بأجواء معتمة بعاصفة شديدة الاسوداد ملئ بالألم والحزن داهمت بيت كل كركي فاجعةً بفجر يوم السبت المنصرم عندما تلقينا نبأ حادث مؤسف بحافلة باص يقل بناتنا وأصابتنا الفاجعة بعد ما أصاب بنات لنا كان نصيب قدر الله شاء أمره بخمس ضحايا من بنات مدينتنا القصر وازددنا وجعاً وحسرةً وفرقةً عندما جاءت مراسم تشييع الجثامين ولستحقاقهن كرامة الإسلام.

ولقلوب ملؤها الإيمان بقضاء الله وقدره وحق حكمته بواسع رحمته وبقلوب خاشعةٍ راكعةٍ لأمر وعده تقبلنا نبأ رحيل فقيداتنا المصابات الجليلات المأسوف على شباب عطائهن.

وبعد أداء فريضة العصر يوم السبت الموافق 5/5/2012 وإتباعاً لسنة رسولنا الصادق الوعد الأمين شيع أبناء لواء القصر ومحافظته خمسة فتيات عن عمر يناهز العشرين ومن اللواتي نظرن ووهبن أنفسهن لغاية وجودهن بمحبة الله ورضا الوالدين ولمحبة الناس بحسن التعامل ولقضاء حوائجهن بظل ولي أمرهن بكل معاني العفة والأدب البيتي والخلق الإسلامي والسعي بفريضة العلم المبتدأه من المدرسة حتى الانتقال إلى المرحلة الجامعية بكل حكمة وذكاء.

جعل الله في إحسانهن هذا بكل عمل أجراً وثواباً لقوله تعالى: (أن الله لا يضيع أجر المحسنين).

ومما دعتنا عقولنا المدركة إلى الإيحاء بنزيف قلوبنا الجرحى إلى نزيف قلمي المعبر برحيل فاجعات الأردن ولأنسخ لبناتنا أصغر معاني الكلمات الحسية الأخوية بالرغم من قساوة الألم إلى قساوة التعبير ومن ألم الحسرة والفراق ولوعة الرحيل بصدانا الجريح بالوداع وبالحرمان من اللقاء وبقلوبٍ تدمى بفقدان نبع العطاء والعزة والعفة لكن سيبقين شعلة تستضاء في ظلماتنا ولأننا نؤمن حق الإيمان بموعظة وبحكمة الموت.

ونؤمن أن هناك أناس رحلوا عنا لكنهم أحياء بعفتهم وحسن حكمتهم وانجازاتهم وللذكرى الخالدة ولأن الذكرى شكل من أشكال اللقاء.

وعذراً فلن نقول لأخواتنا الفقيدات أنكن حياتنا ولأن الحياة فانية ولا إخوة لعمرنا لأن العمر يمضي.

يبقى أن أقول بشجوني وأحاسيسي هذه الحمد لله على حكمة رحمته أن أنزل الصبر مع القسوة وأنزل السكينة على قلوبنا المفجوعة وبجانب أخوتنا الاردنيين النشامى الذين أمّوا لمضاربنا بمدينة القصر ومن شتى منابعهم وأصولهم من أبناء المحافظة وخارجها بمواساتنا وكما شيمتهم دوماً تعبيراً عن طيبتهم وأصالتهم بالإخاء الإسلامي كابراً عن كابر المتمسكين دوماً بجمر الوفاء وباللحمة الاجتماعية والمأجورين بسنة رسولنا الكريم من شيوخ ووجهاء عشائر وفعاليات شبابية ومن أصحاب العطوفة والمعالي والسعادة وأصحاب السماحة والذوات وممثل لجلالة الملك المفدى. ولما كان لهم الأثر الكبير في نفوسنا ولتخفيف عزاءنا الأليم بالفقيدات .

"اللهم لا مصيبة ألا أن تجعلها سهلة وأنت تجعل الحزن أن شئت سهلا".

واللهم لا تحرمنا أجورهن ولا تفتنا بعدهن واغفر وارحم لجميع أموات المسلمين والمسلمات والحمد لله على منح عطاءه وحكمة ردّ أمانته.