عمون - زاد الطلب على الوقود من جانب الدول النامية في مقابل انخفاض هذا الطلب في الدول المتقدمة بنسبة تصل إلى 20% بحلول نهاية الربع الأول من القرن الحالي.

وأوضح الأمين العام لمجلس الطاقة العالمي في لندن كريستوف فراي أن تقارير المجلس تؤكد حدوث نمو كبير في الطلب على قطاعات الشحن والنقل الثقيل والطيران، ما يتطلب الاستمرار في استخدام المشتقات البترولية لتشغيل ما نسبته 80% من وسائل النقل في العالم حتى نهاية النصف الأول من هذا القرن.

وبيَّن فراي،في محاضرته في اللقاء الشهري الثالث لهذا العام في منتدى الفكر العربي، الاسبوع الماضي، الذي أداره الدكتور هشام الخطيب، عضو المنتدى ووزير الطاقة الأسبق في الأردن، إلى أن نظام الطاقة في العالم اليوم يحدد السياق للمستقبل.

ولاحظ أن الأمر يتطلب حوارًا معمقًا بين القادة والحكومات، نظرا لأن زيادة الطلب على وقود وسائل النقل يترتب عليه زيادة في الانبعاثات الكربونية المؤثرة على البيئة.

وتوقع ارتفاع نسبة الانبعاثات الكربونية في قطاع النقل إلى 79 بالمئة عام 2050، ويمكن أن يؤدي تفعيل السياسات من جانب الحكومات والقطاع الخاص إلى تقليل هذا الارتفاع والحد منه لينخفض إلى 16 بالمئة. لكن الأمر يعتمد على سرعة التحرك لمواجهة هذا التحدي الخطير لتطوير تكنولوجيا خفض انبعاثات الكربون في نُظم الوقود.

وحول موارد الطاقة في العالم، تبيّن مسوحات مجلس الطاقة العالمي لعام 2010 موارد الصخر الزيتي بحوالي 4.8 تريليون برميل من النفط الخام، مع زيادة في الاحتياطات النفطية العالمية وصلت إلى 17% بين عامي 1987-2007، ويُقدر ما نسبته 77 بالمئة من الموارد العالمية ليكون في الولايات المتحدة الأمريكية، و354 بليون برميل نفط معظمها في الصين والشرق الأوسط.

وأشار إلى أن بترول الصخر الزيتي يتميز بخصائص منها انخفاض مستويات الانبعاث والكربون جراء الاحتراق التدريجي، ونسبة عالية من المواد العضوية، ما يجعله أكثر ملاءمة للبيئة. وهنالك سبع دول اليوم تنتج معظم الانتاج النفطي العالمي من الصخر الزيتي، وهي: البرازيل، والصين، وأستونيا، وألمانيا، وإسرائيل، وروسيا، والمملكة المتحدة.

غير أنه نبه إلى أنه ما زالت هنالك تحديات رئيسية تواجه هذا النوع من الإنتاج النفطي من بينها الكلفة العالية التي تتراوح ما بين 70-100 دولار أميركي لإنتاج البرميل الواحد من بترول الصخر الزيتي.

كما أشار إلى أن الأمم المتحدة تسعى بحلول عام 2030 إلى مضاعفة المعدل العالمي من التحسن في مجال الكفاءة لاستخدام الطاقة في العالم، ومضاعفة حصص الجميع من الطاقة المتجددة.