مصر والكويت والأردن أكثر الدول العربية تشغيلاً للسيدات العاملات في المناصب العليا والتنفيذية، والبنوك والإستثمار والصناعة القطاعات الأكثر احتضاناً للمرأة العربية..


عمون - بقلم : حازم سالم الضمور..

في آخر دراسة أجرتها مجلة "فوربس - الشرق الأوسط" في عدد شهر مايو/ أيار كشفت عن قائمة أقوى سيدات الأعمال العربيات في الشركات المساهمة للعام 2012، واللواتي بلغ عددهن 100 سيدة عربية، تتصدرهم الكويتية شيخة البحر بمنصب الرئيس التنفيذي لبنك ( الكويت الوطني)، بعدما تمكنت هذه السيدة من قيادة البنك لتحقيق أرباح فاقت المليار دولار، ولتحوز باستحقاق لقب السيدة الأولى، تلتها في المركز الثاني السيدة السعودية لبنى العليان، والتي تعتبر من أشهر الشخصيات النسائية في المجال الاقتصادي السعودي، حيث تشغل حاليا منصب عضو مجلس إدارة (البنك السعودي الهولندي)، ليكون المركز الثالث من نصيب الأردنية دينا شومان، والتي تشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة مجموعة (البنك العربي).

اللافت في الأمر أن التوزيع القطاعي لسيدات الأعمال العربيات في الشركات المساهمة جاء بشيء من التناقض، حيث شمل قطاع البنوك 29 سيدة، تلاه قطاع الصناعة بـ 18 سيدة، ليكون نصيب قطاع الاستثمار 16 سيدة، في الوقت الذي تعتبر هذه القطاعات غير جاذبة للسيدات إلا أنها إستحوذت بمجملها على 63 سيدة من أصل 100 سيدة أعمال عربية، حيث تصدرت الكويتية مها الغنيم، رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لبيت الاستثمار العالمي( جلوبال) قطاع الإستثمار تليها من نفس القطاع السعودية رشا الهوشان، عضو مجلس إدارة (الممكلة القابضة)، وفي قطاع الصناعة جاءت السيدة الأولى لهذا القطاع سمية الفار، عضو مجلس إدارة شركة (الإسكندرية للزيوت المعدنية).

أما بالنسبة للتوزيع الجغرافي لـ"قائمة فوربس- الشرق الأوسط لأقوى 100 سيدة أعمال عربية في الشركات المساهمة العامة"، فقد إحتلت مصر مركز الصدارة في توظيف السيدات ضمن منظومة المناصب القيادية والتنفيذية في الشركات المساهمة العامة بحصة 20 سيدة، متبوعة بالكويت بـ17 سيدة، أما المركز الثالث فكان من نصيب الأردن بـ 13 سيدة، ليكون المركز الرابع من نصيب كل من الإمارات والبحرين وعمان وفلسطين بـ 8 سيدات لكل بلد، في حين جاءت سوريا في المركز الثامن من خلال 7 سيدات، وحلت السعودية في المركز التاسع عبر 5 سيدات، لتتشارك قطر ولبنان المركز الأخير بـ 3 سيدات لكل منهما.

أيضا أطلقت المجلة في هذا العدد "قائمة فوربس- الشرق الأوسط لأغنى 50 سيدة أعمال عربية"، حيث وصلت ثروات سيدات الأعمال العربيات في الأسواق المالية إلى498.2 مليون دولار، لتكون حصة سيدات الإمارات هي الأكبر بإجمالي ثروات وصلت إلى 117.6 مليون دولار أي ما يشكل 24% من المجموع الكلي، بقيادة سيدة الأعمال العربية مريم خلفان النعيمي التي تمتلك 69.1 مليون دولار حصيلة إمتلاكها نسبة 22% من أسهم (البنك التجاري الدولي)، في المرتبة الثانية جاءت سيدات مصر بإمتلاكهن مجموع ثروات وصلت الى 102.8 مليون دولارا، وفي المركز الثالث حلت قطر بسيدة واحدة تصدرت القائمة هي القطرية الشيخة آمنه بنت محمد آل ثاني، وذلك بإمتلاكها ما يقارب الـ 86.9 مليون دولارا عن حصتها البالغة 10% في شركة (مجمع شركات المناعي) المدرجة في بورصة قطر.

وأوضحت خلود العميان، رئيس تحرير "فوربس- الشرق الأوسط"،قائلة: "في هذا الفضاء الرحب من العطاء، إنتقينا قائمة مميزة بنجماتها، هن سيدات الأعمال، اللواتي يشغلن مناصب مهمة، في الشركات المساهمة العامة، واللواتي لديهن تأثير قوي في مسار الشركة، ليس على مستوى قرارات الشركة، بل وصل الأمر إلى التأسيس، والبناء، وصناعة مستقبل مشرق."

وتضيف العميان: "لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط تقوم المجلة بإصدار قائمة (أقوى سيدات الأعمال العربيات في الشركات المساهمة العامة)، ولكن، أين يكمن منبع القوة؟ وما هي روافده؟ لعل كلمة "أقوى" هنا تفسر لنا بوضوح المعايير السبعة التي استند عليها فريق البحث في اختيار نجمات هذه القائمة وهي: أهمية المنصب الإداري، القيمة السوقية للشركة، والأداء المالي السنوي، عدد العاملين، ملكية أسهم الشركة، الحضور الإعلامي، والمناصب التي تشغلها المرأة في شركات أخرى؛ شركات عائلية، أو شركات خاصة غير مدرجة."

وتوجه العميان رسالتها إلى اللواتي يقفن جنبا إلى جنب مع الرجال لمواصلة مشروع التنمية والبناء، في جميع القطاعات؛ الصناعة والطاقة والبناء وحتى البنوك، هذه القائمة ما هي إلا تقدير لجهودكن، وتشجيعكن للمضي قدما نحو مزيد من النجاح، كما نعد كل سيدة عربية ناجحة، أننا ماضون بقوائم أخرى تخصها، وتبرز دورها ومكانتها على كل الأصعدة، لتبقى دائما حبات اللؤلؤ تشع في كل مكان وزمان.

هذا وتقوم مجلة فوربس الشرق الأوسط بإعداد قوائم أخرى تخص عمل المرأة العربية ونشاطاتها وإنجازاتها، لذلك نطلب من جميع السيدات التواصل مع المجلة عن طريق الموقع الإلكتروني (www.forbesmiddleeast.com) للعمل على بناء قاعدة ملعومات تخص المرأة العربية تستند على مشاركتكن في توسيعها.