الرياضة العقلية: الجيش العربي
كامل الشريف
23-10-2007 03:00 AM
« لوحات اودعتها تأملاتي في مرحلة من العمر ، لعل القارئ يجد فيها ومضات تعينه في دروب الحياة.»
هدف المسرحيات والمسلسلات هو التسلية و«الفرفشة» وليس كتابة التاريخ فضلا عن تزويره لاغراض سياسية.
وحين ينسى المخرج هذا الهدف وينزلق في ارض التاريخ اللزجة ، يسيء الى بطله من حيث يريد ان يحسن اليه.
مثال ذلك الزج بدور الجيش العربي - الاردني في الحرب الفلسطينية الاولى على لسان الملك فاروق المزعوم.
هذا الجدل يعود بي للذاكرة قبل الدخول الرسمي للجيوش العربية الى فلسطين في 15 ايار 1948 .
كانت هناك معركة كبيرة قرب دير سنيد على مشارف قطاع غزة ، وقد فوجئنا بمجموعة من الهاجاناه تحيط بمواقعنا ، ولم ينقذ الموقف سوى تدخل سرية من الجيش العربي الموجودة في المنطقة.
حين ذهبت لمقابلة الشيخ حسن سلامة في مقره باللد كان علي ان اخترق معسكرا للجيش العربي على مداخل اللد.
قامت الحرب بعد ذلك وقام هذا الجيش الصغير نسبيا بالدفاع عن ثلث مساحة فلسطين الى جانب مدينة القدس.
كلفني المؤتمر الاسلامي العام لبيت المقدس ان اقوم ببناء اسوار دفاعية في القدس الى جانب تحصين قرى الحدود في الضفة الغربية ، وفي كل مكان ذهبت اليه كان ضباط الجيش العربي هم الذين يقودون فصائل الحرس الوطني.
وجدتهم في القرى الامامية في القدس والخليل وجنين ونابلس وطولكرم.
هذا الى جانب مواقع الجيش المحصنة ، ومعارك باب الواد ، واللطرون ، والقدس وغيرها.
تعاونت مع ابطال لا ادري اين هم الان ، احمد زعرور ، معن ابو نوار ، عزت قندور ، وغيرهم وغيرهم.
هذا الدور التاريخي الخالد يستحيل ان تهزه رواية مسرحية هدفها التسلية والفرفشة.
اما التاريخ الحقيقي فمصدره الموثوق في اماكن اخرى.