انتخابات مثالية في جامعة الطفيلة التقنيّة * د. عدنان عواد
10-05-2012 04:03 AM
لأول مرة تابعت عن قرب انتخابات اتحاد الطلبة في جامعة الطفيلة التقنية التي هي بحق وصدق الأولى من نوعها فيما يتعلق بتعليمات الانتخاب التي لا مثيل لها في مثاليتها في الجامعات الأردنية، فهذا القانون يتيح للطالب حق التصويت لثلاثة من الطلبة المرشحين على النحو الآتي:
(1) انتخاب أحد الطلبة من بين المرشحين عن التخصص الأكاديمي في الجامعة.
(2) انتخاب أحد الطلبة من بين المرشحين عن الكلية التي يدرس فيها الطالب.
( 3) انتخاب أحد الطلبة من بين المرشحين عن الجامعة نفسها.
وعلى هذا النحو المثالي جدا الّذي أتاح فعلا للطلبة حرية الاختيار الشمولي للطلبة المرشحين من القسم إلى الكلية إلى الجامعة، وهذه الفلسفة هدفها واضح و بيّّن جلّي بحيث يكون المجال متاحا لكل طالب ناخب أن يساهم مساهمة حقيقية وفاعلة وايجابية في تشكيل مجلس اتحاد طلبة جامعته وهذا ما أثبته هذا الحدث الديمقراطي التفاعلي الراقي الذي تزهو به الجامعة وتفخر بأن يكون أنموذجا يحتذى في الجامعات الأردنية الشقيقة على مستوى الوطن أو لربما الانتخابات العامة.
وممّا يدفعني لهذا القول وفيما أوردته أننّي كنت على اطلاع مباشر على سير إجراءات عمليات هذه الانتخابات منذ بدايتها وحتى إعلان النتائج النهائية،، فلقد قام الأستاذ الدكتور يعقوب المساعفة رئيس الجامعة وعدد من الكادر الإداري في الجامعة بتفقد مباشر لجميع مراكز الاقتراع وكان يسأل ويتابع ويصف الحل لأي مسألة مهما كانت بسيطة وكل ذلك جرى وبمتابعة حثيثة أيضا من رئيس اللجنة العليا لانتخابات اتحاد الطلبة في الجامعة الدكتور خالد الخلفات عميد شؤون الطلبة وكذلك أعضاء اللجنة العليا ،، وكان من شأن هذه المتابعة والتعاون بين الجميع لتحقيق الهدف المنشود وهو إجراء انتخابات نزيهة وحرة وشفافة فلقد أعلن رئيس الجامعة وكل المعنيين بهذا الشأن بأنهم يقفون على مسافة واحدة من الجميع.
ولقد تمت عمليات الاقتراع والفرز الذي جرى في نفس مكان الاقتراع بكل سلاسة وشفافية وحياد وتم استخراج النتائج وتم إعلان النتائج في مساء ذلك اليوم 24/4/2012 في مؤتمر صحفي وفاز من فاز من طلبة الجامعة،، وفي اليوم التالي كنت شاهد عيان على شهادة بعض الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز من الطلبة ،وبكل صدق غمرتني الفرحة وهم يعترفون بنزاهة الانتخابات.
ويوم أمس فلقد توّج هذا العرس الجامعي الديمقراطي الحر الشفاف بأداء الطلبة الفائزين لقسم الاتحاد وبحضور الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة ،ومن ثمّ جرى انتخاب الهيئة الإدارية للاتحاد وبحضور الهيئة العليا المشرفة على الانتخابات وبلغت نسبة الاقتراع على مستوى الطلبة الفائزين بعضوية الاتحاد العام100% حيث كان التنافس على مقعد رئيس الاتحاد العام،وأمين السر وأمين الصندوق وخمسة من أعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد، وقد ترشح طالبان لمقعد الرئيس، وجرى الانتخاب بنيهما بالاقتراع السري المباشر وبحضور الهيئة العليا المشرفة ، وكانت نسبة الاقتراع على مقعد الرئيس 100% من الطلبة الفائزين بعضوية الاتحاد العام وعددهم تسعة وثلاثون طالبا وطالبة، وبعد انتهاء عملية الفرز على هذا المقعد تم الإعلان أمام الجميع عن فوز الطالب عضو الاتحاد إبراهيم عطية صالح السعود برئاسة الاتحاد العام للطلبة في الجامعة، وممّا يزيد هذا العرس الجامعي الديمقراطي ألقا هو أنّ الطالب الذي لم يحالفه الحظ بالفوز بموقع رئيس الاتحاد بادر لمعانقة الطالب الفائز بروح رياضية وأخوية، أما بقية أعضاء اللجنة الإدارية الآخرين فقد فازوا جميعا بالتزكية وبروح رياضية جميلة أيضا قلما تجدها.
وكان الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة وقبيل أداء القسم قد وجه الطلبة إلى مزيد من التعاون والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة الجامعة ورقيها وتقدمها وأن الجامعة برئاستها وإدارتها وكوادرها التدريسية والإدارية والعاملين فيها هم في خدمة الطلبة عدة الوطن وعتاده كي يبقى منارات علم وتميز في ظل راعي مسيرة العلم والبناء جلالة الملك عبدالله الثاني يحفظه الله ويرعاه.
كم هو جميل أن نتنافس من أجل خدمة الصالح العام وكم هو أجمل أن نحترم الآخرين ونقدر عطاءهم وأن نتحلى بالأخلاق الحميدة والآداب الرفيعة وصولا بالجامعة فالوطن كله إلى آفاق التقدم والازدهار وأن لا فضل لأحد منا على الآخرين إلا بقدر ما يقدم من إنجاز وعمل وعطاء.
وبعد كل هذا أعتقد أنه يحق لنا أن نفخر بمثل هذه التجربة الانتخابية المثالية في جامعة الطفيلة التقنيّة.