الملكة تطلق المرحلة الخامسة من (مدرستي) بإربد
08-05-2012 01:28 AM
عمون - ربى الخصاونة- أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله الاثنين المرحلة الخامسة من مبادرة (مدرستي) في محافظة إربد، والتي تشمل مئة مدرسة حكومية، يدرس فيها نحو 29 ألف طالب وطالبة.
وقالت جلالتها خلال حفل الاطلاق الذي اقيم في مدرج الفاروق بجامعة العلوم والتكنولوجيا :"لقد وضعنا الإصلاح الاقتصادي والسياسي نصب أعيننا، فهما الهدف والغاية... لكننا لم نول الوسيلة الاهتمام الكافي، والوسيلة هي التعليم".
وأكدت جلالتها أن: "الجيل المحصن بالمعرفة والتكنولوجيا الحديثة، والدراية القانونية، والحنكة السياسية، هو القادر على المشاركة السياسية الواعية المسؤولة، وهو القادر على الحوار، والمساءلة، والإتيان بحلول واقعية لمشاكل المجتمع، والتشاور والحوار البناء لحلها".
وأضافت جلالتها:"للمعرفة والعلم علاقة مباشرة بالتنمية الاقتصادية، فقد أثبتت التجارب العالمية أن تعليم الطلاب تعليماً نوعياً يسهم في رفع مستوى الناتج المحلي الإجمالي للدول، وزيادة معدلات النمو الاقتصادي وتطوير مستوى المعيشة للمواطنين والحد من الفقر، وصولاً إلى تحقيق التنمية الاقتصادية".
وقالت: "نحتاج لصحوة تعليمية، ونريد نهضة مهاراتية تصلح تعليمنا، لكي نضمن إصلاحاً فعلياً وتنمية حقيقية، فالتعليم هو أول متطلبات التنمية".
وعن مبادرة "مدرستي" اعربت جلالتها عن شكرها " لكل من عمل لتحسين نوعية التعليم وتمكين المعلمين، وكل من تحمل مسؤولية مستقبله، وكل من أعطى من وقته وماله وخبرته سواء من خلال المجموعات أو الجمعيات أو الجهود الفردية، وليس من خلال مشروع مدرستي فقط".
وقالت جلالة الملكة رانيا العبدالله : "شكراً لكل من آمن بنجاح هذا المشروع وأهميته، فليس سهلاً أن تؤمن بفكرة لمجرد الثقة، الثقة بأننا بالعمل الجماعي نستطيع أن ننجز ما لا نستطيع فعله بمجهود فردي".
وأضافت :"الشكر الموصول لكل من أدرك أهمية دوره، وسد بعطائه فراغاً واحتياجاً وطنياً، وكل من عمل وسيعمل على أن نحقق تلك الصحوة التعليمية والنهضة المهاراتية، التي تمكن ثروتنا الطبيعية الأثمن، إنساننا الأردني".
وأكدت جلالتها أن "تربية الطفل وتعليمه وبلورة مفاهيمه تتأثر جميعها بمحيطه، وعائلته، ومعلميه، وأصدقائه، وجيرانه. فالطفل هو نتاج مجتمعه وبيئته، فإذا كان المجتمع آمناً... أمنوا، وإن كان متعلماً... تعلموا، وإن كان طموحاً... تنافسوا وحققوا ذاتهم ورفعوا اسم وطنهم عاليا".
وقالت من "هنا يأتي الدور الأهم للمدرسة؛ فهي أول مجتمع يجب أن يتشرب منه الطفل أساسيات المواطنة الفاعلة، حيث يتعلم فيها أن الحوار هو الوسيلة المثلى للتفاهم، وللتفاوض، ولتحديد الواجبات والحقوق".
وشددت جلالة الملكة رانيا العبدالله على أن "المسؤولية حملها ثقيل، ومن وضعها على أكتافه تنغرس علامات قدميه في الأرض وتبقى... لتذكر بما أنجز وما فعل، ويصير جزءاً من الأردن؛ ويعيش ويبقى في ذاكرة أجياله وتاريخه. فحياة المرء من دون مسؤولية، خفيفة، تطير وتتلاشى مع مرور الأيام، ولا أثر لها ولا ذكر يبقى".
وحضر الاحتفال سمو الأميرة ريم علي، ووزير الأشغال العامة والإسكان يحيى الكسبي، ووزير التربية والتعليم الدكتور فايز السعودي، ورئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتورعبدالله ملكاوي، وعدد من كبار المسؤولين في القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني.
وخلال الحفل تحدثت مديرة مبادرة"مدرستي" دانة الدجاني عن انجازات المبادرة منذ إطلاقها في عام 2008، وتقدمت بالشكر لكل من قدم الدعم لـ "مدرستي".
وقالت: "نود أن نشكر جميع شركائنا، نشكر القطاع الخاص على دعمه المادي والمعنوي المتواصل، والقطاع الحكومي على تعاونه الدائم ومساهماته لتحقيق أهداف المبادرة، ونشكر المتطوعين على وقتهم وجهدهم وشغفهم، ونشكر المعلمين على جهدهم الدؤوب في جعل التعليم تجربة محببة للطلاب، والطلاب لدافعيتهم وحماسهم للحفاظ على مدارسهم".
وأضافت الدجاني : "هذه الإنجازات جاءت نتيجة إيمان كل فرد من أفراد مجتمعنا على اختلاف أعمارنا وفئاتنا، بواجبه في الاستثمار في طلاب مدارسنا، لأنهم الأقدر على إحداث التغيير الإيجابي إذا منحوا الفرصة لذلك، فحدود عطائهم لا متناهية، تماما كما هي عملية الاستثمار في التعليم يجب أن تكون لامتناهية، ابتداء بالطلاب والمعلمين والأهالي، وانتهاء بالقطاع العام والخاص والمتطوعين".
وتضمن الاحتفال عرض لفيلم قصير عن عمل "مدرستي" في مراحلها الأربعة، والتي تم الانتهاء منها وما سيشمله عملها خلال هذه المرحلة، كما تضمن الاحتفال عرضاً قصيرا قدمه أحمد غانم من فريق "فوق السادة" تحدث فيه عن البيئة المدرسية في أيامه الدراسية الأولى.
واستمع الحضور إلى قصص نجاح من طلبة ومعلمي المدارس التي شملتها "مدرستي" حيث عُرضت قصة خلود وهي طالبة في الصف السادس في إحدى مدارس الطفيلة وكانت منعزلة عن بقية زميلاتها في الصف، وبمساعدة "مدرستي" زادت ثقتها بنفسها.
كما تحدثت مديرة مدرسة طارق بن زياد الأساسية ريما حتاملة عن التغيير الذي شهدته مدرستها منذ شمولها بالمرحلة الأولى من المبادرة.
واشار صفوان العبادي من السلط وهو أحد المتطوعين مع المبادرة الى بدء فكرة تطبيق دوري لكرة القدم في السلط ونقل التجربة إلى جرش، ويخطط لنقلها إلى مدارس محافظة اربد.
وقالت لجين من الصف الثاني عشر من مدرسة العقبة الثانوية للبنات ان مبادرة "مدرستي" شجعتها على المساهمة في الأعمال التطوعية في مدرستها ومجتمعها.
وشارك عدد من الطلبة وأفراد من المجتمع المحلي في عرض مسرحي، سرد قصته "حكواتي"، تحدث فيها عن أهمية التعليم بالنسبة لأهل اربد منذ القدم.
ومنذ أن أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله مبادرة "مدرستي" في نيسان عام 2008، تم انجاز أربع مراحل شملت تجديد 400 مدرسة في 11 محافظة هي عمان والزرقاء والبلقاء وجرش وعجلون ومادبا والكرك والطفيلة والعقبة ومعان والمفرق ضمت 40 لواء و98 بلدية، واستفاد منها 135 ألف طالب وطالبة، كما نفذت مجموعة من البرامج التوعوية المنهجية واللامنهجية في المدارس التي شملتها.
وتم من خلال المبادرة بناء وصيانة وحدات صحية، ودهان، تركيب وصيانة ابواب ونوافذ وألواح، وتركيب وحدات انارة ومراوح، وبناء مشارب صحية وأسوار مدرسية وملاعب رياضية، إضافة الى تنفيذ برامج تعليمية منهجية ولامنهجية.
واستطاعت "مدرستي" منذ إطلاقها حشد دعم وبناء شراكة مع تسعين شركة داعمة من القطاع الخاص، وعشر مؤسسات غير ربحية، وخمس مؤسسات حكومية.
وخلال مراحلها الأربعة تعاونت "مدرستي" مع الحكومة لتطوير أنموذج فعال للتعليم ضمن مجموعة من المبادئ، أهمها أن الطالب هو المحور الأساسي للمبادرة، والشراكة مع المجتمع المحلي أو القطاع الخاص، حيث أن المدرسة ملك لجميع أعضاء المجتمع، والشفافية والمصداقية في التعامل على كل النواحي والصعد، وتنمية روح التطوع والعمل الجماعي.
وقد تم اختيار مدارس المرحلة الخامسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، اذ تم اختيار المدارس الأكثر حاجة للصيانة أو تمت صيانتها خلال السنوات السابقة بشكل جزئي وبسيط، أو التي تفتقر لمعايير الصحة والسلامة في مبانيها ومرافقها.
وتعتمد "مدرستي" على أهالي المجتمعات المحلية لتحديد الأولويات والاحتياجات، اذ تعمل على تشكيل لجنة مجتمعية داخل كل مدرسة تشملها المبادرة، وتتكون اللجنة من عدد من الطلاب والأهالي والمعلمين وأعضاء المجتمع المحلي وأعضاء من الجهات الداعمة للمدرسة إن وجدت، وتعمل هذه اللجان على تجهيز خطة مدروسة لتحقيق هذه الاحتياجات عن طريق التعاون والعلاقات الاجتماعية والتبرعات العينية والنقدية.
وتسهم البرامج اللامنهجية التي تنفذها "مدرستي" بالتعاون مع شركائها في تعليم الطلاب المهارات والعادات المهمة مثل مبادئ السلامة العامة والغذاء الصحي والتفكير الإبداعي ومهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما يقوم الشركاء أيضا بدعم المعلمين وتأمين دورات تدريبية لهم تساعدهم في تعلم أحدث مهارات التدريس، وتقدم لهم الفرصة لتبادل الخبرات للحصول على نماذج تعليمية أفضل.
وتبادلت جلالة الملكة رانيا العبدالله لدى خروجها من مدرج الفاروق التحية مع طلاب وطالبات جامعة العلوم والتكنولوجيا الذين التفوا حول جلالتها للسلام عليها.(بترا)