قليل هم الذين يجمع عليهم الناس في العمل النقابي، وقليل هم اولئك الذين يحملون سمات شخصية قيادية مدعومة بالكفاءة المهنية الدكتور عبد اللطيف وريكات وزير الصحة، واحد من هؤلاء واولئك من الذين اجمع عليهم الناس، فلأول مرة - حسب ذاكرتي النقابية – التي تمتد لأكثر من ثلاثين عاما تجتمع الألوان النقابية في شخص وزير الحكومة الذي نادرا ما كانت العلاقة معه في السابق تخلو من الشد بين الجهتين، ولأول مرة نشهد الأطباء من مختلف ألوان الطيف النقابي يطالبون على صفحات التواصل الإجتماعي بعودة وزير الصحة كما حدث هذه المرة ومن الإنصاف أن نذكر هنا الدكتور النقابي ممدوح العبادي النقيب والوزير السابق والنائب الحالي.
لكن في حالتنا مع الدكتور الوريكات يبدو الأمر مختلفا فهو جنرال من مدرسة جيش الثورة العربية الكبرى و لم يكن في أي من مراحل حياته نقيبا أو نائبا ولكنه امتلك قلوب الاطباء وليس الأطباء فحسب بل الممرضين والبيطريين والصيادلة واطباء الأسنان نعم جميعهم كانون يحتفلون في منزله بعودته حسب ما شاهدت كما أن أركان وزارة الصحة من أمينها العام والمديرين كانوا على جانبه كتفا بكتف سعيدين بالثقة الملكية.
نعم هي ظاهرة تستحق منا الوقوف عندها فالرجل من أبناء العشائر الكبيرة، وهو طبيب بارع، ووالده عصامي الأمر الذي جعلني أسال أحد رفاقه خلال أيام الدراسة وهو الدكتور الطيب عصام خليل الساكت الذي زامل الدكتور وريكات في سكنه وأثناء زمالتهما على مقاعد الدراسة، وعند سؤالي له أجابني بدون تردد هذا هو الرجل كان ومازال محبا للخير مصلحا بين الناس مهتما بتلبية حاجة الملهوف، نعم لم يتغير وعند سؤالي له قال : كان متميزا في دراسته، إذا أنا لم آتِ بجديد فالمعدن نقي وهو من ملح الأرض يعيد للعشائرية ألقها وقيمها النبيلة التي يحاول البعض المساس بها تحت عناوين كثيرة.
أردت في هذا المقال أن أضرب مثالا لقصة نجاح وأن أتعلم ويتعلم غيري منها كيف تكون القامات العالية في الترفع عن الصغائر، فلقد تحقق الكثير للأطباء في الهيكلة وفي الإعتراف بالشهادات وغير ذلك ولكن لابد لقرارات شجاعة تحافظ على رشاقة وشباب وزارة الصحة وتحميها من علامات الشيخوخة، لا بد من منظومة جديدة تعزز من التشاركية بين القطاعات العامة بشقيها المدني والعسكري والقطاعات الخاصة والأكاديمية ولابد من منظومة جديدة تعيد للطبيب العام ألقه ليصبح مركزا للعملية العلاجية ونريد للنقابات أن تشارك في العمل العام من خلال تعزيز التقاليد والقيم المهنية لكل منها نعم نريد أن نستغل محبة الجميع للوزير ليعيد الجميع إلى طاولة الحوار لإزالة أي خلافات بين المهنيين سواء في داخل النقابة الواحدة أو بين أكثر من نقابة ولنبحث كيف نصل إلى تأمين صحي شامل للجميع.
الأردن يستحق منا العمل والمستقبل يتطلب الكثير من الجهد والله ولي التوفيق.
نائب نقيب أطباء سابق

الرأي