تحية إجلال وإكبار أيها الأردني الأبي الذي ما غاب عن منابر الوطن تحية لك أيها الكبير أينما كنت فوق سرير الشفاء أم في استراحة واسترخاء تحية لك أيها المقاتل الذي لا تلين له قناة ولا يهدئ له بال إلا بتحقيق المستحيل تحية للفارس الحر الذي ما غادر صهوة حصانه وما ترك السيف إلا بانجلاء المعركة والنصر .
أبا سهل لقد اشتقنا إليك كما اشتاقت إليك المضافات والدواويين واشتاق اليك بسطاء الناس وأصحاب الحاجات ما غابوا عنك وما غبت عنهم .

أقولها بكل شغف كما قالها كل الأردنيين الأوفياء اشتقنا اليك فوجودك يلهمنا ويرفد الوطن بالمخلصين من أبناءه رافعين اكف الضراعة الى الباري العظيم أن تكون سالما غانما فقد اعتدنا عليك ذو هامة لا تنحني مهما عظمت المحن والنوائب التي مررت بها متجاوزا بهمة عالية ورباطة جأش فكان منهجك الإخلاص والوفاء للوطن والقيادة , فليس كل الرجال رجال ولا مساواة بين الغث والسمين.

لقد استمالتنا قصيدة الشاعر المغناة في غيبتكم فكنا نرددها بين الحين والآخر , لأنها كانت خير مؤنس لنا في حالكات الليالي التي انتظرنا بها عودتكم الميمونة , وكأننا نرمق في ثنايا كلماتها أبا سهل , وكنا على ثقة بأنها تقصدك أنت وأنها وجدت لتملأ قلوبنا بمشاعر اشتياق فاضت بعد أن ضاقت قلوبنا بها .






فللدار وحشة عقب سيد هلا الجود
وعيني غشاها عقب شمسه ظلالي
ما لوم رجلك كايد الكود
أتعبتها ترقى سنود المعالي
للجسم حد وغايتك ما لها حدود
ظلمت نفسك من قديم وتالي
تمشي وعرها كنها سهود ومهود
لله درك ما تغاليت غالي
ما تنتظر للجود يا شيخ مردود
تشرب مرار وتسقي الغير حالي
ما ينثني عزمك خطير على الزود
من عالي تجمح على راس عالي
يا طيب طابت لك البيض والسود
أسرت في حبك قلوب الرجال
مرضك يمرضني وسعدك لي سعود
يا ليتني انقل عنك ضيم الليالي

نعم فللدار وحشة ولقد ملئت الوحشة قلوبنا وافتقدنا مجلسك الطيب وحضورك الأطيب
عبدالهادي المجالي ليس زعيما محليا فحسب بل زعيما عابرا الى الوطن كله رغم ما تعرض له من الحسد والمؤامرات ولأنه ليس زعيما من ورق خرج منها الأقوى والأشد والأصلب عودا مما جعل خصومه في الحياة السياسية يجلسون أمامه على كرسي الاعتراف بهزيمتهم ملقين أسلحتهم نادمين صاغرين وما كانوا سوى هبة ريح صفراء مرت أمام هرم كبير فذهبت الريح بعيداً وبقي الهرم ماثلا أمام الجميع بكل مواصفاته وخصائصه الرجولية وشهامته الفطرية المنغرسة في كل الوطنيين الصادقين في هذا الحمى الغالي .
أرادوه تابعاً لا سيدا لعبة بين أيديهم ما كانوا يعرفون الرجل الذي كان يخرج منتصرا في كل معركة سيداً ليس ككل الأسياد يعلو نحو الأفق كما هو الوطن ونعلو معه لأنه منا ولنا وللوطن كله وهب نفسه خادماً مخلصاً تجاوز المناطق الضيقة معتبرا أن مساحة الوطن بما فيها من أبناءها الطيبين الشرفاء هي مساحته ومتسعه, لذلك أصبح بهذا الحجم وهذه الثقة متسلحا بأخلاقه ووطنيته فأصبح بذلك ضرورة وطنية حاملا معه رؤية واضحة ونهج عصريا لمستقبل الوطن تحت مظلة بني هاشم الغر الميامين على أرضية صلبة ثابتة لا تهزها الريح .
سلام على الرجال الذين يقفون كالجبال رواسي في أرض الوطن سلام من سفوح شيحان الى سهول حوران والى جبال عمان والى مجد معان سلام من كرك التاريخ والمجد الى السلط الأبية والى االقدس الحبيبة والى خليل الرحمن والى كل الديار الحرة الزكية .
ومعك أيها الوطن الغالي بقيادتك الحكيمة ماضون وعلى عهد الآباء والأجداد باقون ولتشهد يا شجر الشيح والزيتون .
ومع كل الأردنيين الأوفياء المخلصين لوطنهم المتطلعين لعلياء الأردن الغالي الذي نفديه بالمهج والأرواح ماضون وعلى بركة الله سائرون .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته