سالم الفلاحات - خافوا على الاردن وليس على الإصلاحيين
13-05-2012 05:14 AM
المطالبون بالاصلاح يقومون ببعض الواجب تجاه وطنهم وامتهم هذا عندما يكونون باحسن حالات العطاء ،ولا خيار لهم في ذلك وعملهم ليس مندوبا ولا يصح في المنة والتأفف فهو من الفرائض الشرعية واللزوميات الوطنية
وحالهم كمن تمنى ان يبني له بيتا بعد سنين من الكد وكلما بنى مدماكا وانهكه التعب نظر اليه فاحس بالراحة الغامرة ونسي التعب ، فالاصلاحيون رابحون على جميع الاحوال ، فهم ليسوا مكلفين بالنتائج ، وإن احبوا رؤيتها بسرعة بأمسهم قبل يومهم ، ولكن كما قال الشاعر العربي الحكيم
وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما المطلوب سوى العمل الجاد المتواصل الذي لايعتريه وهن ولا تسرع ولا خلل ولا يأس،وهذا هو دأب المصلحين في التاريخ والبناء مكابدة ومشقة وعناء اما الهدم فعبث ميسور وسريع ، ومن صبر على النبتة حتى تزهر وعلى الزهرة حتى تثمر فذلكم الذي عرف سنة الحياة واتقنها ، واما من استعجل الشىء قبل اوانه فسيعاقب بحرمانه من داخله او من خارجه
وهكذا امتدح القران الكريم الذين لايبدلون طريقهم القويم ولا يتعجلون مهما طالت الايام او زادت التضحيات وسماهم الرجال بقوله ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا )
**خافوا على الاردن من الفاسدين المفسدين المستبدين بطانات السوء ومتعهدي التضليل الذين لا يعرفون الا جيوبهم وارقام حساباتهم وطرق اخفاء جرائمهم واسماء من يشترون ظهورهم وضمائرهم واقلامهم وبعض سمارهم وجلسائهم في ساعات الغيبوبة الفكرية والانسانية والقيمية، واتحداهم ان عرفوا غرندل او الهري او الرفيد او لفظوا اسم تجمعات الوطن السكانية دون لكنة اجنبية مخجلة حتى لو تدربوا عليها مرارا .
**خافوا على لحمة الاردنيين من العابثين الذين لهم اكثر من وجه واكثر من لسان ولا يستقيمون على حال
** خافوا على مقدراته التى بعثرت شذر مذر، بعد ان نال السارقون البراءة من نهبها فضاع وربما يطالبون بتعويضات وخسر الوطن ،
ماذا ابقينا للاجيال القادمة كلها وقد بعثرنا حقوقها في سنوات قليلة بينما حافظ اباؤنا واجدادنا عليها الاف السنوا ت ملكا للامة كلها.
**خافوا من البطون الجوعى الجرباء اذ شبعت سحتا واثرت بسرعة ، ولا تخافوا من البطون الشبعى التي افقرتها العفة والقيم العليا ولم تأكل بثدييها فلها من المحددات والثوابت ما يردعها ويمنعها من الثأرية والانتهازية
وهذا نص قول علي بن ابي طالب رضي الله عنه بيت الحكمة والتجربة حين يقول :ــ
لا تخافــــــــوا من بطون شبعى اذا جــــاعت ، ولكن خافوا من بطون جوعى اذا شبعت ’ وقد صدق
**وليأخذ المستبدون الفاسدون (على رأسها ) كما في المثل العامي وليتوقفوا عن تهميش الاردنيين الصادقين وتهشيمهم فالكرامة عند الاردنيين كما عند العرب الاصلاء مقدمة على عيش العبيد واغنام العبيد وعلفها .
** لماذا غاب الحديث عن تقديم المفسدين والمستبدين السارقين للعدالة هل ماتوا هل اعادوا مسروقاتهم هل كل الذي عرفه الاردنيون عنهم كان اضغاث احلام وهل سيطلبون حقوقا (لكرامتهم بعد قليل من الاردنيين ؟ ومتى سيقدم للعدالةالذين زوروا ارادة الناس ولعبوا بها ؟
لماذا مخالفة الدستور الذي يقسم عليه كل مسؤول في مفاصل الدولة ؟ ام انها ايمان لغو ؟
لماذا هذه الردة العملية التي لايكابر بها الا قصير نظر عن الاصلاح او عن النية الجادة للاصلاح بعد ستة عشر شهرا استبشر الاردنيون انهم قاب قوسين او ادنى من ان يكونوا في مصاف الشعوب المتقدمة الحرة ،وهل ترضي اللعب والدمى والالعاب المتحركة بالريموت سوى الاطفال الصغار الذين يتلهون بها ساعات ثم يركنوها او يتلفوها لانها لم تعد تقنعهم
وهذه حقيقة اريد لفت النظر لها فارجوا تأملها ونقدها وتصويبها الا وهي
تصوير مسألة تعثر الاصلاح في الاردن على انها بسبب الخلاف بين الحركة الاسلامية والحكومات والحكم، وان الحركة الاسلامية قوية ومتجذرة وعابرة للمناطق والتجمعات وليس هناك في المجتمع ما يدانيها ـ حتى يطرب البعض لهذا التضخيم ـ والخوف من ابتلاعها للمقاعد النيابية واستيلائها على حقوق الاخرين وتهميشهم ، والحقيقة بخلاف ذلك لاسباب عديدة منها :ـ
1ـــ الحركة الاسلامية في الاردن ليست بهذه الاخطبوطية ولا بهذا الحجم وان كان خطابها الاقرب ـربما الى جمهور الشعب كونه يلامس ثقافته وتكوينه ورحم الله من عرف قدر نفسه، لذا نرى حجم الحركة الاسلامية عند هؤلاء يتضخم مرة ليصبح جملا كبيرا ، وهم ذاتهم يصغرونها عند الطلب ليجعلوها لا ترى بالعين المجردة ولا تمثل نسبة في المجتمع مما يؤشر على مدى صدقية هؤلاء!!
2ــالمطالبون بالاصلاح والذين باتوا يشعرون انه ضرورة لازمة وممر اجباري وانه طريق النجاة الوحيد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا واداريا اردنيون مستقلون يعلنون صباح مساء انهم لن يكونوا تحت عباءة احد ايا كان ولكنهم يرحبون بالشراكة مع كل الاردنيين دون استئثار او ابعاد لأ حد
3:ــ الحركة الاسلامية تعرف حجمها تماما وتعرف انها تتجذر ان كانت جزءا خادما ومستوعبا ومقدرا لجميع المواطنين ، كما تعلم حق العلم انها لوحدها سواء هي او اية قوى اخرى بمفردها وبلونها الواحد غير قادرة على انقاذ الاردن وبنائه وتحمل مسؤولياته دون تشاركية وتفاهم وتعاون مع مختلف شرائح المجتمع بمختلف مشاربه ،وتعلم ان القفز في الهواء لن يسجل لاحد .
4:ـ الحركة الاسلامية تستفيد من اخطاء غيرها ومن اخطائها ايضا ولعل طول فترة الربيع العربي انضج التجربة وجنبها وسيجنبها كل زلل او تسرع
وبصراحة ستبقى قوى الشد العكسي تبحث عن فزاعات وما اكثرها وهي اسهل وسيلة واقلها كلفة لاستمرارهم في التقلب بنعيم الوطن وترك غيرهم يتقلبون على جمره ويصبرون .
** ان مشكلتهم في الخوف من تحرر الشعب كل الشعب وليس الحركة الاسلامية ليرى النور فيرى جرائمهم او بعضها فيحاسبهم عليها ويحرمهم مما هم فيه ، ودون ذلك عندهم خرط القتاد ، وليس لهم الا التظاهر بالحرص على الوطن واستقراره والحفاظ على النظام ومصالح الاردنيين الكبرى الى غير ذلك من الشعارات المكشوفة لمعظم النااس .
** الشعب الاردني ليس منقسما الى معسكرين كبيرين معسكر مع الاصلاح الشامل ومثله مع بقاء الحال على ما هو عليه الاقليلا ، هذا غير صحيح الشعب الاردني في غالبيته العظمى في حقيقته تواق للاصلاح الشامل الحقيقي، منه من يجاهر بذلك ويدعوا له علنا دون مواربة من شماله الى جنوبه ، ومنه من يتمنى ذلك ويبحث عن الفرصة المناسبة لينسجم مع قناعاته ’ومنه من يحب ذلك ولكنه يظنه مستحيلا لكثرة التضليل والتهويش والتخويف من القادم ، وقليل من المنتفعين من بقاء الحال على ماهو عليه يستميتون على هذه الحالة وهم القليلون وليس العكس كما يدعون وبسيؤون لكرام الناس .
خافوا على الاردن من هؤلاء ومن بعض الاصدقاء الجاهلين صداقة الدب ،
وفي النهاية سينهض الاردن من كبوته ولكننا نتمنى ان لاتطول الكبوة ولا بد ان يستجيب القدر .
-سالم الفلاحات - الدستور