ما يحدث ليس مؤلما فقط, بل مخز.
اليوم تدخل النكبة الفلسطينية عامها ال¯ ,64 واليوم يقترب الاسرى الابطال في سجون الاحتلال الاسرائيلي من الشهر في إضرابهم الاسطوري, فماذا سيفعل اليوم الذين تاجروا عبر هذه السنين, وباعونا شعارات الوحدة والمقاومة والاستشهاد, ولا يتفقون على نشاط دعما لهؤلاء الاسرى, ولم يتفقوا على النكبة ايضا.
لجنة حق العودة التي ينضوي في عضويتها جميع احزاب المعارضة وشخصيات مستقلة, وهيئات منظمة, تقيم اليوم نشاطا في مقر حزب الحركة القومية في ذكرى النكبة وتضامنا مع الاسرى.
وحزب الوحدة الشعبية العضو المشارك في لجنة حق العودة, ولا يبعد مقره عن مقر حزب الحركة القومية سوى مئات الامتار, يقيم ايضا وفي التوقيت نفسه نشاطا مماثلا.
والاسلاميون وجماعاتهم في النقابات المهنية, يقيمون ايضا نشاطا في مجمع النقابات وفي التوقيت نفسه.
لتعترف هذه التشكيلات ولجانها التنسيقية بأنها اصبحت خارج الزمن, وخارج الفعل النضالي اليومي, وخارج التمثيل.
ولتعترف ايضا انها تتصارع على منصة, وعلى سماعة في بكب المسيرات, وعلى خبر وصورة في صحيفة او فضائية.
لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة ومنذ الانتخابات النيابية الأخيرة في تشرين الثاني الماضي أصبحت لجنتين, وتجذر هذا الانقسام في الرؤية من الإصلاح المطلوب, وصولا للانقسام على الموقف من الثورات العربية.
الانقسام في لجنة التنسيق لا يخفيه أحد, ولا تخفيه المواقف, فقد ظهر بوضوح أن حزبي جبهة العمل الإسلامي والوحدة الشعبية يقفان في خندق واحد في تنظيم المسيرات والعمل المشترك والتحالف في انتخابات النقابات, بينما تقف الأحزاب الخمسة الأخرى »حشد والشيوعي والبعثين الاشتراكي والتقدمي والحركة القومية« في خندق آخر.
بوضوح تعمل الأحزاب ضد نشاطات بعضها, فقد قاطع الإسلاميون ورفاقهم في حزب الوحدة أكثر من نشاط دعت له لجنة التنسيق مجتمعة, لأن ذلك النشاط لم يكن ضمن أجندتهم الخاصة, كما أن التنسيق مع النقابات المهنية يتم بعيدا عن قرار اللجنة الأم, ويتم في خدمة أنشطة الحزبين.
لكن أن يصل الخلاف بين أحزاب المعارضة إلى الذكرى ال¯ 64 للنكبة الفلسطينية, وأن يصل الى ابطال الامعاء الخاوية, فإن هذا يعني بوضوح أن هذه التشكيلات والهيئات اصبحت خارج الزمن, وخارج فعل التأثير.
بالمحصلة, فإن آخر ما يحتاجه التضامن مع الشعب الفلسطيني هو الانقسام حول الفعاليات والنشاطات الداعمة للقضية الفلسطينية, وبالذات المتعلقة بالنكبة, لكن يبدو أن نكبتنا أكثر في القيادات التي هرمت وهرمت شعاراتها, ولا تزال تتوهم إنها تقود الشارع.
osama.rantesi@alarabalyawm.net
العرب اليوم