية " ان نصبر على هذه الحكومة وان لا نطالبها بالاستقالة بل بأخذ اجراءات فورية و حاسمة .
ولا بد للوزارة المعنية من تفعيل حقيقي وجاد لقانون رعاية المعوقين وقانون حقوق الاشخاص المعوقين ، و للمراكز ان تدرك انه في الاعلان الدولي الخاص بحقوق المعوقين أن للمعوق حق أصيل في أن تحترم كرامته الإنسانية وله ذات الحقوق الأساسية التي تكون لمواطنيه الذين هم في سنه، وان له الحق في العلاج الطبي والنفسي والوظيفي وفي التأهيل الطبي والاجتماعي، وفي التعليم، وفي التدريب والتأهيل المهنيين، وفي المساعدة، والمشورة، وفي خدمات التوظيف وغيرها من الخدمات التي تمكنه من إنماء قدراته ومهاراته إلي أقصي الحدود وتعجل بعملية إدماجه أو إعادة إدماجه في المجتمع وله الحق حسب قدرته في الحصول علي عمل والاحتفاظ به أو في مزاولة مهنة مفيدة وانه اذا حتمت الضرورة أن يبقي المعوق في مؤسسة متخصصة، يجب أن تكون بيئة هذه المؤسسة وظروف الحياة فيها علي أقرب ما يستطاع من بيئة وظروف الحياة العادية للأشخاص الذين هم في سنه.

انني ادعو وزير التنمية الاجتماعية "الجديد القديم" باغلاق هذه المؤسسات فورا و تحويل او توزيع مرتاديها من ذوي الاحتياجات الخاصة على مراكز اخرى وعلى حساب الحكومة و بذات الوقت الاخذ برسالة جلالة الملك نصاً و هدياً بمراجعة التشريعات التي تحكم عمل هذه المؤسسات وتعديلها بما يتناسب و المعايير الدولية وان لا يتم توظيف الا المشرفين المتخصصين وفق معايير عالية في المهنية وان يتم وضع كاميرات واجهزة رقابة في الغرف الصفية تتم مراجعتها من قبل لجان متخصصة بالوزارة بالتوازي مع قيام الحكومة بتعديل التشريعات ذات العلاقة لتتناسب مع حاجات هذه الفئة المظلومة .
واخيراً ، نقرأ في تاريخنا العربي أن الخليفة عمر بن عبد العزيز عمل على إحصاء عدد المعوقين في الدولة الإسلامية ، ووضع الإمام أبو حنيفة تشريعاً يقضي بأن بيت مال المسلمين مسئول عن النفقة على المعوقين وبنى الخليفة الوليد بن عبد الملك أول مستشفى للمجذومين عام 88 هـ وأعطى كل مقعد خادماً وكل أعمى قائداً ، و أنشأ المأمون مآوٍ للعميان والنساء العاجزات في بغداد والمدن الكبيرة ، وبنى السلطان قلاوون مستشفى خاص لرعاية المعوقين ، ونحن نرى فظائع اخواتنا المتجلببات باسوأ ما يوصف بالتعذيب و الاسى النفسي على اطفال معوقين ولا اعرف اذا كانوا يعرفون ان تاريخنا سبق الاعلانات الدولية لحقوق المعوقين.





  • 1 ملكاوي 15-05-2012 | 06:39 PM

    لازم يحاسب وزير التنمية الاجتماعية السابق حتى يتعلم الاخرين

  • 2 مواطن 15-05-2012 | 06:58 PM

    مقال رائع ....

  • 3 ام براء 15-05-2012 | 07:15 PM

    نحن والحمدلله سلمنا امور المعاقين للسيده الفاضله امل نحاس لتقدم لاطفالن الذين لا حول لهم ولا قوة الرعايه وتستلم الهبات من الدول الاجنبيه على اسمهم وها هي ثمار جودة هذا الاختيار بدأت تظهر للعيان ومن المحطات الاجنبيه التي اهتمت باطفالنا يبدو اكثر منا لا بارك الله في اليد التي امتدت لتضرب اي طفل لا حول له ولا قوة ولابارك الله بمن يسرق من رزقهم ورزق اهلهم

  • 4 مواطنة 15-05-2012 | 07:47 PM

    الله يجزيك كل الخير على هذا المقال الرائع وانشالله يأخذوا بالمضمون ويطبق فورا

  • 5 ربى ادلبي 15-05-2012 | 08:35 PM

    مقال رائع يجب ان يحاسب كل مسوؤل عن هذه الوحشية في هذا التعامل المخزي و المهين

  • 6 عبد الله 15-05-2012 | 08:48 PM

    لقد أسمعت لو ناديت حيا... ولكن لا حياة لمن تنادي
    مقال رائع ومسؤول

  • 7 الفايدي 15-05-2012 | 10:27 PM

    استاذ اسامة دائما اتابع مقالتك بشغف والحقيقة انك انسان نبيل في زمن يسعى فيه الكثيرون للمصالح الشخصية اوالتسلق على المبادىء ولكن يجب ان يكون هناك امثالك لكي تتوازن الدنيا .
    قال رسول الله(ص):(لا يرحم الله من لا يرحم الناس )فالحنان والرحمة مطلوبة في دين الاسلام في كل شيء ومع كل المخلوقات ,فحقوق الطفل في لاسلام واجبة على والديه اللذين هما الصفحة الاولى في حياته ومن ثم على الدولة التي يجب ان توفر له ما ليس بوسع الاباء تووفيرة من وسائل التعليم والعلاج .
    فاين هي الدولة اين الحكومة اين الوزارة يجب ان تحاسب المشرفات لكي يكونوا عبرة لمن لا يعتبر واننا ما زلنا نملك ضمير .

  • 8 sma 16-05-2012 | 01:04 AM

    مقال رائع ،وحسبنا الله ونعم الوكيل الاعاقة الحقيقيةتكمن في هذه الوحشية في التعامل مع أناس بحاجة لكل ذرة حنان النظرة تجرحهم فكيف بهذا الاسلوب الهمجي !!!! لانقول الا يجب اقالة كل موظفة تعمل في هذه المراكز اين الرحمة؟؟؟؟؟؟حسبي الله ونعم الوكيل هناك مشهد اخروحياةاخرى ويوم يجمع فيه الجميع امام الخالق عزوجل فمن ظلم هنا انصف هناك واذا لم ينصف هؤلاء المعاقين قضاةالارض سينصفهم قاضي السماء

  • 9 أبكى الاردن 16-05-2012 | 03:58 AM

    يا سيدي للمشكله موجوده في المراكز منذ زمن طويل والاستغلال الجنسي موجود بس ممنوع تحكي والاهم انه اغلب اصحاب المراكز عندهم اولاد معوقين تخيل خصوصي المراكز الموجودة في التقرير

  • 10 معاق مظلوم 16-05-2012 | 07:54 AM

    سيدي سمو الامير رعد حفظك الله حقائق يجب ان تعرفها........هناك حنق كبير في اوساط المععوقين على اليو ادارة المجلس الاعلى لشؤون المعوقين وتعامله مع الجمعيات....خصوصا اسلوب الدكتاتورية الذي تمارسه الامين العام

  • 11 كاتب تدخل سريع 16-05-2012 | 02:43 PM

    يعني لازم البي بي سي تيجي وتعمل تقرير تا تصيروا تحكوا وتكتبوا!


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :